تعيش دولة الإمارات خلال شهر رمضان المبارك من كل عام أجواء تنبض بالحياة والفعاليات الثقافية والروحانية إلى جانب تبادل أطباق الطعام بين الجيران و الأقارب كطقس رمضاني محبب متعارف عليه إلا أن رمضان من هذا العام استثنائي في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد " كوفيد - 19 " في أنحاء العالم والذي فرض التباعد الاجتماعي لبعض الوقت.
وشددت الجهات المعنية في الدولة على أهمية التباعد الاجتماعي وضرورة تفادي العادات الاجتماعية التي كانت متبعة في رمضان التي من شأنها حصار كورونا في وقت اعتمدت الدولة معايير منظمة الصحة العالمية للفحص الدوري المستمر لرصد الحالات المحتملة لإحتواء الفيروس.
وقد أجرت الإمارات أكثر من مليون و112 ألف فحص في المستشفيات والمراكز الصحية فيما أنشأت 14 مركزا للفحص من المركبات إضافة إلى الفحص المنزلي الذي وفرته الدولة لفئة أصحاب الهمم.
وتواصل الجهات المختصة أدوارها في الحملات التوعوية الصحية للوقاية من الوباء .. وفي إطار الاجراءات الاحترازية للحد من كورونا في الإمارات و لتحقيق أعلى مستويات الصحة و السلامة للمواطنين و المقيمين على أرضها أصدرت الدولة مجموعة من القرارات والقوانين التي تهدف للتصدي لفيروس كورونا.
وتمتلك دولة الإمارات بنية تحتية تقنية متطورة وفريدة من نوعها تحرص من خلالها على تعزيز قيم الترابط الأسري لدي أبنائها و الاستفادة منها فخلال الشهر الفضيل توفر العديد من المنصات الدينية الإلكترونية و الذكية التي تقدم لأبنائها خدمات توعوية متطورة.
فمن جانبها تقدم " الهيئة العامة للشؤون الإسلامية و الأوقاف " حزمة من المبادرات عن بعد خلال شهر رمضان لمختلف فئات المجتمع وتشمل على سبيل المثال المراكز القرآنية عن بعد طوال الشهر الكريم التي تتضمن فصولا دراسية افتراضية و إقامة مجالس الإفتاء عن بعد إضافة إلى العديد من المحاضرات و الندوات الدينية التي سيتم بثها عبر مختلف وسائل الإعلام المرئية إلى جانب خدماتها الوعظية عن بعد وتشمل بث عدد من البرامج الدينية التوعوية في مختلف القنوات التلفزيونية والإذاعية في الدولة والمحاضرات الوعظية والدروس الرمضانية والدورات العلمية ضمن خطة الوعظ الموحدة وذلك عبر خاصية البث المباشر بما يضمن زيادة الوعي الديني لدى أفراد المجتمع.
وفي استطلاع لوكالة أنباء الإمارات " وام " حول أهمية الالتزام بالتباعد الاجتماعي و التخلي عن بعض العادات و التقاليد خاصة في ظل الظروف الراهنة مع حلول الشهر الفضيل فقد أكد أطباء ضرورة الإلتزام بالتباعد الاجتماعي لبعض الوقت و أن يخضع كل من تظهر عليه أعراض المرض ومن يعيشون معه للعزل الذاتي في المنزل، مشيرين إلى أن أداء العبادات في المنزل خلال شهر رمضان المبارك ضرورة وواجب على الجميع و أن البقاء بالمنزل وترك مسافة آمنة عند التعامل مع الآخرين يسهمان في السيطرة على الفيروس.
من جانبه قال الدكتور سيف راشد الجابري أستاذ الثقافة والمجتمع بالجامعة الكندية في دبي إن المناسبات الدينية في الاسلام تشكل جزء هاما من البيئة الاجتماعية و الاقتصادية للأمة الاسلامية و ترتكز على قواعد التواصل الاجتماعي واللقاءات لزيادة المحبة والألفة والترابط الأسري في المجتمع الاسلامي مثل الأعياد و رمضان غير أن الاسلام قدم مصلحة الفرد والمجتمع والحفاظ على الحياة و النفس على العبادات.
وأكد ضرورة التباعد الاجتماعي وتجنب البيئات المزدحمة لتقليل التخالط مع الآخرين وأيضا تجنب الزيارات خلال شهر رمضان للحد من المرض وقال
إن البقاء بمعزل عن الأصدقاء و الأقارب ليس سهلا لكن التطورات التكنولوجية أتاحت لنا طرقا عديدة للتواصل معهم مثل وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل و المحادثات الهاتفية المرئية حتى يبقى الجميع في مأمن من الأمراض.
وثمن الجابري جهود الدولة في هذا الشأن ومن بينها تكثيف الفحوصات المخبرية للمواطنين والمقيمين للحد من هذا الوباء من أجل أمن المجتمع الصحى وسلامة أفراده.
من جهته أشار الدكتور أنور المدير التنفيذي الطبي لشركة أبوظبي للخدمات الصحية " صحة " أن هناك ثمة فارقا بين العزل الذاتي و التباعد الاجتماعي فالعزل الذاتي و الحجر الصحي إجراءان يهدفان إلى منع الأشخاص المصابين أو الذين خالطوا أشخاصا مصابين بالفيروس من نشر العدوى، لافتا إلى أن المقصود بالتباعد الاجتماعي الحفاظ على مسافة أو مساحة بين الأشخاص مسافة 6 أقدام (1.8 متر) على الأقل للمساعدة على منع انتشار المرض وتقليل خطر الإصابة به.
و قال إن الحفاظ على التباعد الجسدي و تجنب زيارة الأقارب و الأصدقاء خاصة أصحاب الأمراض المزمنة أمر مهم حتى لو لم تكن مريضا نظرا لسهولة إصابتهم بالفيروس، مشيرا إلى أن شهر رمضان المبارك لهذا العام يأتي ضمن ظروف استثنائية تستلزم من الجميع اتباع كل ارشادات الصحة والسلامة والتعقيم والوقاية.
و أكد حرص الدولة على اتخاذ كل أسباب الحيطة و الحذر واصدار العديد من القوانين و الإجراءات للحد من فيروس كورنا إلى جانب التوسع في الفحوصات للمواطنين والمقيمين بالدولة للإسهام في تعزيز سلامة أفراد المجتمع و وقايتهم و حمايتهم.
ونوه إلى خطورة عملية تبادل الأطعمة بين الجيران .. وشدد على ضرورة الاهتمام الدائم بتعقيم اليدين و غسلهما جيدا و عدم التواصل مع الأخرين بصورة قريبة تفاديا لإمكانية العدوى.
التعليقات