تكبّدت البشرية رعب فريد من نوعه أمام تلك المسيرات البشرية الرمادية، إن خلف ذلك الستار القاتم لم نكن نرى شئ مما ذكر اليوم، في لوحاته العريضة وأنّاته المريبة -خلف ذلك الجدار ظهر العجب العجاب مات الشعور وبقي من بقى ليسرد لنا ما يخفانا ولا يخفى على الله شيئ، يراقبْهم من مكان بعيد، إن الملحمة البشرية الظالمة لم تفرق بين الحب والكره والحنان والقسوة جعلتهم على حد سواء فأردتهم بلا جرم ولا خطيئة.
إلّا إن في يوم القيامة سيقف سيدنا موسى على يمين العرش وحين يسعق من فالسماوات والأرض فإن سيدنا موسى سينجيه الله.. لأن (خر موسى سعق) ذلك كان فالدنيا حين (توارى إلى الجبل) ... وأما من قاسى أشد العذاب وتحلى بالصبر والثبات فإن لهم موعد جميل مع الله سيسبقوننا كما سبقنا موسى حينها وسيجزون اليوم بما صبرو.
إنني اليوم ومن يرقبون عن كثب تلك المعاناة التي تعصرالخافق وتجرح الفؤاد، إنما على البشرية جمعاء بصوت الضمير الذي حشرجت انفاسه واكتضت شهقاته..
ولا آخال تلك المعاناة إلا تكللت بالفرج بعد المحن والعطاء بعد الفقد (وكان وعد ربي حقّا ).. إنني أضع نفسي في هذا العناء الذي كان -فخر دمعي بمجرد مرور صفحاته أمام ناضريا.. يا لبسالتكم تجاة هذا الجبروت الشنيع ويا لشجاعتكم وإيمانكم.. إن الصبر الجميل الذي بُشّر به يعقوب .. أمام سنوات من المَحْل تكلل لقياه بيوسف.. وإن لكل من أساء (بيننا وبينك موعد لا نخلفه نحن ولا أنت في مكان سوى).
التعليقات