رسالة إلى رئيس أقوى دولة في العالم، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، أنت أمام مسؤولية كبيرة الآن، لقد قلت أنك ذاهب لمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. ولكن ماذا عن هذه الحرب المستمرة منذ أكثر من 70 عامًا في فلسطين المحتلة؟
الرئيس ترامب.. هناك آلاف الأرواح المفقودة، مئات الآلاف أخلوا منازلهم وأصبحوا نازحين، هناك إبادة جماعية تجري في قطاع غزة، ولقد رأينا كل ما يمكن أن يجعل أي إنسان يشعر بالغثيان مما يراه.
الرئيس ترامب أمامك فرصة كبيرة لدخول التاريخ لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، بدون أي ضغط من أي شخص آخر، لقد عانى الشعب الفلسطيني بما فيه الكفاية وآخر عدوان من إسرائيل على أهل قطاع غزة "لا يصدق" حتى أن الكثير من الناس الذين لم يتحدثوا من قبل أصبحوا قادرين على رفع أصواتهم عالياً وواضحاً لما يحدث في انتهاك للقانون الدولي، ورأينا ما حدث في محكمة العدل الدولية.
الرئيس ترامب لقد حان الوقت للقيام بشيء ما ولديك الفرصة، لقد كانت هناك محاولات قليلة للتخلص من الشعب الفلسطيني مرة واحدة وإلى الأبد عندما أحضرت الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابيين إلى سيناء ولكن تعامل معهم رجال الجيش المصري وضحوا بحياتهم حتى طهروا صحراء سيناء منهم.
لقد بذل الكثير من رجال الجيش المصري الأرواح لتنظيف هذه الصحراء وقد فعلوا ذلك، ثم عادوا وقدموا عرضا للحكومة المصري التي كانت موجودة في ذلك الوقت لإدخال أهالي سكان غزة إلى صحراء سيناء، ولكن لم ينجحوا.
وفي المحاولة الثالثة كانت عندما وضعوا مصر تحت الضغط المالي والاقتصادي، وعرضوا إسقاط كل الديون وإرسال الكثير من الأموال من أجل نقل سكان غزة إلى سيناء وأيضا فشلوا.
ثم ما رأيناه في العام الماضي، عندما ضغطوا على الشعب الفلسطيني ووضعوهم في حياة بلا كهرباء ولا ماء ولا شيء للحياة، حتى يموتون ويحترقون، ليضغطوا على الدولة المصرية وإحراجها لنقل سكان غزة إلى سيناء، وأيضا فشلوا في هذا المخطط.
والآن الرئيس ترامب نسمع منك اقتراحك لنقلهم لمصر والأردن.. دعني أخبرك ما سوف تسمعه من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "لا كبيرة" وستمسع من الشعب المصري رفضا شعبيا كبيرا.. الشعب المصري ضحى كثيرا ليحافظ على بلاده وسوف يكرر ذلك مجددا.
الرئيس ترامب لديك فرصة كبيرة لدخول التاريخ من خلال تحقيق هذه المهمة المستحيلة بسبب الضغوط الصهيونية.. فكر في السلام، فكر أن اسمك سيدخل التاريخ، وسيُكتب الرجل الذي تمكن من تحقيق العدالة وأوقف 70 عاما من معاناة الشعب الفلسطيني.
وأخيرا الرئيس ترامب يجب أن تعلم أن مصر لن تترك ولو سم واحد من أرضها.
التعليقات