أصدرت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية بيانا صحفيا حول دور التقنيات الإشعاعية في المساهمة بالحد من انتشار فيروس كورونا المستجد " كوفيد - 19 " .
وأكدت أن دولة الإمارات اتخذت جميع التدابير اللازمة لحماية المجتمع بكل الوسائل عبر اكتشافه وتعقبه والحد من انتشاره وفي السياق ذاته عملت وزارة الصحة ووقاية المجتمع مع الأطراف المعنية والجهات المختصة باتخاذ مختلف التدابير مثل إنشاء مراكز للفحص وإجراء أكثر من مليون اختبار على المستوى الوطني وتعقبت الأشخاص المصابين أو المشتبه بإصابتهم ووضعتهم في العزل الصحي وهو ما يؤكد حجم الجهود التي يبذلها قطاع الرعاية الصحية في الدولة في سبيل شفاء المرضى المصابين.
وأوضحت أنه في هذا الإطار لعبت التقنية الإشعاعية دوراً محورياً في تشخيص المصابين بعدوى "كوفيد - 19" ومتابعة استجابتهم للعلاج وتعافيهم حيث تعتبر تقنية "RT-PCR" من التقنيات النووية المستخدمة في الكشف عن الفيروسات والتي يتم الاستعانة بها للكشف عن الأشخاص المشتبه في إصابتهم وبعد ذلك قد يطلب الطبيب صوراً بالأشعة السينية لمنطقة الصدر بهدف التأكد من تشخيص المصابين.
وأضافت "في حال تواصلت أعراض كوفيد - 19 بالازدياد وبشكل حاد قد يطلب الطبيب إجراء تصوير مقطعي محوسب "CT" لمنطقة الصدر حيث تعتبر تقنية المسح بالتصوير المقطعي المحوسب هي تقنية متطورة للتصوير بالأشعة السينية لإنتاجها صوراً محسنة بالكمبيوتر تتمثل في "شرائح مقطعية" لجسم المريض".
وأشارت إلى أن التصوير المقطعي المحوسب للصدر يوفر الصور التفصيلية الدقيقة اللازمة لتقييم المضاعفات المصاحبة لعدوى فيروس كورونا في الرئتين وللمساعدة على إدارة العلاج في الحالات الشديدة والمتقدمة حيث أنه لا يتطلب إجراء أشعة مقطعية لتشخيص المرض عادة في بدايته.
وبينت أنه خلال فترة العلاج والتعافي قد يخضع المصابون بفيروس كورونا لعدة جلسات من التصوير بالأشعة السينية للصدر وذلك بهدف متابعة التقدم المحرز في علاجهم واستجابتهم لمختلف مراحل التعافي وهو ما يعود بالنفع على المريض خلال متابعة حالتهم سريرياً حيث تعتبر جرعة الأشعة التي يتلقاها الجسم من تعرضه للأشعة السينية في الصدر صغيرة جداً من إجمالي الجرعات الإشعاعية التي يتعرض لها الإنسان سنويًا من المصادر الطبيعية والسفر جواً وفي الحياة العملية.
وأضافت أنه تتوفر في العديد من المرافق على مستوى الدولة أجهزة ومعدات طبية وصناعية وبحثية والتي تستخدم تقنية توليد الأشعة السينية عالية الطاقة أو لإجراء عمليات التعقيم الإشعاعي للمنتجات التي تتعامل مباشرة مع الدم حيث اقترح المختصون استخدام هذه الأجهزة لأغراض تعقيم المعدات الخاصة بالحماية الشخصية "PPE" أو المواد المماثلة التي يستخدمها الموظفون في الصفوف الأولى للاستجابات العاجلة وضباط الجمارك والشرطة ومع ذلك فإنه إذا لم يتم تصميم هذه الأجهزة وتركيبها وترخيصها في الأصل لأغراض التعقيم فإنها لن تكون قادرة على تقديم جرعات التعقيم المطلوبة.
وأشارت إلى أن تقنيات الإشعاع الصناعي ومعدات التصوير الإشعاعي الطبي المستخدمة للتشخيص والعلاج تخضع للإشراف الرقابي الشامل من جانب الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في جميع الأوقات وخلال جميع المراحل وهو ما ينطبق أيضاً على المرحلة الراهنة خلال انتشار فيروس كورونا حيث تواصل الهيئة تنظيم عمليات التفتيش على المنشآت الصناعية ومرافق الرعاية الصحية للتحقق من الاستخدام السليم لهذه المعدات وامتثالها للمتطلبات الرقابية للحماية من الإشعاع وسلامة المجتمع والمرضى والعمال على حد سواء.
وأوضحت أنه على الصعيد العالمي أرسلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخراً معدات يدخل العنصر النووي في تصنيعها إلى مختلف دول العالم للمساهمة في الحد من انتشار فيروس كورونا وذلك بهدف تقديم الوكالة الدعم لدول العالم عبر تطوير العلوم النووية واستخدام مواردها لتطوير لقاحات تسهم في مكافحة الأمراض مثل وباء كورونا.
وأضافت "كما تعمل الهيئة بشكل وثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في جميع الأوقات ولكن الآن بشكل خاص يهدف العمل المشترك إلى ضمان تعزيز فاعلية استجابة دولة الإمارات للجهود الرامية في الحد من انتشار فيروس كورونا وذلك بناء على ممارسات تبادل المعرفة والخبرات العالمية في هذا الإطار".
وأكدت أنه يساعد استخدام تقنيات الإشعاع للحد من انتشار فيروس كورونا على تشخيص المرضى وعلاجهم بسرعة حيث تعمل الهيئة الاتحادية للرقابة النووية مع مختلف مرافق الرعاية الصحية والجهات المختصة محلياً وعالمياً لدعم الجهود المبذولة في الحد من الوباء وحماية المجتمع وضمان سلامته من الإشعاعات.
التعليقات