كشفت "ناسا"، بوساطة صائد الكواكب TESS، وهو قمر صناعي أطلقته لاستكشاف الكواكب خارج المجموعة الشمسية، عن وجود نجم على بعد 375 مليون سنة ضوئية، ينعطف عن سبيله، ويتصاعد وسط السحب الكثيفة ذات الجاذبية القوية لثقب أسود هائل.
وأفاد العلماء أن النجم الذي يساوي حجمه حجم شمسنا، تم امتصاصه في النهاية في "غياهب النسيان" في حدث كوني نادر يطلق عليه اسم ظاهرة "اضطراب المد والجزر"، مستخدمين شبكة دولية من التلسكوبات للكشف عن هذه الظاهرة في 20 يناير المنصرم، ثم تحوّلوا إلى تلسكوب تاس لإجراء تحليل أكثر تفصيلًا.
تسبب هذا الحدث في انخفاض درجات الحرارة بنحو 50%، من 40 ألف درجة مئوية إلى 20 ألف درجة مئوية على مدى بضعة أيام.
صُممت مناطق المشاهدة الدائمة للتلسكوب، لمطاردة الكواكب البعيدة. وتم تغيير مواقعها لتتبع الحدث بعد رصده بالفعل في المنطقة نفسها من السماء. تسبب هذا الحدث في انخفاض درجات الحرارة بنحو 50%، من 40 ألف درجة مئوية إلى 20 ألف درجة مئوية على مدى بضعة أيام.
من جانبه قال عالم الفلك توماس هوليان، من معهد كارنيجي للعلوم، الذي قاد البحث، إنها المرة الأولى التي يشهد فيها العلماء انخفاضًا مبكرًا في درجات الحرارة خلال وقوع ظاهرة اضطراب المد والجزر، رغم أن بعض النظريات توقعت ذلك.
أشار باتريك فاليلي، المؤلف المشارك في البحث، من جامعة ولاية أوهايو، إلى أن بيانات TESS المبكرة "سمحت لنا برؤية ضوء قريب جدًا من الثقب الأسود، وهو أقرب بكثير مما تمكنا من رؤيته من قبل"، هذا ما ساعد الفريق على تحديد الحدث كونه اضطراب المد والجزر، وليس نوعًا آخر من الانفجار، كما يحدث وسط المجرات أو المستعرات العظيمة.
تقع هذه الظاهرة الكارثية عندما يغامر نجم ما بالاقتراب من ثقب أسود هائل. وتوجد الثقوب السوداء في مركز معظم المجرات الكبيرة، بما في ذلك درب التبانة. وتمزق قوى الجاذبية الهائلة في الثقب الأسود النجم إلى أجسام متعددة، مع بعض المواد التي يتم إلقاؤها في الفضاء، فيما يغرق الباقي وسط الثقب الأسود، مكونًا قرصًا من الغاز الساخن والمشرق أثناء ابتلاعه.
التعليقات