تعتبر شجرة جوز الهند المعروفة علياً باسم (Cocs mucifera) أكثر نبتة مثمرة منتشرة طبيعيًا في الأرض، وهي تنتمي إلى عائلة النخيل المعروفة علمياً باسم (Arecaseae)، ومع أن الموطن الأصلي لهذه الشجرة مختلف عليه، إلا أنه يعتقد أنها تنتمي إلى دول المحيط الهادي، ويعتقد أن أصلها يعود إلى الجنوب الشرقي لقارة آسيا، والّذي يشمل ماليزيا وإندونيسيا والفلبين، هذا بالإضافة إلى الجزر الواقعة بين المحيط الهندي والمحيط الهادي.
من هذه المناطق يعتقد أنه تمّ إحضار هذا النبات إلى الهند وشرق أفريقيا، ثم إلى غرب أفريقيا، ومنها إلى القارة الأمريكية، ثم انتشرت بعد ذلك إلى جميع المناطق الاستوائية في العالم، وتنمو شجرة جوز الهند حتى 30 متراً و 35 متراً في الارتفاع، وتتميز بإنتاجها حتى 70 ثمرة ناضجة في السنة، تتكون ثمرة جوز الهند من القشرة الخارجية الليفية، والجزء الأبيض المحتوي على الدهون والذي ييُستخرج منه زيت جوز الهند، بالإضافة إلى السائل الشفاف والذي تكون كميته أقل كلما نضجت الثمرة أكثر.
يستخدم جوز الهند في العديد من الأغراض الصناعية، بالإضافة إلى استخدامه في الطهي المنزلي، كما أنه مستخدم للأغراض العلاجية في الطب الشعبي في العديد من البلدان، ويحتوي جوز الهند على العديد من الفوائد الصحية والتي ستعرض خلال هذا المقال.
الفوائد الصحية لزيت جوز الهند
يتميز زيت جوز الهند بمحتواه العالي من الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة ونسبة منخفضة من الأحماض الدهنية غير المشبعة، وتشمل الفوائد الصحية لزيت جوز الهند ما يأتي:
- يحفز المناعة بحسب ما وجد في الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب.
- يقاوم الفيروسات.
- يحتوي زيت جوز الهند البكر على كمية عالية من مضادات الأكسدة.
- وجدت الدراسات دوراً لزيت جوز الهند في الوقاية من هشاشة العظام التي يسبّبها نقص الإستروجين، ويحتاج هذا التأثير إلى المزيد من البحث العلمي.
- وجدت الدراسات التي أجريت خارج الجسم (In-vitro studies) قدرة زيت جوز الهند في كبح نمو خلايا سرطان القولون.
- تقترح بعض الدراسات الأولية أن تناول 10 مليجرام من زيت جوز الهند ثلاث مرات يومياً يخفض من قياس محيط الخصر بعد أسبوع إلى 6 أسابيع من الاستخدام، ولكن يحتاج هذا التأثير إلى المزيد من البحث العلمي.
- تقترح بعض الدراسات أن تناول زيت جوز الهند يرفع من مستوى الكولسترول الجيّد (HDL) في حين أنه لا يؤثر على مستوى الكولسترول السيئ (LDL)، ولكن في المقابل وجدت دراسة تقارن الحمية العالية المحتوى بزيت جوز الهند أو زيت العصفر (Safflower oil) أو الدهن البقري أن زيت جوز الهند يرفع من مستوى كل من الكولسترول الجيد والكولسترول السيئ.
- وجدت دراسة أن زيت جوز الهند يخفّض من مدة الإسهال في الأطفال، في حين وجدت دراسة أخرى أنه لم يكن فعالاً في حالات الإسهال، ولذلك لا يعتبر هذا التأثير واضحاً، وهو بحاجة إلى المزيد من البحث العلمي.
- وجدت بعض الدراسات دوراً لزيت جوز الهند في المزيد من الحالات، والتي تشمل مرض الزهايمر والسكري والإرهاق المزمن والقولون العصبي وبعض حالات الغدة الدرقية، ولكن الدليل العلمي على هذه الأدوار غير كافٍ.
- وجدت بعض الدراسات دوراً للاستعمال الخارجي لزيت جوز الهند في حالات قمل الرأس والصدفية وجفاف الجلد وزيادة وزن الرضع، ولكن تحتاج هذه الأدوار إلى المزيد من البحث العلمي.
الفوائد الصحية لماء جوز الهند
يعتبر ماء جوز الهند خالياً من الدهون والكولسترول بطبيعته، وهو منخفض بالسعرات الحرارية، ويحتوي على كمية عالية من البوتاسيوم تتفوق على تلك الموجودة في أربع حبات من الموز، كما أنه منخفض بالصوديوم، وهو يمنح الجسم الماء الذي يحتاجه.
يستعمل الكثيرون ماء جوز الهند كبديل للمشروبات الرياضية، وبالمقارنة مع المشروبات الرياضية فهو يحتوي على كميّة أقل من السكر والسعرات الحرارية والصوديوم وكميّة أعلى من البوتاسيوم، وهو يعتبر مشروباً بديلاً ممتازاً عن المشروبات الرياضية، لا سيما إذا ما تم إضافة الصوديوم إليه، وهو أفضل من الماء في إعادة ترطيب الجسم الذي يفقد السوائل والأملاح خلال الرياضة، كما أنه يعتبر بديلاً جيداً للمشروبات التي تحتوي على كميات أعلى من السكر والسعرات الحرارية، مثل المشروبات الغازية وعصائر الفواكه، ولكن يجب أيضاً عدم الزيادة في شربه؛ حيث إن ذلك يمكن أن يضيف الكثير من السعرات الحرارية في المجموع، ويساهم في زيادة كمية السكر المتناولة وفي زيادة الوزن.
ويحتوي ماء جوز الهند على العديد من الفيتامينات والمعادن التي تعزز مقاومة الأكسدة في الجسم، وقد وجدت الدراسات أنها تحتوي على العديد من مضادات الأكسدة، بالإضافة إلى حمض الأسكوربيك (الفيتامين ج) والآرجنين (L-arginine) الذي يَمتلك صفات مضادة للأكسدة والذي يخفض من إنتاج الجذور الحرة، وقد وجد في الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب أن ماء جوز الهند يخفض من أكسدة الدهون، ويعيد نشاط الإنزيمات المقاومة للأكسدة في الجرذان التي تم تعريضها للسموم المؤكسدة.
ووجد لماء جوز الهند تأثيرات واقية للكلى في الدراسات التي أجريت على جرذان التجارب التي تم تعريضها لمادة الإيثيلين جليكول (Ethylene glycol) التي تسبب تحصي الكلى (Nephrolithiasis)؛ حيث وجد أنه يخفض بنسبة كبيرة من أملاح أوكسالات الكالسيوم في البول، ويخفض من مستوى الكرياتينين واليوريا في الدم ومن أكسدة الدهون.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة أجريت على حيوانات التجارب أن تناول ماء جوز الهند يحمي من احتشاء عضلة القلب (Myocardial infarction) المحفز في التجارب ويقلل من أكسدة الليبيدات (الدهون) المرافقة له، كما وجد أنه يقلل من مستويات الكولسترول الكلية والبروتينات الدهنية المنخفضة الكثافة جداً (VLDL) والكولسترول السيئ (LDL) والدهون الثلاثية في الدم والتي تمّ تحفيز ارتفاعها في حيوانات التجارب بواسطة إطعام الكولسترول في الحمية.
كما وجدت دراسة قدرةً لماء جوز الهند على وقاية خلايا الكبد من التلف الذي يتم تحفيزه في حيوانات التجارب باستعمال رباعي كلوريد الكربون (CCl4)، ووجدت أنه يخفض من مستويات إنزيمات الكبد التي ترتفع في حالات تعرض خلايا الكبد للتلف.
ووجدت دراسة أن تناول ماء جوز الهند يخفض من مستوى جلوكوز الدم المرتفع ومن مستوى الأنسولين في الدم والجلايكوجين في الكبد ومن مستوى سكر الدم التراكمي في جرذان التجارب المصابة بمرض السكري، كما وجد أنه يخفض من مستويات إنزيمات الكبد المرتفعة، بالإضافة إلى اليوريا والكرياتينين والألبيومين في الدم في هذه الجرذان، وتحتاج جميع الأدوار السابقة إلى المزيد من البحث العلمي لإثباتها.
الفوائد الصحية للحم جوز الهند
وجدت الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب قدرة لمستخلصات لحم جوز الهند الأبيض في مقاومة الملاريا، ولكن ليس بدرجات مساوية لأدويته، الأمر الذي يبرر استخدامه في الطب الشعبي الماليزي في علاج هذا المرض.
وجدت دراسة أن مستخلص بروتين جوز الهند يقلل من مستوى الجلوكوز المرتفع في جرذان التجارب المصابة بالسكري، كما وجد أنه يعيد مستوى الجلايكوجين في الكبد إلى المستوى الطبيعي، ووجد أيضاً أنه يخفض من تلف خلايا البنكرياس المرافقة لحالة السكري؛ حيث إنه يعيد تجديد خلايا البيتا في البنكرياس عن طريق محتواه العالي من الحمض الأميني الآرجنين، ووجدت دراسة دوراً لمستخلصات القشرة الداخلية المحيطة بلحم جوز الهند في خفض ضغط الدم في حالات ارتفاعه في حيوانات التجارب.
التعليقات