أشتهر الفنان القدير رشوان توفيق، بثقافته الحقيقية والتزامه الدينى دون تعصب وإجادته للغة العربية الفصحى، وهو نموذج مشرف للفنان العربى الذى يحافظ على شرف وأداب مهنة التمثيل.
وخلال مسيرته الفنية الثرية، كان دائم الحرص على عدم المشاركة إلا بالأعمال التى تتسم بخطابها الدرامى الجاد، والراقى ذلك الخطاب الذى يدعو إلى ضرورة التمسك بالقيم الأخلاقية والمثل العليا ومن أشهر أعماله محمدرسول الله وعلى هامش السيرة والإمام الشافعى وابراهيم الدسوقى وعمر بن عبد العزيز.
يقول الفنان رشوان توفيق : بدأ أتجاهى نحو الفن وأنا طفل صغير، فى الصف الرابع الأبتدائى وكان مدرس فرقة التمثيل، فى المدرسة أختارنى رغم عدم أشتراكى بفرقة التمثيل فى المدرسة فى دور سيدنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ،وكان هذا أول دور أمثله فى حياتى ،وكنت عندما يدق جرس المدرسة لا أدخل إلى الفصل وكاد أن يضيع مستقبلى بهوس التمثيل .
ثم علمت أنى أستطيع دخول المعهد العالى لفنون التمثيل بالثانوية العامة، فبدأت لهذا الهدف أذاكر ونجحت من أول دور وسط ذهول الجميع، لأنى لم أكن أذاكر من قبل ثم تقدمت للمعهد العالى للفنون المسرحية، كما ألتحقت بكلية الحقوق، فى نفس الوقت ولكن الحقوق لا تحب شريكا وهو ما تأكد لى بالفعل.
لذلك كان فضل الله علينا أنه بمجرد تخرجى كان التليفزيون، قد فتح أبوابه فبدأت رحلتى الفنية ولم أكمل دراستى بالحقوق، لأن مواعيد المحاضرات كانت تتعارض مع مواعيد المعهد، فكنت أختار بالطبع الذهاب إلى المعهد ،فكنت أختار بالطبع الذهاب إلى المعهد رغم أنه لم يكن له مستقبل بعد.
علاقتى بالإمام محمد متولى الشعراوى ،بدأت عندما جسدت سخصية محمد كريم، فى أحد الأعمال الدرامية وفؤجئت به فى حديث له يشيد بدورى خاصة مشهد إعدام الفرنسيين لمحمد كريم، وقال بالنص برافو يارشوان، بعدها قابلته فى منزله وقال لى أبكيتنى فى مشهد إعدام محمد كريم وأهدانى مصحفا، ومنذ هذه اللحظة توطتدت علاقتى به.
الحمد لله من قبل ومن بعد وأطير فرحا بشهادة مولانا الإمام الراحل الشيخ محمد متولى الشعراوى، الذى من الله عليه بالدنيا والدين والذى أثبت حبه للفن الرفيع صدق إحساسنا به.
أما بالنسبة لدور محمد كريم ،فإننى عندما قرأت السيناريو وجدته يعبرعن هذا الشخص الذى كانت كل عاطفته لمصر وللمصريين، وضحى بكل شىء من أجل وطنه وعاش من مراحل مختلفة وتعرض للقهر فى عهد مراد بك والمماليك.
ولم يكن يريد أن يترك منصبه لآخر حتى يتمكن من الدفاع عن البسطاء، ثم قاد كفاح الشعب المصرى ضد الفرنسيين.
وعندما دخل نابليون بونابرت الاسكندرية عاش تجربة أخرى كمحافظ للاسكندرية لكنه فى نفس الوقت كان يشترى السلاح من ماله سرا ولرجال المقاومة وأعترف أن أوراق المؤلف الراحل سامى غنيم، واجادة المخرج الراحل حسام الدين مصطفى كانت وراء توفيقى فى أداء الشخصية.
رأيت النبى فى المنام مرتين المرة الأولى، شاهدته فى زى عالم أزهرى، وتعرفت عليه من أنفه أما المرة الثانية، فكان فى زى رجل سعودى وأعطى أبنة خالتى إمام الحرم النبوى أموالا.
وعندما سألته من أنت قال : أنا صاحب الفضل أيضا رأيت السيدة مريم العذراء، والسيد المسيح وهذه الرؤى الصالحة دائما كانت عقب قراءتى للقرآن.
سخر الله سبحانه وتعالى لى فى بداية حياتى الفنية، المخرج الراحل سالم سالم حيث قدمت معه مسلسل (العارف بالله) ابراهيم الدسوقى.
وكان نجاح هذا الدور هو البداية الحقيقية ،لى لتمثيل الأدوار الدينية والتى صادفت وقتها مرحلة تصوف فى حياتى، ولذلك أديتها بإحساس صادق.
والحمد لله لى رصيد كبير، من هذه الأعمال الدينية والتاريخية جسدت فيها شخصيات إسلامية عظيمة، مثل الإمام الشافعى وابن عطاء السكندرى ومصعب بن عمير وعمر بن عبد العزيز وزيد بن حارثة وابراهيم الدسوقى وغيرهم كثيرين.
وأشعر وأنا أؤدى هذه الشخصيات، بأننى لا أمثل لأن الكلمة تخرج من القلب ،وهو سر نجاح المسلسلات الدينية.
وأذكر أننى كنت أتحدث إلى الكاميرا، ولكن موجها وأخاطب به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكنت أقول له (وحشتنى يارسول الله ). وأذكر وأنا أمثل لحظة وفاة الإمام الشافعى أن الدموع ملأت عينى وبكيت كما لم أبك من قبل وخرج المشهد من القلب فوصل لقلب المشاهد.
فى الماضى كانت المسلسلات الدينية تعتمد على أسلوب السرد، أو الحكى بمعنى أن نسمع صوت أحد الممثلين يعلق على بعض الأحداث.
وكـأننا أمام شريط تسجيلى، ثم حدث تطور بالنسبة لطريقة إخراج هذه المسلسلات وتتمثل فى دخول الدراما، وتقديمها للمشاهد بأسلوب جذاب مشوق.
كما أن هذه المسلسلات لا تكتفى بتقديم الحدث الدينى أو التاريخى، فقط بل تناولت قصص الحب والصراع، والتنافس على السلطة فأصبح المشاهد يشاهد أحداثا درامية دينية ولكنها غير مباشرة.
كما حدث أيضا تطور فى أسلوب كتابة المسلسلات الدينية، مثل مسلسل(الفرسان) ويعالج المؤلف من خلاله مرحلة تاريخية بكل جوانبها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
التعليقات