يوافق اليوم الذكرى الثالثة لرحيل الساحر محمود عبدالعزيز، والذي كانت بدايته كمساعد للمخرج نور الدمرداش، والذي فتح له الطريق، ليشارك في مسلسل "الدوامة" عام 1973 كأول عمل درامي له، والذي كان من بطولة محمود ياسين ونيللي، أما عن بدايته مع السينما فكانت من فيلم "الحفيد" عام 1974، وبعد عام واحد من الحفيد تمكن من لعب دور البطولة عام 1975 من خلال فيلم "حتى آخر العمر".
ولد الفنان محمود عبد العزيز، في الإسكندرية في 4 يونيو عام 1946، درس بكلية الزراعة، وقام بتحضير الماجستير في تربية النحل، وكانت كلية الزراعة أول شاهد على موهبته الفنية، حيث انضم لفريق المسرح التابع للكلية.
وخلال السبعينات بعد أول بطولاته السينمائية "حتى آخر العمر" سيطرت على الساحر أدوار الشباب والرومانسية، فخلال الفترة من 1975 وحتى 1982، قدم الساحر 32 فيلمًا لهذه الشخصية، والتي خرج عن إطارها في فيلم "العار" عام 1982، ومن بعده قدم خلال الثمانينات مجموعة متنوعة من الأدوار خلال أفلامه وكالة البلح، العذراء والشعر الأبيض، إعدام ميت، الشقة من حق الزوجة، الصعاليك، البريء، أبناء وقتلة، جري الوحوش، السادو الرجال، الدنيا على جناح يمامة، كلها تعد من أهم أفلامه.
وخلال التسعينات قدم العديد من الأفلام، لكن "الكيت كات" كان الأكثر تميزًا، فعند مشاهدته لا تشك للحظة بأنك أمام رجل كفيف بالفعل، فحملت شخصية الشيخ حسني في طياتها من معاني الحياة الكثير، بعيدًا عن كونها منقولة عن شخصية حقيقية في الواقع.
وفي بداية القرن الـ 21 قدم محمود عبدالعزيز، فيلمًا يحمل لقبه وهو "الساحر"، وذلك عام 2001، أما عن اخر ما قدمه الساحر للسينما فكان دوره في فيلم "إبراهيم الأبيض" عام 2009.
ومثلما كانت بدايته من الدراما فكانت اخر أعماله أيضًا للدراما، حيث قدم رأس الغول عام 2016، وعلى مدار 43 عامًا من النشاط الفني، قدم الساحر للدراما ما يقرب من العشر مسلسلات، كان أبرزها المسلسل الخالد "رأفت الهجان" عام 1987، والذي قدم منه ثلاثة أجزاء.
ومن البداية حتى النهاية كان محمود عبدالعزيز واحدًا من نجوم مصر والعالم العربي الخالدين، حيث لم يستطع الموت أن يمحي أثره، فأدواره دائمًا خالد في ذهن المشاهد المصري والعربي.
حصل محمود عبد العزيز، على العديد من الجوائز السينمائية من مختلف المهرجانات الدولية والمحلية كان من أهمها:
جائزة أحسن ممثل عن أفلام "الكيت كات"، "القبطان"، "الساحر" من مهرجان دمشق السينمائي الدولي.
جائزة أحسن ممثل عن فيلم"سوق المتعة" من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
جائزة أحسن ممثل عن فيلم"الكيت كات" من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي.
جائزة أحسن ممثل مشاركة مع الفنان عمار محمد حسان في فيلم "الليالي المقمرة".
وعما أوصى به الفنان محمود عبدالعزيز عند وفاته قال الفنان سمير صبري "خلال تواجدنا في الطائرة أوصاني بأنه إذا لم يعد حيًا، أن يتم دفنه في الاسكندرية وأن يتم رش مياه البحر على قبره".
وروى سمير صبري، أيضًا ان محمود عبدالعزيز قد أصيب بصدمة شديدة بعد عرض فيلم "إبراهيم الأبيض"، وذلك بسبب حذف الكثير من مشاهده فيه، دخل بعدها في عزلة وأطلق لحيته لمدة تترواح من 4 إلى 5 شهور، حتى إنه قرر ألا يقدم أي أعمال فنية للسينما بعده.
فيما ألقى الفنان الكبير يحيي الفخراني، أثناء حفل ختام القاهرة السينمائي في دورته الـ 38 كلمات مؤثرة لرثاء صديقه محمود عبد العزيز، قائلًا: عنه صديق حقيقي منذ بداية مشاورهما الفني، وكشف عن آخر مكالمة تليفونية له مع الراحل، والتي اختتم الساحر بقوله "والله العظيم يا يحيى ما في أحلى من بلدنا".
وغيب الموت الساحر الفنان محمود عبدالعزيز، بعد تاريخ فني حافل عن عمر ناهز الـ 70 عامًا بعد صراع مع المرض، ودفن بمقابر أم جبيبة بحي الورديان بالإسكندرية، حيث نشأ وعاش حياته الأولى.
التعليقات