أيام قلائل ونستقبل عيد الأضحى المبارك، حيث تهتم معظم الأسر بتحضيرات العيد المنزلية، من شراء اللحم وتنظيف البيت وتنسيقه، استعدادا لاستقبال الضيوف والأهل والأحباب بكل سعادة ورقي وفرحة لجميع أفراد الأسرة، من خلال تزيين المنزل، لأجل صنع الذكريات الجميلة مع الأطفال، ومن الرائع اصطحابهم معاً لشراء زينة العيد، وتعليقها سويا.
يرتبط عيد الأضحى، في مصر، بطقوس وعادات لا تقتصر فقط على نحر الأضاحي، بل تمتد إلى تناول أطباق شهيرة بينها «الفتة»، وزيارة المقابر، ومعايدة الأهل والجيران.
ويتمسك المصريون بالعديد من المناسك الدينية والاجتماعية في عيد الأضحى، تبدأ مبكرا حيث تعمد الأسرالمصرية على إعداد بيوتهابالصورة المناسبة للاحتفال، ومن ثم شراء مستلزمات العيد من ملبس ومأكل.
ويطلق على عيد الأضحى اسم «العيد الكبير» نظرا لزيادة عدد أيام الإجازة به «عادة 4 أيام»، مقارنة بعيد الفطر «3 أيام».
كما يطلق عليه «عيد اللحمة»، حيث لا يخلو بيت من اللحوم؛ فحتى الأسر الفقيرة، التي لم تتمكن من شراء الأضحية، تجمع ما يمكنها من المال لتنفقه على شراء اللحمة التي يعد وجودها على مائدة المصريين أبرز معالم عيد الأضحى.
يأتي العيد وتبتهج القلوب بحضوره الذي يضيء الذكريات، وتزداد حركة الناس مهنئين كل أهلهم وجيرانهم وأصدقائهم، وينتظر الأطفال العيدية التي تزيدهم فرحا، وهم يرتدون ملابسهم الجديدة.
للعيد بهجته وذكرياته أيضا، وهناك من يتذكر أسرته وهي تعدالحلويات المميزة، وهناك من يتذكر والده الذي يشتري خروف العيد، أو وهو يأخذ العائلة في جولة في الأسواق لشراء ملابس جديدة، خصوصاً للاطفال.
وهناك من يتذكر، كل عيد، ألعاب العيد، وهناك من يتذكر رفاق الطفولة والأعمام والاخوال، وكذلك العيدية التي لا تنسى.
تغيرت الأماكن وتغيرت طقوس العيد، لكن بهجة العيد لا تغيب عن عيون الأطفال في كل زمان.
مظاهر العيد في الوقت الحالي تغيرت، فما عادت هناك فرحة للعيد الذي تبدّل كثيرا، وكأن قلوبنا كبرت مـع الزمن وكأننا كبرنا على العيد، فما عادت فرحته تؤثر فينا كما كانت في أيام الطفولة.
فلاتزال في ذاكرتي تلك الثياب التي كانت كالابتسامات الجديدة، والعيون التي تتلون ببهاء صبيحة العيد، والركض الجميل إلى بيوت الأقارب والجيران وساحات المرح والألعاب.
وضحكات الأطفال ودهشتهم في طقوس العيد، والبالونات الملونة وهي تزدحم بأصابعهم الصغيرة التي كانوا يطاردونها في سماء المدينة، والملابس الجديدة.
أول شيء أتذكـره أو يخطر في بالي في العيد هو خروف الأضحية.
إذ اعتدنا على الذهاب لصلاة العيد معه والإحساس بفرحه العيد عند سماع التهاليل والتكبيرات.
ولاتزال في ذاكرتى مشاهد ومقتطفات لصور توزيـع أضحية العيد على الفقراء والمساكين، وما يصاحب تلك الذكريات من مشاعر مختلطـة ما بين الفرح لإسعاد الآخرين.
والحزن على حال هؤلاء الفقراء، إلا أن مجمل الشعور كان جميلا، عند رؤية الفرحة على وجوهم ومشاركتهم العيد. كل هذا يجعل للعيد نكهه مميزة.
التعليقات