ولد الشيخ محمود خليل الحصري بقرية شبرا النملة بمحافظة الغربية؛ من جمهورية مصر العربية عام 1335هـ. حفظ القرآن الكريم؛ وكان له من العمر ثماني سنوات؛ وعين بعد في العديد من المساجد لقراءة القرآن وإقرائه.
في عام 1363هـ تقدم لامتحان الإذاعة فجاء ترتيبه الأول؛ على المتقدمين ووصل من خلالها صوته شرقًا وغربًا؛ثم عيِن مفتشًا للمقارئ المصرية؛ فرئيسًا لمشيخة المقارئ المصرية وتولى العديد من المهام الشرعية الأخرى.
يعد الشيخ الحصري أشهر من رتل القرآن الكريم؛ في القرن الهجري الماضي فهو صاحب مدرسة أحكام التلاوة؛ وهو أول من سجل القرآن بصوته مرتلاً في الإذاعة المصرية في مطلع الستينيات من القرن الميلادي المنصرم (1379هـ).
في عام 1965 قضى الشيخ محمود خليل الحصرى عشرة أيام كاملة فى مسجد بباريس؛ وهناك وعلى يديه أشهر عشرة من الفرنسيين إسلامهم أيضا أشهر ثمانية عشرة أمريكيا إسلامهم من بينهم طبيبان وثلاثة مهندسين.
وفى مدينة (سان فرانسسكو) تقدمت منه سيدة أمريكية مسيحية لتعلن أن قراءته مست وجدانها وأحست من عمق نبرات القراءة؛ أن القرآن الكريم على حق رغم أنها لم تفهم كلماته .
ولذلك أشهرت إسلامها على يد الشيخ الحصرى ووعدته بأن تلتحق بأحد المراكز الإسلامية؛ لتتعلم اللغة العربية.
كما رافق الشيخ محمود خليل الحصرى الرئيس أنور السادات في زيارته التاريخية إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ فى ديسمبر عام 1977 والتقى بالرئيس الأسبق جيمى كارتر.
ويعتبر أول وآخر قارئ رتل القرآن الكريم ؛في الكونجرس الأمريكي وأيضا زار اندونيسيا والفلبين والصين والهند وسنغافورة؛ وفى ماليزيا حاصرته السيول والأمطار فأرسل له رئيس الوزراء طائرة هليكوبتر أقلته إلى الألوف الذين كانوا ينتظرونه.
وقدم الشيخ الحصرى للمكتبة الإسلامية؛ أكثر من عشرة مؤلفات منها ، (مع القرآن) و (مجموعة القراءات العشر) و (معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف - الأرض كنزا والابتداء).
وأيضا ترك للمسلمين في شتى بقاع الأرض إنجاز رائع؛ لا يفنى فقد سجل بصوته أول مصحفاً مرتلاً براوية (حفص عن عاصم) عام 1960 حيث انتهى التسجيل في أواسط سنة 1960م وبدأ الطبع في شهر أيَّار (مايو) من السنة نفسها.
وظهرت الطبعة الأولى بعد عام كامل تقريبًا؛ في شهر تموز (يوليو) من سنة 1961م، والمصحف المرتل براوية (ورش عن نافع) عام 1962؛ والمصحف المرتل براوية (قالون عن نافع) عام 1962 والمصحف المرتل برواية (الدوري عن أبى عمرو البصري) عام 196.
كما سجل المصحف المعلم واسطوانة لتعليم الصلاة فضلا عن تسجيله للمصحف المجود كاملاً ؛ والمصحف المشترك مع مشاهير القراء ؛( الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمود على البنا ) عام 1970 بالإضافة إلى العديد من التلاوات الإذاعية والخارجية .
ونال الشيخ الحصرى العديد من الأوسمة تقديرا لمكانته؛ أبرزها جائزة الدولة التقديرية من الطبقة الأولى عام 1967.
وأوصى الشيخ محمود خليل الحصرى؛ قبل وفاته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم؛ كما بني مجمعا دينيا يضم معهدا أزهريا ومسجدا بقريته (شبرا النملة) وبني مسجدا بالقاهرة.
وفى مساء يوم الرابع والعشرين من نوفمبر عام 1980 أدى الشيخ الحصرى صلاة العشاء؛ ثم أصيب بنوبة قلبية توفى على أثرها وكانت آخر كلماته (أن الإيمان إذا دخل قلبا خرج منه كل ما يزيغ العقل).
التعليقات