في سنة 1954 عرف العالم الأمريكي ابراهام ماسلو الاحتياجات الأساسية للأنسان في تلك العصر وكانت تتمثل في الاحتياجات الفسيلوجية والأمنية والاجتماعية وتقدير الذات ثم تحقيق الذات من شهرة ومكانة حاليا نحاول أن نفكر سويا ما هي الاحتياجات الأساسية للأنسان في هذا العصر؟
من وجهة نظرى الاحتياجات الأساسية لأنسان هذا العصر فى 2025 أختلفت تماما أولها في عدم أستغناء كل فرد منا عن الانترنت والتكنولوجيا وجهاز الموبيل كأحتياج أساسى كالماء والهواء.
من يتفق معى ومن يختلف ولماذا هذا التأثير والسيطرة الطاغية من أدوات التكنولوجيا على عقل الإنسان المعاصر؟
أولا التدرج في النمو والوعى وهو سنه من سنن الله في الأرض ومن ثم جعلت أعمار الأرض وظهور أختراعات جديدة يوميا لتسهيل حياة الانسان يؤثر كل هذا على سلوك وأنماط البشر وبالتالي على احتياجاتهم وترتيب أولوياتهم.
في الحقبة الأخيرة واعتمادا على التكنولوجيا وخاصة في المجتمع الامريكى ظهرت عدة شركات صغيرة مبنية على أفكار بسيطة ولكن جاذبة ومختلفة أديت الى أن يصبح أصحابها في عداد الملياردرات مثل ألان ماسك صاحب تسلا وجنسن هوانغ من إنفيديا ومارك زوكربيرغ مبتكر ميتا (فيس بوك) ولاري إليسون من أوراكل تمكنوا من تعزيز ثرواتهم بمليارات الدولارات في فترات قصيرة، مما جعل قطاع التكنولوجيا محور اهتمام المستثمرين العالميين. حيث تفوق ميزانية أقل شركة من هذه المؤسسات ميزانيات عدة دول مجتمعه وبالتالي أدى ذلك لأن يفكر شباب الجيل الحالي في الثراء السهل والسريع عن طريق استخدام التكنولوجيا كوسيلة متاحة لذلك وهذا هو الوجه الأول المشرق لعملة أستخدام التكنولوجيا وهذا في حد ذاته ليس عيبا ولكن القصور هنا في عدم توافر بقية مقومات النجاح لهؤلاء الشباب في مجتمعنا العربى.
الوجه الثانى من عملة استخدام التكنولوجيا للأسف هي سوء أستخدام أدوات وتطبيقات وبرامج التكنولوجيا لنصبح نحن سلعة لها وليست هي مسخرة لخدمتنا وتحسين مستوى دخلنا وانتاجيتنا وزيادة رفاهيتنا بل بالعكس أصبحنا سلعة مستهدفة عن طريق الحصول على بياناتك الشخصية وكافة تعاملات وتحليل سلوكك وميولك وباالتالى بيع هذه البيانات لشركات الدعاية والاعلان لتصبح انت سلعة.
وهنا أريد ان أستعرض ما اتفقت فيه وما أختلفت عليه مع بعض من أصحاب الآراء والخبراء:
لماذا يتَّفق البعض على دور وأهمية التكنولوجيا كعنصر أساسى في أحتياجات الانسان المعاصر ؟
التكنولوجيا أصبحت وسيلة للبقاء:
خدمات التواصل الاجتماعي العمل من عن بُعد والتعليم الإلكتروني والخدمات المصرفية وحتى الرعاية الصحية تعتمد على الإنترنت. فبدونها، يُصبح الفرد معزولًا عمليًّا واجتماعيًّا وقد لا يستطيع تلبية أحتياجاته اليومية في طلب وجبة أو مواصلة
مثال: خلال جائحة كوفيد-19، كان الإنترنت هو الشريان الوحيد للتواصل والعمل.
إعادة تعريف "الاحتياجات الأساسية":
كما ذكرت تقليديًّا على لسان العالم الأمريكي ابراهام ماسلو كان الطعام والمأوى والأمان هي الأساس، لكن في العصر الرقمي، يُضاف إليها "الاتصال بشبكة الأنترنت" لأنها تُسهِّل تلبية كل الاحتياجات الأخرى (مثلاً: طلب الطعام عبر التطبيقات، أو تأمين السكن عبر مواقع الإيجار).
التكنولوجيا = السلطة والمعرفة:
مَن لا يملك إمكانية الوصول إلى معلومات وبيانات الإنترنت يُصبح في وضع غير متكافئ اجتماعيًّا واقتصاديًّا حيث أن الفجوة الرقمية اليوم تُعمِّق عدم المساواة.
لماذا يختلف البعض على دور وأهمية التكنولوجيا كعنصر أساسى في أحتياجات الانسان المعاصر ؟
إدمان التكنولوجيا يُهدد الصحة النفسية:
كثرة استخدام الهواتف تسببت في قلق اجتماعي نظرا لتقليل التركيزلدى الفرد المستخدم وحتى عزوف الناس عن التفاعل الحقيقي مع بعضهم البعض وهم على نفس الطاولة حيث ان الدراسات تُظهر أن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعى يزيد الاكتئاب والسؤال الأخلاقي: هل من الصحيح أن نصبح عبيدًا للشاشات؟
التكنولوجيا ليست "احتياجًا" بل "أداة":
البعض يرى أن الإنترنت والهواتف أدوات مساعدة، لكنها لا تُعادل أهمية الهواء أو الماء. فالإنسان يمكنه العيش بدونها (رغم الصعوبة)، لكنه لا يستطيع العيش دون الأكسجين.
خطر فقدان الاستقلالية:
الاعتماد الكلي على التكنولوجيا يجعل البشر عرضة للاختراق والتلاعب بالبيانات، أو حتى انهيار النظام ككل في حالة أزمات مثل انقطاع الكهرباء أو أي حادث يؤدى للتأثير على خدمة الانترنت ولك أن تتخيل عالم بدون الانترنت.
وفى النهاية أرى من وجه نظرى أن الأمر يعتمد على التوازن والوعى في أستخدام التكنولوجيا التي غيَّرت مفهوم "الاحتياجات الأساسية" بالفعل، لكن الخطر يكمن في أن نسمح لها بأن تستبدل إنسانيتنا. ربما الحل هو:
- الاعتراف بأهميتها دون إنكار مخاطرها والوعى في أستخدام التكنولوجيا بشكل مفيد.
- تعليم الأجيال الجديدة كيفية استخدامها بوعي وبشكل مفيد بحيث نتحكم فيها وليس أن نجعها هي التي تتحكم فينا .
- سد الفجوة الرقمية حتى لا يُترك أحد خلف الركب وهذا دور المجتمع والحكومات العربية والمؤسسات في توفير بيئة خصبة للاستثمار في الأفكار التكنولوجية.
ما رأيك؟ هل نستطيع العودة للوراء، أم أن التكنولوجيا أصبحت مثل "الأكسجين الرقمي" الذي لا غنى عنه؟
التعليقات