يقوم الكثيرون بزيارة المستشفى بشكل دوري بهدف الاطمئنان على الحالة الصحية وتقييمها، ويتخلل ذلك أخذ عينة دم وعينة بول لإجراء مجموعة من الفحوصات الشاملة التي يراها الطبيب مناسبة لتقييم صحة الشخص بشكل عام، أو إجراء فحوصات تفصيلية إضافية حسبما تستدعي الحالة، إذ تعتبر نتائج الفحوصات أحد المؤشرات التي يستدل منها على صحة الشخص وسلامته.
الفحوصات المخبرية الشاملة
تتضمن الفحوصات المخبرية الشاملة التي يتم إجراؤها بشكل روتيني في المستشفيات والمختبرات مجموعة من الفحوصات التي تقيم صحة الجسم العامة، وفيما يلي بيان لبعض منها.
العد الدموي الشامل
يعمل العد الدموي الشامل (Complete blood count) على الكشف عن الكثير من الأمور المتعلقة بمكونات الدم بما في ذلك خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية، والهيموجلوبين، والهيماتوكريت (Haematocrit) الذي يقيس نسبة خلايا الدم الحمراء إلى البلازما في الدم، وتدل القيم غير الطبيعة على وجود مشكلة تتطلب إجراء المزيد من الفحوصات لتحقيق التشخيص المناسب، أما عن دواعي إجراء هذا الفحص فإنها تتمثل في تقييم الصحة العامة للشخص، أو الكشف عن الإصابة بالأمراض بما في ذلك العدوى، وفقر الدم، وسرطان الدم، أو مراقبة الإصابة بحالة مرضية معينة، أو مراقبة استجابة الشخص لعلاج معين، وفيما يلي بيان للقيم الطبيعية المتعلقة بهذا الفحص:
- خلايا الدم الحمراء: الرجال بين 4.32-5.72 مليون خلية/ميكرولتر، أما النساء بين 3.90-5.03 مليون خلية/ميكرولتر.
- خلايا الدم البيضاء: بين 3.5-10.5 مليار خلية/لتر لكل من الرجال والنساء.
- الصفائح الدموية: بين 150-450 مليار/لتر لكل من الرجال والنساء.
- الهيموجلوبين: الرجال بين 13.5-17.5 جرام/ديسيلتر، أما النساء بين 12.0-15.5 جرام/ديسيلتر.
- الهيماتوكريت: الرجال بين 38.8-50%، أما النساء بين 34.9-44.5%.
التحاليل الاستقلابية الشاملة
تمثل عملية الأيض مجموعة العمليات الكيميائية التي تستخدم الطاقة في جسم الإنسان، وتعبر التحاليل الاستقلابية الشاملة (Comprehensive Metabolic Panel) عن التوازن الكيميائي لعمليات الأيض في جسم الإنسان، وتمكن نتائج هذه الفحوصات من تشخيص ومتابعة الإصابة بمرض السكري، أو أمراض الكلى والكبد، أو اضطرابات التنفس، وقد تتأثر نتائج هذه الفحوصات بالعديد من العوامل بما في ذلك الأطعمة أو الأدوية التي يتناولها الشخص، والنشاط البدني الذي يبذله قبيل إجراء التحليل، وفيما يلي بيان لأبرز الأمور التي يمكن الكشف عنها من خلال هذه التحاليل:
- فحوصات الكبد: وتتضمن فحص مستوى بعض الإنزيمات والمواد التي يصنعها الكبد، كإنزيم الفوسفاتاز القلوي (Alkaline phosphatase)، وإنزيم ناقل أمين الألانين (Alanine transaminase)، وإنزيم ناقل الأسبارتات (Aspartate transaminase)، والبيليروبين (Bilirubin).
- فحوصات الكلى: وتتضمن فحص نيتروجين اليوريا في الدم (Blood urea nitrogen) والكرياتينين (Creatinine).
- فحوصات الكهارل: وتتضمن فحص مستوى ثاني أكسيد الكربون، والكلور، والبوتاسيوم، والصوديوم.
- البروتينات: وتتضمن البروتين الكلي والألبيومين (Albumin).
تحليل الدهون
يجرى تحليل الدهون (Lipid panel) بهدف الكشف عن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى متابعة علاجها، وقبل إجراء هذا الفحص يجب على الشخص الصيام لمدة تتراوح بين 9-12 ساعة، ويظهر هذا الفحص قيم الكوليسترول الكلي (Total Cholesterol)، والدهون الثلاثية، والبروتين الدهني مرتفع الكثافة أو الكوليسترول الجيد الذي يعرف اختصاراً بـ(HDL)، والبروتين الدهني منخفض الكثافة أو الكوليسترول الضار واختصاراً (LDL).
تحليل البول
يعد تحليل البول (Urinalysis) جزءاً من الفحوصات الروتينية للصحة العامة ويمثل هذا التحليل سلسلة من الاختبارات والفحوصات التي تجرى على عينة من بول الشخص، ويجرى هذا الفحص بهدف التحقق من وجود علامات تدل على الإصابة بأمراض معينة خاصة في المراحل المبكرة منها مثل أمراض الكلى، والكبد، والسكري، إضافة إلى ما سبق فإن هذا التحليل يطلب قبل إخضاع الشخص للجراحة أو إدخاله المستشفى، وفي الحقيقة يعتمد على 3 فحوصات رئيسية لتحليل البول، وفيما يلي بيان لكل منها:
- الفحص النظري: والذي يقيم لون وعكورة عينة البول.
- الفحص المجهري: والذي يكشف عن وجود بعض المواد التي لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة في البول، مثل خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والبكتيريا، والبلورات.
- الفحص باستخدام عصا الاختبار (Dipstick test): والذي يكشف عن درجة حموضة البول، ووجود بعض المواد الأخرى في البول بنسب غير طبيعية مثل الدم، والبروتين، والجلوكوز، وخلايا الدم البيضاء، والبيليروبين.
الفحوصات الأخرى
هناك فحوصات شائعة أخرى من الممكن أن تطلب في بعض الحالات وليس جميعها، ومن هذه الفحوصات ما يلي:
- فحوصات الغدة الدرقية: تطلب هذه الفحوصات في بعض الحالات ومنها؛ وجود تاريخ عائلي للإصابة باضطرابات الغدة الدرقية، أو في فترة الحمل، أو لدى النساء في فترة انقطاع الطمث، أو في حال الشكوى من التعب المزمن، أو من وجود مشاكل في الغدة النخامية (Pituitary gland)، أو اضطرابات في الغدد الصماء.
- فيتامين (د): يجرى هذا الفحص في عدة حالات، ومنها وجود خطر للإصابة بنقص فيتامين (د) أو في حال المعاناة من مشاكل في امتصاصه.
- مستضد البروستاتا النوعي (Prostate-Specific Antigen): يجرى هذا الفحص للرجال بهدف الكشف عن احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا.
أهمية الفحوصات المخبرية الشاملة
تعتبر الفحوصات المخبرية الشاملة ذات أهمية بالغة، ويمكن بيان بعض جوانب أهميتها فيما يلي:
- تشخيص المشاكل الصحية والاضطرابات: تستخدم التقنيات الحديثة لإجراء الفحوصات المخبرية التي تهدف إلى الحصول على نتائج ومعلومات دقيقة، وحساسة، ومحددة، وهذا بحد ذاته يؤثر في تشخيص حالة المريض والقرارات السريرية التي سيتم اتخاذها فيما بعد.
- التأثير في الطرق العلاجية المتبعة: إذ إن لنتائج الفحوصات دور في اتخاذ القرارات المتعلقة بفعالية العلاج وسيطرته على الأمراض المزمنة، وتحديد جرعات الأدوية، بالإضافة لتقييم مدى قدرة المريض الحالية للخضوع لأنواع معينة من العلاجات بهدف التأكد من سلامة تأثيرها فيه.
التعليقات