بدأت علاقتى بالكاتب الكبير عملاق الصحافة مصطفى أمين منذ عام 1990 وذلك من خلال إعجابي بأروع ما كتب فى عموده اليومى ( فكرة ) بجريدة الأخبار بمجموعة مقالات يتناول فيها عن حب الوطن وعن الحرية والحب والمرأة والديمقراطية وعن أزمة المواصلات وأزمة السكن وعن التعليم وعن حرية الصحافة وعن مشاكل المواطن البسيط.
ومن الكلمات الخالدة للكاتب الكبير مصطفى أمين : لقد كان هذا القلم صديقى وحبيبى أعطيته وأعطانى عشقته وأخلص لى وعندما أموت أرجو أن بضعوه بجوارى فى قبرى فقد أحتاج إليه إذا كتبت تحقيقا صحفيا عن يوم القيامة .وكنت سعيد جدا ببعض خطاباته المرسلة لى ردا على أعجابى به وكان لها دور كبير فى صقل معارفى وتحديد تطلعاتى
وفى منتصف التسعينات ألتقيت مع أستاذى (وجها لوجه) وتعلمت منه الكثير من القيم والمبادئ ومعانى الصدق والمحبة الخالصة والطموح والتحدى بروح التنافس الشريف فى عالم الصحافة.
ولا أستطيع أنسى مشاهدة (طابورا طويلا) ينتظره من الجماهير فى الصباح وهو يدخل على أخبار اليوم ويتسلم منهم الشكاوى ليعرض بعضها فى عموده اليومى (فكرة) .
وكان (مصطفى أمين) رحمه الله قد دعا فى عمود فكرة فى منتصف الثمانينيات للاحتفال بعيد الأب على غرار عيد الأم الذى دعا توأمه (على أمين) للاحتفال به فى منتصف الخمسينيات.. ولكن للأسف لم تنجح الفكرة ولم يستمر الاحتفال بالأب طويلا! و(مصطفى أمين) قد اعترض كثيرا على تقديم الهدايا فى عيد الام لأنها تضيف أعباء على الاسرة المصرية. وكان يؤكد أنه يكفى أن يكتب الابن عدة أسطر إلى أبيه أو أمه يذكر فضلهما المهم العواطف لا الهدايا! وصاحب فكرة عيد الحب . والعديد من النشاطات الخيرية والاجتماعية أطلقا عليه (ليلة القدر) .
وكانت الصحافة هي العشق الأول لأستاذى مصطفى أمين وبدأ العمل بها مبكرا مع شقيقه علي أمين عندما كانا يبلغان من العمر 8 أعوام في مجلة (الحقوق) والتي اختصت بنشر أخبار البيت وبعدها أصدرا مجلة "التلميذ" عام 1928 ومجلة (الأقلام) .وانضم مصطفى للعمل بمجلة (روز اليوسف) في عام 1930 وبعدها بعام تم تعيينه نائبا لرئيس تحريرها وهو ما يزال طالبا في المرحلة الثانوية ثم انتقل للعمل بمجلة (آخر ساعة) والتي أسسها محمد التابعي وقد أصدر مصطفى أمين عددا من المجلات والصحف منها (مجلة الربيع) و(صدى الشرق) وغيرها .
وفي عام 1944 أسس مصطفى وعلي أمين جريدة (أخبار اليوم) حيث بدأ التفكير بها بعد استقالة مصطفى من مجلة (الأثنين) وبالفعل ذهب مصطفى أمين إلى أحمد باشا رئيس الوزراء ووزير الداخلية ليتحدث معه في الصحيفة الجديدة وطلب منه ترخيص لإصدار صحيفة سياسية باللغة العربية باسم (أخبار اليوم) وبدأ مصطفى في اتخاذ الإجراءات القانونية لإصدار الصحيفة في 22 أكتوبر 1944 وجاء يوم السبت 11 نوفمبر ليشهد صدور أول عدد من (أخبار اليوم) وقد حققت الصحيفة انتشارا هائلا فى ذلك الوقت إلى يومنا هذا .
وفي 13 أبريل 1997 توفي مصطفى أمين حيث ولد في القاهرة في 21 فبراير عام 1914 وله الكثير من الكتب المتنوعة منها: من عشرة لعشرين من واحد لعشرة ونجمة الجماهير وأفكار ممنوعة والآنسة كاف وست الحسن وأسماء لا تموت ومشاهير الفن والصحافة. أستاذى الكاتب الكبير اعمالك لم تمت وباقية للأبد وباقية فى قلبى ولن ننساك أبدأ ولذلك أستحق أن يتربع على عرش قلوب ملايين القراء فى مصر والعالم العربى.
التعليقات