في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها العالم؛ بأكمله تجاه وباء فيروس كورونا؛ يتحتم علينا بتقديم التكافل الإجتماعى والإنسانى؛ الأكثر حاجة من الذين يعانون جراء الأزمة الصحية في انتشار وباء كورونا المستجد ؛وأن هذا التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع؛ الذي لمسناه في هذه الأيام هو السبيل الوحيد؛ للمواجهة والأنتصار على كل الأزمات والكوارث التي تصيب البلدان
والمبادرات المجتمعية.
في ظل الأزمات تعبر بشكل صريح ؛عن النهج الإنساني السليم؛ والمسؤولية الأخلاقية والروح الإيجابية؛ للمجتمع وأفراده تجاه بعضهم البعض.
وعظمة الإنسان تنبع دائماً من إنسانيته؛ وشعوره بحاجات الآخرين ومعاناتهم؛ والوقوف إلى جانبهم؛ وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم.
وهى الدعوة إلى التكافل الاجتماعي وتحقيق التضامن الإنساني؛ بين الأغنياء والفقراء ليعيش الجميع في كرامة وأمان وسلام؛ وينعم المجتمع بالأستقرار .
أظهر وباء كورونا أن قوة المجتمعات؛ وسلامتها وتماسكها مرهونة؛ بمدى حضور الجانب القيمي فيها إذ كثير من المبادرات؛ الإنسانية والاجتماعية الخيرة ؛التي ظهرت في هذه الأزمة والتي عالجت مشكلات عميقة؛ وكثيرة إنما صدرت بدوافع عظيمة فاضلة.
فإن الحاجة ماسة للعودة إلى منظومة القيم؛ في هذا الوضع الحرج؛ وفي وقت الشدائد والأوبئة والجوائح وتفعيلها في المجتمع؛ من خلال التعاون والبذل والعطاء؛ والأخوة والإحساس بالآخرين.
والوحدة الاجتماعية والصدق والأمانة ؛وتحمل المسؤولية ونشر الطمأنينة والتفاؤل والأمل؛ والإيجابية والتصدي للشائعات والدعم النفسي .
وانطلاقا من المسؤولية الإنسانية والأخلاقية؛ المشتركة ندعو الجميع؛ على أداء واجبهم الإيماني والإنساني؛ والأخلاقي لمقاومة هذا الوباء القاتل؛ الذي أثر في البشر بل وفي معظم الأنظمة الحياتية؛ وأصاب الفقراء بمزيد من المعاناة؛ نتيجة ما سببه من انحسار في موارد العيش.
علينا في ظل هذه المرحلة أن نبحث عن إحياء الوعي الجماعي؛ الذي يدفعنا نحو تعزيز القيم؛ التي تعلي من كرامة الإنسان؛ بصرف النظر عن قوميته وجنسيته ؛ولونه ودينه وجنسه.
إننا ننادي بتحقيق المصالحة بين الإنسان ونفسه وبين الإنسان والإنسان؛ وبين الإنسان والطبيعة من خلال تعميق الشعور ؛بمسؤولية الإنسان تجاه البيئة وحمايتها ؛والتقليل من التلوث بأنواعه ومن سائر أنواع التعديات وتعزيز المسؤولية المؤسسية للعمل على زيادة الإنفاق على البحث العلمي في مجتمعاتنا المعاصرة.
ومن الواجب والضروري تحقيق مبدأ التضامن الاجتماعي ؛وهو ما يفرض على أفراد المجتمع ؛تعزيز التعاون والتنسيق؛ فيما بينهم لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية .
إن التضامن بين أفراد المجتمع؛ مظهر من مظاهر التعاون؛ التي تحد من تداعيات فيروس كورونا ؛وفيه تحقيق للأهداف والغايات التي باتت تطلبها متطلبات دعم صمود الإنسان وتلبية الاحتياجات المجتمعية في ظل انعدام الموارد.
وهذا التضامن يقود إلى تعزيز أهمية التعاون بين أفراد المجتمع ؛ومن مظاهره تقديم العون والمساعدة للفئات الاجتماعية ؛الأكثر هشاشة في مثل هذه الظروف كونها الأكثر عرضة لهذه العدوى وبشكل خاص الأشخاص المرضى بالأمراض المزمنة وكبار السن وذوي الإعاقة وذوي الدخل المحدود والمحتاجين من الفقراء وغيرهم تحسبا لكل الآثار والانعكاسات الوخيمة؛ التي قد تترتب عن تفشي الوباء.
ومن أهمية نتائج آثار التضامن الاجتماعي؛ شعور الفرد بأنه غير منفصل؛ عن المجتمع وغير معزول عن الناس لوقوفهم إلى جانبه في السراء والضراء؛ وتوثيق الصلات والعلاقات الأخوية وتعزيز الروابط المجتمعية بين الناس وتقوية أواصر المحبة بينهم وقوة تماسك المجتمع ؛وتلاحمه وترابطه ؛في مواجهة الأزمات والكوارث.
ففي ظل المعاناة والظروف الاستثنائية؛ المجتمع في حاجة إلى إحياء ثقافة وسلوك؛ التضامن الاجتماعي؛ الأصيلة .
وهذا يقتضي المساهمة في توعية أفراد المجتمع؛ لمواجهة هذه الظروف والتبرع بالمال في مساندة الجهود الوطنية المبذولة لمواجهة الأزمة التي تمر بها البلاد انطلاقا من المسؤولية المجتمعية تجاه الدولة والمؤسسات التي تبذل جهودا كبيرة لاحتواء انتشار فيروس (كورونا).
وإن تعزيز مفهوم التضامن في المجتمع؛ ونشره كقيمة سلوكية هو مسؤولية المجتمع؛ بمختلف شرائحه هيئات وجماعات وأفرادا؛ وبمقدار ما يتم تعزيز هذه القيمة بقدر ما يحقق المجتمع وحدته؛ وتماسكه وقوته لمواجهة هذه الظروف الصعبة.
فالإنسان بمفرده لا يستطيع مجابهة أي خطر دون وجود من يسانده ويدعمه ؛ومن خلال التكافل والتعاون الاجتماعي يعيش الإنسان في ظل مجتمع كبير ؛يتكون من العديد من الأفراد الذين تجمع بينهم علاقات متنوعة؛ حيث لا يستطيع الإنسان العيش بمعزل عن الناس.
لهذا يعد التكافل الاجتماعي من السلوكيات الحضارية؛ التي يقوم بها الإنسان في حياته العديد من الآثار التي تعود على المجتمع بالإيجابيات والخير وقوة المجتمع واستحالة تفككه وانهياره ؛حيث يحس الإنسان بأخيه الإنسان فالغني يعطي الفقير وتقضى الحوائج دون الشعور بالذل والإهانة .
وبالتالي الشعور بالراحة النفسية والسعادة والطمأنينة ؛ومظهر من مظاهر التعاون والتنسيق بين أفراد المجتمع؛ لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية.
وفيه تحقيق لبعض صور التكافل الاجتماعي وتعزيز لقيمة التعاون بين أفراد المجتمع.
وذلك من خلال مواقف مشرفة؛ سطرها أصحاب القلوب الكريمة؛ من أجل الحرص العالي على صحة المواطن .
أننا أحوج ما نكون لبناء مجتمع إنساني؛ فعال وقوي لمواجهة التحديات؛ والأخطار التي تهدد البشرية ومستقبلها.
أن وباء كورونا جعل المجتمع متضامنا ومتآزرا أكثر من أي وقت مضى .
التعليقات