حينما كنت صغيرة كان ليس لدي أدنى فكرة عما يقترفه المدنسون في أرضي؛ أرض فلسطين..
كنت أقرأ (فلسطين داري ودرب انتصاري) ويثور بهذة الكلمات دمي وكأني في ساح الوغى امتطي جوادي واستل سيفى معلنتا عن الوطيس؛ فمتى نكبر ويكبر النظال.. وإن لحظة النصر لا شك آتية.. (هوا في فؤادي) ولطالما كان الفؤاد خفاقا وعلم فلسطين صداحا يرفرف تحملة الأيدى وناضريا يلمع عنفوانا، وقلبي يتوهج خفاقا..
(وجوه غريبة بأرضي السليبة).. إنني أرمق خطواتهم المتهكمة على أرضي بنظرات طفلة ترتقب التحرير...
إنها لحظة نزال في روحي وعنت وحشرجة صوت مكبوت... ما آن له أن ينضج ويصرخ صداحا.. وكأن لسان حالي يصرخ اخرجوا من أرضنا... إنني ارتسم تلك الصورة في ذهني بذاك الدفتر القديم صورة علم فلسطين والحجارة تتخطف بني صهيون.. (تظل بلادى هوا في فؤادي ).. لم يفرقها الشاعر سليمان العيسى عن أرضة انة الوطن العربي الواحد.. الجسد الواحد.. غمرني هذا الشعور في ذلك الزمن وحينما كبرت نطق فمي وغاب سيفي ورمحي وترسي ..
كبرت وأدركت أن تلك الحرب تقف مكانها والسلاح يقف مكانة والهتافات والكلمات والأمة تقفل راجعة وتترك فلسطين..
كبرت وأدركت أن ليس لدى أدنى فكرة عما يقترفة المدنسون في أرضي أرض فلسطين، ونحن صامتون.
التعليقات