التحرش الجنسى من أكثر المشكلات التى تواجه الفتيات والسيدات؛ فى الشوارع والأماكن العامة مما يشكل خطرا على أمن وسلامة المجتمع والأعتداء الجنسى أصبح ظاهرة تعانى منها الشعوب العربية وتعد أحد تداعيات ثورات الربيع العربى السلبية تلك الظاهرة البغيضة المستحدثة فى زمن العولمة، والإنترنت، والفضاء المعلوماتي.
وللتحرش الجنسي العديد من الصور والمظاهر فقد يكون مجرد طرح؛ بعض من كلمات الغزل على مسامع الفتاة او التعرض للفتاة والمرأه باستخدام الفاظ غير لائقة؛مرورا باللمس وصولا الي التعرض الجسدي والاغتصاب؛ والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا زيادة نسب التحرش في المجتمعات العربية؟ ولماذا وصلنا لهذه الدرجة من تفشي هذه الظاهرة المستنكرة ؟ والتي لايستهان بها.
والحقيقة أن الأسباب عديدة ولكن أبرزها السبب الأول ظاهرة لوم الضحية؛ عندما تبلغ الشرطة عما حدث معها تجد اللوم من بعض الناس؛ والبعض الاخر يعاملها وكانها الجاني وليست المجني عليها.
والسبب الثاني لتفشي هذه الظاهرة؛ في مجتماعتنا العربية هي ثقافة الإفلات من العقاب.
فهناك مثل شهير يقول من آمن العقاب؛ أساء الأدب فلو علم الجاني؛ قبل ارتكابه فعلته بأنه سيجازى عنه أشد الجزاء ما أقدم على فعلته هذه ولا حتى بالتفكير في ارتكابها.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية؛ عقوبة المتحرش السجن مدة تترواح من 10 إلى 15 سنة وهذا للمتحرش اللفظي؛ لذلك لا نجد أمثلة او نماذج كثيرة لجريمة الاغتصاب؛ في المجتمعات الاوروبية إلا في أضيق الحدود
الظاهرة المستنكرة.
والتحرش الجنسي سلوك جنسي متعمد من قبل المتحرش وغير مرغوب به من قبل الضحية، يسبب إيذاء نفسياً؛ وجسدياً أو حتى أخلاقيا للضحية.
ومن الممكن أن تتعرض له الأنثى في أي مكان سواء في الأماكن العامة مثل مكان العمل؛ والمؤسسة التعليمية والشارع والمواصلات العامة؛ أو حتى في الأماكن الخاصة؛ مثل المنزل أو داخل محيط الأسرة أو الأقارب أو الزملاء .
ومن الممكن أن يقوم بالتحرش شخص ذو سلطة أو زميل أو أحد الأقرباء أو حتى من الغرباء في الأماكن العامة؛ وهو أكثر أشكال التحرش حدوثا في المجتمعات العربية.
وليس بالضرورة أن يكون التحرش بسلوك جنسي معلن أو واضح، بل فقد يكون بواسطة تعليقات أو مجاملات غير مرغوب؛ فيها مثل العروض الجنسية والأسئلة الجنسية الشخصية أو الإيماءات الجنسية والرسوم الجنسية؛ واللمسات غير المرغوب فيها.
وتداول هذه الظاهرة سواء على صعيد البرامج الحوارية الاعلامية أو على صعيد الدراسات البحثة في مراكز الأبحاث ، حيث أعتبرها البعض مظهراً من مظاهر العنف المجتمعي.
واعتبرها البعض الأخر نتيجة طبيعية لحالة الانهيار الأخلاقي؛ التي تسود يعض الأوساط المجتمعية، وأنعكاساً لعدم الالتزام الديني عند الشباب والملابس الساخنة؛ التي ترتديها الفتيات، بينما أرجع البعض تنامي هذه الظاهرة لأسباب أقتصادية لأرتفاع مستوى المعيشة وزيادة الغلاء؛ وزيادة معدلات الفقر.
ولظاهرة التحرش الجنسي أسباب متعددة وتداعيات خطيرة، سواء على الصعيد المجتمعي؛ أو حتى السياسي.
وانتشار هذه الظاهرة يرجع إلى ضعف الوازع الديني؛ والأخلاقي لدى الشباب؛ وابتعادهم عن القيم الدينية؛ والأخلاقية ، وغياب دور الأسرة في التربية والتنشئة الصحيحة.
واختفاء الدور التربوي في المدارس والمعاهد والجامعات؛ والفراغ الهائل الذي يعاني منه الشباب كنتيجة لزيادة معدلات البطالة.
وارتفاع سن الزواج وارتفاع تكاليفه؛ وتفشي ظاهرة العنوسة؛ وارتفاع معدلات تعاطي الشباب للمخدرات، والتي تدمر الجهاز العصبي للشباب المتعاطي.
وتزايد معدلات السلبية المجتمعية وانحسار قيم الرجولة؛ والشهامة والنخوة وانتشار الفضائيات والأعمال التليفزيونية الإباحية واللاأخلاقية. فيجب وضع حلول لتردي الحالة الاقتصادية وإيجاد فرص عمل للشبا ، يتزامن مع زيادة الوعى الديني.
كما يجب فرض رقابة على المواد الإعلامية المشجعة لهذه السلوكيات – سواء بشكل مباشر أو غير مباشر – سواء علي البرامج الحوارية أو المواد الإباحية، ونشر الوعى بمفهوم التحرش وآثاره.
وتكثيف الدراسات والأبحاث الاجتماعية والنفسية والقانونية التي تهدف للتعمق فى دراسة هذه الظاهرة ، وضرورة زيادة الوعي الديني والأخلاقي؛ لدي النساء والتزامهم بالزي المناسب ؛الذي لا يثير الغرائز.
وضرورة تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدنى؛ لوضع استراتيجية للحد من هذه الظاهرة.
التعليقات