مجلس محمد بن زايد يستضيف محاضرة "الحالة الرابعة للماء" (فيديو)

استضاف مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في قصر البطين اليوم محاضرة بعنوان "المرحلة الرابعة من الماء" ألقاها البروفيسور جيرالد بولاك أستاذ الهندسة الحيوية بجامعة واشنطن، والتي كشف خلالها عن حالة رابعة للماء بعد أن ظل الاعتقاد السائد بأن للماء ثلاث حالات هي السائلة والصلبة والغازية فقط.

شهد المحاضرة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، والشيخ خليفة بن طحنون آل نهيان، مدير تنفيذي مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي، ومعالي الدكتور عبداللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعدد من كبار الشخصيات.

وكشف البروفيسور بولاك، الحاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة الطبية الحيوية من جامعة بنسلفانيا، عن الأدلة والاختبارات المعملية التي أكدت وجود حالة رابعة للماء تأتي بين المرحلتين السائلة والصلبة، مشددًا على أن هذا الاكتشاف يشكل تحولاً جذرياً في نظرة العلماء للماء ومدى الاستفادة منه في الوصول إلى توليد الطاقة الكهربائية، كما يساهم في إعادة النظر إلى المياه الموجودة في خلايا جسم الإنسان.

وأكد بولاك، الذي يكرس حياته لفهم الحركة البيولوجية وبيولوجيا الخلية أن العلم قد يتوصل خلال العشر سنوات المقبلة من توظيف أمثل لهذا الاكتشاف سواء من خلال توظيف الطاقة التي تنتجها الحالة الجديدة للمياه، أو من خلال إدراك أكبر لارتباط الضوء والخلايا البشرية التي أثبتت الدراسات أنها تتأثر عبر توليد طاقة قادرة على تحريك الدم في جسم الإنسان.

وأشار أستاذ الهندسة الحيوية بجامعة واشنطن، إلى أن توافر أشعة الشمس بشكل متواصل في المنطقة يعد بفرص كبيرة خصوصاً مع التقدم العلمي والدراسات التي تثبت مدى تأثير الضوء على خلايا الإنسان التي تتجاوب وتعمل على توليد طاقة قادرة على تحريك وضخ الدم في جسم الإنسان، متوقعاً أن يشهد العالم طفرة في الحصول على الطاقة من خلال الماء.

ونوه المحاضر، إلى أن العلماء يسعون للتأكد من مدى إمكانية استغلال المياه في جسم الإنسان في عمليات التخزين، مؤكداً أن اكتشافاً كهذا يمكن أن يساهم في تغيير جذري في الذاكرة البشرية وكيفية تعزيزها.

وبالعودة إلى الحالة الرابعة للماء.. أكد بولاك، أن هذه الحالة تحدث بجانب الأسطح المحبة للماء، وهي مرحلة واسعة ومشحونة وهو ما يتيح استقبال ومعالجة الطاقة الكهرومغناطيسية، وشدد على أن فهم تلك العملية يمكن أن يساهم في فهم وتوظيف أكبر للطقس والطاقة الخضراء وعمليات تحلية المياه وتنقيتها، قائلا: "إن الوعي البشري حول الماء ظل بسيطاً أو سطحياً إلى حد بعيد وعن كيفية اصطفاف جزيئيات الماء والتغيرات التي تشهدها تلك العملية".

وأكد أن بداية طرح فكرة وجود حالة رابعة للماء يعود إلى أكثر من قرن بعد أن أكد العالم الفيزيائي السير ويليام هاردي وجود مرحلة أو حالة رابعة للماء وعلى الرغم من إشارة العديد من العلماء والمؤلفين إلى أدلة تثبت ذلك إلا أن إثبات ذلك بشكل قطعي تطلب وقتاً طويلاً جدا، موضحًا بأننا تجاوزناً مرحلة اختبار حقيقة وجود حالة رابعة للماء، فالأمر بات مؤكداً ومثبتا بشكل تام، فيما ينصب اهتمام العلماء اليوم على دراسة تفاصيل خصائص تلك الحالة وإيجاد أجوبة لمئات الأسئلة الغامضة المرتبطة بالماء.

ويربط البروفيسور بولاك، بين اكتشاف الحالة الرابعة للماء والجسم البشري، قائلا: يدخل الماء في تركيبة الخلايا البشرية ومن المؤكد أن مزيداً من الإدراك والدراسة قد تساهم في تعزيز المعارف الخاصة بفهم تأثير الضوء في قدرة الجسم على ضخ الدم في جسم الإنسان بدون تأثير على القلب، كما يمكن أن يساهم ذلك في تعزيز الفهم الخاص بقدرة الخلايا على تخزين المعلومات، وهو ما من شأنه أن يشكل طفرة هائلة في هذا الصدد.

ووصف بولاك، مياه الحالة الرابعة بالمياه المنتظمة، مؤكدًا أن الطاقة التي تتشكل من خلالها بنية المياه تأتي من الشمس وتعمل الطاقة الاشعاعية على تحويل المياه السائبة العادية إلى حالة المياه المنتظمة، ومن ثم بناء منطقة منتظمة، مشيرًا إلى أن طاقة الأشعة تحت الحمراء المتوسطة هي الأكثر قدرة على تحقيق انتظام جزيئات الماء حيث يمتص الماء طاقة الأشعة تحت الحمراء ويستخدمها لتحويل المياه السائبة إلى مياه مؤلفة من بلورات سائلة وهي تحديداً الحالة الرابعة للمياه والتي يطلق عليها كذلك منطقة الإقصاء أو الاستبعاد بالنظر إلى أن تلك المنطقة تعمل على استبعاد المواد المذابة .

وتحدث أستاذ الهندسة الحيوية بجامعة واشنطن، عن الحالة الرابعة للماء ومدى الاستفادة منها، مشيرًا إلى أن الطاقة الكهربائية المخزنة في الماء تحفز أنواعاً مختلفة الفعالية مثل التدفق المحوري وهو ما يؤكد القدرة الهائلة لتلك الحالة في تحريك السوائل عبر طاقة ذاتية يمكن أن تفسر تدفق الدم عبر الأوعية الدموية ومدى تأثير الضوء على تسريع ذلك التدفق.

وأشار بولاك، إلى الاستفادة من تلك الدراسات في عمليات تخزين المعلومات في الماء مؤكداً أن عملية تخزين المعلومات في منطقة الاستبعاد أو الاقصاء هي مشابهة إلى حد بعيد بمنطقة الذاكرة في الكمبيوترات.

ويسعى بولاك، عبر شركته الخاصة إلى تطوير تقنيات واعدة تستند على تلك الاكتشافات تشمل الحصول على الطاقة الكهربائية المتجددة من الماء والضوء وإنتاج مياه شرب صحية تحتوي على منطقة استبعاد تتولى عملية استبعاد المواد المذابة دون الحاجة إلى مصفيات "فلاتر" ودون الحاجة إلى طاقة خارجية مكلفة.

التعليقات