قبل 232 عاما من اليوم أطلقت محاكمة تاريخية لآخر ملوك فرنسا لويس السادس عشر، في عام 1792 بتهمة الخيانة العظمى، والتي انتهت بحكم إعدامه قبل أن يكمل عامه الأربعين ليموت وتنتهي معه عصر الملكية في فرنسا.
من هو لويس السادس عشر؟
- وُلد في 23 أغسطس 1754، وأُطلق عليه اسم المواطن لويس كابيه في الشهور الأربع التي سبقت إعدامه بالمقصلة.
- هو ابن لويس دوفان فرنسا (الملك لويس الخامس عشر) ووريث عرشه.
- أصبح لويس السادس عشر دوفان فرنسا بعد وفاة جده في العاشر من مايو عام 1774، وتقلّد لقب ملك فرنسا ونافارا، حتى 4 سبتمبر 1791، حتى إلغاء الملكية في 21 سبتمبر عام 1792 إبان الثورة الفرنسية.
- أجرى إصلاحات في فترة حكمه مقل إبطال العبودية وإلغاء الضريبة على الأرض وضريبة العمل (السخرة)، وتعزيز التسامح مع غير المسيحيين الكاثوليك، وإلغاء عقوبة إعدام الجنود الفارين من الخدمة العسكرية، أدت هذه الإصلاحات إلى نشوب عداوة بين الملك والنبلاء الفرنسيين، ونجح هؤلاء في منع تطبيق الإصلاحات.
- نجح لويس في إقرار رفع القيود عن سوق الحبوب الغذائية، مدعومًا بمساعي الوزير تورجو ذي التوجهات الليبرالية الاقتصادية، لكن رفع القيود أدى إلى زيادة أسعار الخبز.
التمرد على لويس السادس عشر
أدت السياسية السابقة إلى شحٍّ في الطعام إبان مواسم المحصول السيئة، خصوصًا موسم عام 1775 الذي دفع الناس إلى التمرد.
منذ عام 1776، دعم لويس السادس عشر مساعي المستوطنين الأمريكيين الشماليين للاستقلال عن بريطانيا العظمى، وحصل ذلك في معاهدة باريس عام 1783، مع ذلك، ساهم الدين الناتج والأزمة المالية في تضاؤل شعبية النظام القديم.
أدى ما سبق إلى اجتماع طبقات المجتمع عام 1789، فساهم استياء الطبقتين الوسطى والدنيا من المجتمع الفرنسي في تقوية المعارضة المناهضة للأرستقراطية والحكم الملكي المطلق، وهو الحكم الذي تجسّد في لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري أنطوانيت.
دفع تعصّب وتردد لويس بعض أطياف الشارع الفرنسي إلى وصفه برمز طغيان النظام القديم، فتدهورت شعبيته تدريجيًا.
هروب لويس السادس عشر
قبل 4 أشهر من إعلان الملكية الدستورية، بدا هروب لويس الفاشل إلى فارين بمثابة مبررٍ للشائعات التي تقول إن الملك ربط آمال خلاصِه السياسي باحتمالات حصول تدخلٍ خارجي.
قُوّضت مصداقية الملك بشدة، وأصبح إبطال الملكيّة وتأسيس الجمهورية احتمالًا تزايدت فرصة حصوله. أدى نمو العداء لرجال الدين في أوساط الثوريين إلى إبطال ضريبة الزكاة وإقرار سياسات حكومية أخرى تهدف إلى اجتثاث المسيحية من فرنسا.
إعدام آخر ملوك فرنسا
في إطار الحرب الأهلية والدولية، أُوقف لويس السادس عشر واعتُقل إبان تمرّد 10 أغسطس عام 1792.
أُبطلت الملكيّة بعد شهر، وأُعلن عن قيام الجمهورية الفرنسية الأولى في 21 سبتمبر عام 1792.
تعرّض لويس بعدها للمحاكمة على يد المؤتمر الوطني الفرنسي (الذي نصّب نفسه محكمةً لهذه المناسبة)، وحُكم عليه بالخيانة العظمى.
أُعدم بالمقصلة في 21 يناير عام 1793 تحت اسم المواطن لويس كابيه، بعد تدنيس منصبه وجعله مواطنًا فرنسيًا عاديًا.
كان لويس السادس عشر الملك الفرنسي الوحيد الذي يحاكم بالإعدام، وجلب موته نهاية نحو ألف سنة من الحكم الملكي المستمر لفرنسا.
التعليقات