كان له نصيب من اسمه فكان فريدا في صوته وفي ألحانه وأفلامه، التي كان يظهر فيها شخصية فريد الأطرش الحقيقية في كل الأدوار حسه يسبق فنه حتى في مواقفة الإنسانية التي يشهد بها كل من تعامل معه عن قرب، حياته مليئة بالمواقف التي حفرت في قلب وعقل كل أصدقاؤه قصص إنسانية كثيرة يحكيها أصدقاؤه لنخبركم بعض منها.
يحكي الفنان الراحل عبد السلام النابلسي متأثرا عن موقف له مع فريد عندما كان يمر فريد بضائقة مالية لم تمكنه حتي من دفع إيجار بيته، وفي نفس الوقت كان عبد السلام النابلسي يمر بضائقة مالية شديدة وبسبب وعكة صحية شديدة دخل على أثرها المستشفي ليمكث بها 40 يوما لم يفارق فيها فريد سريره علي حد قوله، وكان الفنانيين يأتوا لزيارته وعرضوا عليه المساعدة ولكنه لم يطلب من أحد المساعدة على الرغم من ضيق حاله الشديد في ذلك الوقت فيقول: آخر يوم فوجئت بموقف فريد الإنساني معي إذا به يذهب ليقترض مالا ممن حوله ليس ليدفع إيجاره ويسد ديونه بل ليدفع لي ثمن المستشفي وثمن الطبيب بعدها أصبح فريد في مكانة تؤام روحي.
قصة أخرى تعبر عن سماحته يرويها المحامي الراحل محمود لطفي أحد أكبر المحامين في ذلك الوقت، وقد عاصرها بنفسه فيحكي أن الشاعر كامل الشناوي كان من أقرب أصدقائه. يتحدثوا ل يوم ويتقابلوا كل يوم وفي يوم عيد ميلاد الشاعر كامل الشناوي دعي فريد الأطرش جميع أصدقائهم ليحتفلوا بعيد ميلاده وتفاجأ كامل الشناوي بحفلة كبيرة وأحتفال جعله يخطب بين الجميع شاكرا فريد وردا لجميله أهداه كلمات أغنية "عدت يا يوم مولدي" سعد بها فريد الأطرش وجلس شاردا طوال العيد ميلاد يبحث عن لحن لهذه الكلمات ليلحنها ويغنيها وبالفعل غناها في فيلمه".
عدت عدة أيام وتفاجأ فريد بورقة من كامل الشناوي علي يدي انا المحامي محمود لطفي يطالب فيها الشاعر كامل الشناوي فريد بحقه في الأغنية وأن فريد لحنها وقدمها في فيلم دون الرجوع إليه ودون مراعاة حقوقة في إذاعة الأغنية وطالبه بتعويض مالي قدره ألف جنيه.
تأثر فريد جدا من موقف صديقه الصادم ورد قائلا لقد أهداني إياها كهدية ثم كلم أخيه الشاعر مأمون الشناوي ليشتكي به موقف صديقه وأخيه كامل الشناوي فقال محمود تلاقيه بيمر بضائقة مالية كلمه أخيه مامون الشناوي ليلومه بعدها سحب طلبه وأرسل إعتذاره بعدها لفريد ليفاجأ. برد فريد أن أرسل له جوابا به 500 جنيه معه ورقة مكتوب فيه في إنتظارك ليلا صديقي العزيز صديقك فريد.
ولأن فنه مستمر فعشاقه مستمرون أستاذ عادل السيد من عشاق فريد الأطرش ومؤسس جمعية محبي فريد الأطرش التي تحتفل بمرور 25 عاما على تأسيسها يحكي عن عدة مواقف عرفها من والده الذي كان مقربا من الفنان فريد الأطرش يحكي عن موقف.
قائلا: كان إنسان كريم جدا لا يتزاحم أحد معه في هذه الصفة ويحكي عن أحد المرات التي أقام فيها المركز احتفالية لذكرى المطرب فريد الأطرش وحضر الاحتفالية مخرج يدعى أحمد سبعاوي الذي أخرج مسلسل العصيان وأخرج فيلم تحدي الأقوياء وغيرهم من الأعمال الناجحة وطلب المشاركة في الإحتفالية ليحكي موقف تعرض له مع فريد عندما كان مساعد مخرج لفيلم "حكاية العمر كله" بطولة فريد وفاتن حمامة.
ويحكي أن الفيلم كان به أربعة مشاهد يتم تصويرهم في محطة مصر وأثناء التصوير لمح فريد بعض الذين يحملون الشنط للناس يختلفون وصوتهم عالي فسأل فريد في إيه قالوا لهم إنهم من يحملون الشنط للمسافرين في سبيل أي مصدر رزق قال لهه فريد هما مالهم نقابة رد قائلا له: يا أستاذ فريد ليس لهم أي مصدر رزق أخر كان منتج الفيلم المخرج الراحل رمسيس نجيب قال فريد للمخرج نجيب أنا عايز جزء من أجري من الفيلم قاله المخرج أن العقد ينص فيه أن المبلغ مقسم على 3 أجزاء جزء عن كتابة العقد وجزء في نص الفيلم وجزء عند نهاية الفيلم رد فريد قائلا: "أنا محتاج المبلغ كله عشان محتاجه"، وفعلا خالف المخرج العقد وأعطاه المبلغ كامل ليفاجأ به يشتري طعاما ويوزع مبالغ مالية علي هؤلاء الذين يحملون الحقائب ليجعلنا نتعجب من إنسانيته التي كانت تطغي على طباعه.
التعليقات