تم تعيين الدكتور محمد حسين أشرف مديرًا لمستشفى أردوغان في ديسمبر 2023، وفي غضون فترة قصيرة، بدأ تطورات رائدة وضعت المستشفى كمرفق رعاية صحية رائد في منطقة القرن الأفريقي.
في بلد لا يزال فيه الوصول إلى الرعاية الصحية الجيدة يشكل تحديًا كبيرًا، برز الدكتور محمد حسين أشرف، مدير مستشفى رجب طيب أردوغان الصومالي التركي في مقديشو، كمنارة للأمل والابتكار. وقد أكسبته قيادته المتميزة وتفانيه في تحسين خدمات الرعاية الصحية لقب "أفضل مدير مستشفى في الصومال" المرموق في جوائز الصحة الصومالية لعام 2024، وهي شهادة على مساهماته التحويلية.
تم تعيين الدكتور أشرف مديرًا لمستشفى أردوغان في ديسمبر 2023، وفي غضون فترة قصيرة، بدأ تطورات رائدة وضعت المستشفى كمنشأة رعاية صحية رائدة في منطقة القرن الأفريقي. وقد اعترفت جوائز الصحة الصومالية، التي تحتفي بالمهنيين الطبيين المتميزين في جميع أنحاء البلاد، بجهود أشرف الدؤوبة من خلال تصويت عام، مما يسلط الضوء على الدور الحيوي الذي لعبه في قطاع الصحة في البلاد.
كان حفل توزيع الجوائز، الذي حضره وزراء صوماليون ومشرعون ومحترفون في مجال الرعاية الصحية، بمثابة لحظة مهمة ليس فقط للدكتور أشرف ولكن للمجال الصحي في الصومال ككل. يأتي هذا التقدير في وقت يواجه فيه تقديم الرعاية الصحية في البلاد العديد من التحديات، وقد قدمت قيادة أشرف لمحة عما قد يحمله المستقبل.
أشاد زملاؤه من قادة الرعاية الصحية في جميع أنحاء الصومال بالدكتور أشرف على تفانيه الدؤوب. وهنأه الدكتور فرتون شريف، مدير مستشفى بنادر، قائلاً: "الدكتور أشرف بطل حقيقي في قطاع الصحة ويظهر التزامًا هائلاً". وعلى نحو مماثل، قال الدكتور جلال الدين يوسف أحمد، مدير مستشفى دي مارتينو: "لم أقابل قط أي شخص عمل معك وشعرت بأي شيء سوى الامتنان. أنت تستحق الجائزة حقًا".
منذ توليه القيادة في مستشفى أردوغان، قدم الدكتور أشرف العديد من الابتكارات. وكان أحد أبرز إنجازاته الإشراف على أول جراحة قلب مفتوح في الصومال في مارس 2024، وهو الإجراء الذي كان يتطلب من المرضى في السابق البحث عن العلاج في الخارج. كان هذا الإنجاز بمثابة لحظة تاريخية للمشهد الطبي في الصومال، مما يسمح للمواطنين بالوصول إلى الإجراءات المنقذة للحياة داخل وطنهم.
كما أدى المدير أشرف دورًا فعالاً في توسيع خدمات المرضى. وتحت إشرافه، قدم المستشفى إمكانية الوصول ليلاً إلى عيادته الشاملة، مما يوفر للمرضى المزيد من المرونة في اختيار الطبيب الذي يناسب احتياجاتهم على أفضل وجه. بالإضافة إلى ذلك، بدأ سلسلة من ترقيات المرافق، بما في ذلك تركيب أنظمة تكييف الهواء المتقدمة، مما يضمن بيئة أكثر راحة للمرضى وأسرهم.
امتد تأثير الدكتور أشرف إلى ما هو أبعد من جدران المستشفى. إن التزامه بالعدالة الاجتماعية واضح في قراره بإرسال ثمانية أطباء إلى سجن مقديشو المركزي، حيث قدموا الرعاية الطبية المجانية لآلاف السجناء. ويؤكد هذا العمل السخي على تفانيه العميق في تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية للمجتمعات المهمشة.
التركيز على صحة المجتمع
لقد دفعت قيادة الدكتور أشرف أيضًا إلى استعداد المستشفى للاستجابة للطوارئ. وإدراكًا للحاجة إلى نهج منسق أثناء الهجمات الإرهابية، أنشأ فريقًا متخصصًا للاستجابة للطوارئ يضمن الرعاية الشاملة أثناء الحوادث الحرجة. وقد حظيت جهوده في هذا المجال بإشادة واسعة النطاق، خاصة في ظل البيئة الأمنية المعقدة في الصومال.
وفي مثال مؤثر لجهوده الإنسانية، رتب الدكتور أشرف نقل خمسة ضحايا حروق من بلدة قوريولي جواً إلى تركيا لتلقي العلاج المتقدم دون تكلفة. وقد أظهر هؤلاء الضحايا، من أسرة منخفضة الدخل، الآن تعافيًا كبيرًا بفضل التدخل الذي سهله مستشفى أردوغان.
علاوة على ذلك، فقد شهدت قيادة الدكتور أشرف حصول فتاة صغيرة من جيجيجا، والتي عولجت في البداية في مستشفى ديجفير، على علاج السرطان في الخارج. وكان تقدمها في تركيا ملحوظًا، وهو ما يشكل شهادة على التعاون الطبي عبر الحدود الذي رعايته الدكتور أشرف.
الرؤية الاستراتيجية والأهداف المستقبلية
بالنظر إلى المستقبل، وضع الدكتور أشرف خطة استراتيجية طموحة لمدة خمس سنوات لمستشفى أردوغان. وهو يتصور توسيع سعة المستشفى إلى 1000 سرير للمرضى الداخليين، وزيادة عدد الأطباء المتخصصين، وتقديم خدمات جديدة لتعزيز رعاية المرضى. وتشمل خطته توظيف أطباء متخصصين في مجالات مثل أمراض القلب وأمراض الكلى عند الأطفال، فضلاً عن التركيز على تحسين تفاعل المرضى من خلال تدريب الموظفين على تقديم رعاية رحيمة.
يقدم المستشفى أيضًا جوائز سنوية لموظفيه، مما يشجع ثقافة التميز والتقدير. ويؤكد الدكتور أشرف على أهمية التطوير المهني المستمر، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، لضمان تزويد الأطباء الصوماليين بالمهارات والمعرفة المتطورة.
افتتح مستشفى أردوغان في عام 2013 من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وأصبح رمزًا للتعاون الدولي والتنمية. مع اقترابه من الذكرى السنوية الحادية عشرة لتأسيسه، يواصل المستشفى العمل كمقدم رعاية صحية بالغ الأهمية، حيث يعالج أكثر من 40 ألف مريض شهريًا ويجري أكثر من 800 عملية جراحية كل شهر.
على الرغم من التقدم الهائل، لا يزال الدكتور أشرف ثابتًا على موقفه، معترفًا بالتحديات التي تواجه إدارة مستشفى كبير في الصومال. وقال: "العديد من المرضى فقراء ويكافحون من أجل تحمل حتى الرسوم الصغيرة". "إدارة مستشفى في الصومال هي واحدة من أصعب الوظائف، لكنها أيضًا واحدة من أكثر الوظائف مكافأة".
عقد من الخدمة
قبل توليه القيادة في مستشفى أردوغان، شغل الدكتور أشرف منصب مدير مستشفى الدكتور سوميت من عام 2021 إلى عام 2023. كما شغل أيضًا مناصب تدريسية وإدارية في جامعة سيماد، حيث تم تكريمه لمساهماته في المجتمع، وحصل على جوائز من كل من إدارة منطقة بنادر ومؤسسات مختلفة.
رحلة الدكتور محمد حسين أشرف من مهنة طبية إلى مدير مستشفى حائز على جوائز هي قصة تفان وإبداع ورحمة. لا تزال قيادته لمستشفى أردوغان مصدر إلهام للمجتمع الطبي والمجتمع الصومالي الأوسع. وبينما يتطلع إلى المستقبل، فلا شك أن الدكتور أشرف سيستمر في دوره المحوري لتشكيل نظام الرعاية الصحية في الصومال نحو الأفضل.
التعليقات