نقد الأعمال الفنية لا يختلف عن إبداع الفنان الذى يعكف فى مرسمه، ليعكس أفكاره، وبيئته، وحضارته، وتعاليمه، وإجادة لغة التشكيل، والناقد يجب أن يكون مبدعاً يحمل لنا قراءة العمل الفني من فكرة، ومضمون، وقيم تشكيلية، وجمالية، وثقافة فنية، تخص الحضارات المختلفة، وجميع المدارس، والأساليب المعاصرة، إلى جانب خلفيات آخرى تخص المبدع، مثل بيئته وثقافته والمؤثرات التى أثرت فى بناء شخصيته.
النقد الفني يحتاج إلى دراسة وتأني، ويحمل فى جعبته الثراء الفكري الذي له حق الكلمة والنقد والتحليل وطرح القضايا التى تسهم فى بناء الحركة النقدية، وليس شرطاً أن يكون الناقد الفنى ممارساً لنوع من أنواع الفنون التشكيلية، حيث أن تذوق الفن التشكيلى وابداعاته، رقى، وسمو، وعين تعرف كيف تحس العمل الفنى، وظروفه، ومكوناته، ومضامينه، ولغته، المستخدمة، وتفسيره عن وعى، ودراسة تجعله يقدم أحياناً بعض الحلول التي يراها من وجهة نظره أنها تصلح شيئا قد يستعر فيه الحاجة إلى الإصلاح أو التعديل.
والنقد البناء يقدم بعض النصائح والملحوظات التى تساهم فى مرور العمل من حالة إلى آخرى، وإذا ما طبقت فوراً، فلتكن نصيحة مستقبلية، و يهدف النقد إلى إلقاء الضوء على مناطق القوة والضعف فى العمل الفني، ولكى يقوم الناقد بهذه الوظيفة عليه أن يتخلى من أى أهواء شخصية والبعد عن العواطف أو الميل إلى اتجاهات فيه بعينها، فكل ما يهمه هو انجاح العمل ومساعدة المبدع على تحقيق ذاته عن وعى، بعيداً عن المجاملات، فيما غير ذلك فليس خيراً، ويزيد من الأحقاد بين الفنانين، والتركيز على العيوب كالكفيف الذي لا يرى سوى الظلام، أما ترك العمل ليصبح النقد متجهاً للشخص نفسه.. فهذا يعنى الانتقام بوضوح لأذيته المسبقة خاصة عندما يقدمه فى مجتمع تتوه فيه الحقيقة، لأن الميزان أصبح خاضعاً على العلاقات الشخصية.
الدكتور إيهاب الأسيوطي
فنان تشكيلي
التعليقات