الخيانة الزوجية جريمة بشعة، يستوقف عليها العقاب السريع، لأن الخيانة الزوجية تتسبب فى اهدار كرامة الزوج، وضياع كرامته فى المجتمع، وكرامة الأسرة.
الخيانة الزوجية ظاهرة غريبة، من أخطر الجرائم التي تثير غضب المجتمع، عليها ويعتبر علاجها ضرورة قصوى، من أجل حماية المجتمع، وتماسك بنيانه ووقايته من كوارث، يصعب حصرها ومواجهتها. وان الابناء في بيوت الخيانة الزوجية، ضحايا واسرى لفعل فاضح، يترك اثرا سلبيا كبيرا طويل، المدى في نفوسهم وقد يظهر ويترجم باشكال عدة على جوارحهم، او يبقى دفينا في نفوسهم ويلاحقهم مدى حياتهم.
والخيانة الزوجية عقابها عند الله شديد، ولكن من الواضح ان في كل مجتمع ،يوجد ضعاف النفوس، أو من تجبرهم الظروف على الانحراف والتمادي في الخطأ لدرجة تشمئز منها النفوس، فالخيانة الزوجية هي جريمة بكل المقاييس، الذي تحكمه معايير وقيم دينية، فهي تعتبر مرض من امراض العصر، الذي نعيشه.
فالخيانة الزوجية لا تأتي من فراغ، قد يكون هناك قصور في العلاقة بين الزوج والزوجة، وقد يكون الزوج مهملاً في احساسه بمشاعر الزوجة ،وفي القيام بواجباته نحوها فيتولد داخل الزوجة، احساس بانها مظلومة، وبالتالي تلجأ الى الخيانة.
ومشكلة الخيانة الزوجية، تقع بسبب تباعد مشاعر الزوجين، او سوء التفاهم والفهم المتبادل، فيما بينهما واهمال احدهما ،او كلاهما للحقوق الزوجية، عندئذ تكون بداية الغرس غير المشروع لفكرة الخيانة، عند توافر الظروف المناسبة، وفي المكان المناسب، وبطريقة او باسلوب قد لايخطر على بال شريك اوشريكة الحياة.
ومن أسباب الخيانة الزوجية ضعف الوازع الديني، وعدم تقوى الله ومراقبته، والخوف من عقابه في الدنيا والآخرة.
ولعلاج آفة الخيانة الزوجية، يجب تضافر الجهود لتقوية الروابط الأسرية، بين الزوجين وزيادة مساحات التوعية والتثقيف ،والإرشاد الأسري كإجراء وقائي وضمن خطة قومية ،يشارك فيها كل من له صلة بهذا الأمر من قطاعات المجتمع المختلفة، من دور العبادة ومؤسسات ومدارس وجامعات ووسائل إعلام وأخصائيين،
على أن تكون البداية هي حث وتثقيف الشباب، المقبلين والمقبلات على الزواج، بأهمية اختيار شريك العمر، على أساس الدين والخلق ،وعدم تغليب الجوانب المادية ،كأساس لهذا الاختيار فضلًا عن تنمية وتقوية الوازع الديني، والرجوع إلى الله والبعد عن وسائل الإثارة والاختلاط، والبعد عن مواطن الفتن المثيرة للغرائز، بوسائلها المختلفة.
وضرورة التعرف على المشكلات الزوجية، مبكرًا قبل فوات الأوان، والاهتمام بها وإيجاد حلول إيجابية لها.
أن خيانة الزوجة أمر من خيانة الزوج، وأكثر سلبية وتدميرا للمجتمع، المحيط بها في حين قد تتقبل الزوجة خيانة الزوج للحفاظ على بيتها وأطفالها.
لكن الزوج لا يمكن أن يتخيل خيانة زوجته، له مع آخر بأي شكل من الأشكال ،ولا يمكن أن يستطيع العيش معها بعد ذلك.
وعن السبل التي يمكن أن يكتشف بها الزوج خيانة زوجته، وبإمكانه لمس ذلك في تغير أسلوبها معه، أو بكثرة شكواها الملل في حياتها معه ،أو بسرد قائمة من العيوب في شخصيته وبكثرة التحجج ،بالخروج من المنزل لأتفه الأسباب .
الخيانة الزوجية من أشد المشاكل الاجتماعية، تأثيرا نفسيا واجتماعيا على الأشخاص لكونها تنخر في بنيان العلاقة الزوجية، بصمت وتورث خلفها دمارا، فكرياوأسريا ونفسيا، واجتماعيا وخلقيا.
فالخيانة تشمل كل ما من شأنه أن يوجد علاقة غير شرعية، سواء بالكلمات أو المراسلات أو اللقاءات ذات الأهداف المشبوهة، والتي يترتب عليها مشاعر جنسية، وارتباطات عاطفية، وما صاحبها من سهولة وسائل الاتصال سواء عبر الهواتف النقالة أو عبر الإنترنت،
أن القضايا المتعلقة باختلافات الأزواج على مسائل خيانة، ونحوها عادة ما تتم معالجتها بسرية في كافة المجتمع العربي، لضمان عدم أخذ هذا النوع من القضايا منحى آخر.
وأن قلة من المتزوجين يلجؤون لمكاتب المحاماة، لحل هذا النوع من القضايا فعادة ما يتم التعامل معها بسرية، كذلك لاسيما العائلات الكبيرة ،التي تخشى الفضيحة أو العار، فهذا النوع من القضايا يسمى قضايا أخلاقية أو قضايا شرف.
وهي بالتأكيد محل تخوف المجتمعات العربية، من كل ما يتعلق بتبعاتها في حين قد يكون وجود صلة قرابة بين الزوجين، أو وجود أطفال بينهما سببا لحرصهما على حل الأمر بسرية، لعدم التأثير على الأطفال! أو على العلاقات الأسرية بين عائلتيهما.
التعليقات