تعرف موسوعة ستانفورد للفلسفة؛ أن الاستعمار هو "ممارسة الهيمنة والتي تتضمن إخضاع شعب لشعب آخر" وتحاول الموسوعة؛ أن تفرق بين "الاستعمار" و"الإمبريالية" بأن تصف الأخرى بأنها "السيطرة السياسية والاقتصادية ؛على دولة تابعة" وقد ظهرت في الأدبيات الغربية كتابات واسعة؛ حول كلا المفهومين.
ولكن ما يهمنا هنا هو "الاستعمار" ؛ الذي بدأ استخدامه كما تقول الموسوعة للتعبير عن المستوطنات أو "المحتلات"؛ التي أسسها الأوروبيون في بلاد أخرى لإسكان مجموعات من مواطنيهم كما فعلوا في أمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزلندا والجزائر والبرازيل وغيرها.
ولكن الإمبريالية فهي قيام دولة بالسيطرة على دولة أخرى؛ وإدارة شؤونها دون إسكان عدد كبير من مواطنيها في تلك الدولة المحتلة .
العجيب فى ما يحدث فى العالم هو أن الإستعمار؛ غزا ثلاثة أرباع الكرة الأرضية ونهب ثروات الدول المستعمرة؛ وأخذ منتجاتها الزراعية والصناعية والمنجمية؛ وموادها الخام بأبخس الأسعار.
ولم يسمح لها بأن تستفيد من أى زيادة فى الأسعار؛ على مدى عشرات السنين؛ وحكم هذه البلاد حكم العبيد؛ بل وأباد نسبة عالية من سكان أفريقيا؛ لإجبارهم على أن يكونوا عبيدا له.
وأوقف تقدم هذه البلاد حضاريا وسياسيا وإقتصاديا ؛فى الوقت الذى تقدمت هذه البلاد بأموال المستعمرات؛ وإبتدعت وأخترعت.
وإستفادت من كل ذلك نتيجة إبتزازها أموال وأرصدة هذه البلاد ؛ثم تركتها وهى خاوية على عروشها؛ مهلهلة خاسرة؛ الجانب مفقودة الهوية خزائنها فارغة وتعليمها.
ونحن الآن فى أشد الحاجة إلى لم الشمل؛ والتعاون الإسلامى؛ إقتصاديا وماليا وتجاريا.
وقد تجلى بوضوح فى إخفاق معظم تلك البلدان؛ فى أن تكون لها آلية نمو ذاتية نابعة من داخلها.
ولقد نتج هذا من تمزق النظام الإجتماعى للمجتمعات الإسلامية بسبب الهيمنه الأجنبية الطويلة ولقد أدى شلل المؤسسات السياسية الإقتصادية والإجتماعية إلى عجزها عن الوفاء بحاجات الناس وإحداث تطور حقيقى.
لقد حرص الإستعمار على عدم السماح للمؤسسات الإقتصادية والإجتماعية أن يلعب دورا فى إحداث عملية نمو ذات جذور محلية.
بل لقد حرص على أن تحدث التنمية الإقتصادية على يد أنواع عديدة من المؤسسات الغريبة عليها من الخارج .
الأستعمار الأكبر الثقافات الوافدة علينا وهى اشد فتكا من اى استعمار آخر وكل محتل ومستعمر بارث ورثه عبر الأجيال واصبح غير قادر على التخلى عنه .
وان الأستعمار المحلى الذى نأن منه هو الثقافات الخاطئة التى ترافقنا ليلا ونهار والتى فتحنا لها نوافذ منازلنا بدون فلتره أو تنقية فنالت منا جيلا بعد جيل وصرنا محتلين من قبل الثقافات الغربية او المحلية.
وكل المشاكل التى نراها الاَن على الساحة السياسية هو رقصة الموت الأخيرة من قبل هؤلاء المتحكمون فى مصير البلاد والعباد.
لكن هذا لن يتم الا بجهود جبارة؛ بكشف الشبكات العنكبوتية التى تسيطر على بلادنا وخيراتها ومقدراتها.
التعليقات