سألوا المخرج نيازى مصطفى: هل توافق على أن تصور مشهد قبلة لزوجتك كوكا؟. أعلم أن كوكا ليست من الأسماء التى يتذكرها جمهور هذه الأيام، فهى لم تكن نجمة حتى بمقياس الزمن القديم، إلا أنها حققت قدرا من الشهرة، لأنها كانت متخصصة فى أداء دور المرأة البدوية السمراء الجميلة.
المخرج نيازى مصطفى كانت لديه رحابة فكرية، درس السينما فى المانيا خلال الثلاثينيات وتحديدا الخدع البصرية، ولهذا قدم أفلاما مثل (طاقية الإخفاء) و(سى عمر) وقبلهما (سلامة فى خير).
جاء رد نيازى وبلا أى حساسية: (وفيها إيه.. ده مجرد تمثيل). بينما وجهوا نفس السؤال لأنور وجدى وكان وقتها متزوجا من ليلى مراد.. أكد أنه يرفض تماما أن تصور ليلى مراد هذا المشهد، رجولته لا تسمح بذلك، حتى لو كان مجرد تمثيل فى تمثيل.
هناك خط فاصل بين الشاشة والحياة، هذا الخيط الزئبقى كان واحدا من الأفكار التى حملها فيلم (لعبة الست) 1946، إخراج ولى الدين سامح، فى المشهد الشهير الذى نرى فيه نجيب الريحانى يحضر مع زوجته (لعبة) الاستديو وهى تصور مشهدا به قبلة، يثور نجيب الريحانى دفاعا عن شرفه، ويتعطل التصوير أكثر من مرة، وفى حوار بين الريحانى والمخرج الذى أدى دوره حسن فايق، يقول له الريحانى متهكما: (هل توافق على أن يأتى رجل إلى منزلك يقول لك أريد تقبيل زوجتك)؟، يرد عليه فايق بكل أريحية: (وفيها إيه)، ويعقب الريحانى ساخرا: (اسمح لى بقى إنت...).
كثير من النجمات فى الألفية الثالثة يعلنّ رفض القبلة، بينما يتباين الأمر مع المخرجين، مثلا المخرج هادى الباجورى عندما كان زوجا لياسمين رئيس سألوه عن المشاهد الساخنة: هل يسمح لزوجته بأدائها؟، وقال لهم: (طبعا).
المجتمع لا يكتفى الآن بأن يرفض ولكنه يطعن المخرج، وهكذا وجد هادى نفسه تحت مرمى الكلمات المتجاوزة على (السوشيال ميديا).
عمليا، مثلا لم يكن نور الشريف يعترض على أن تؤدى بوسى مشاهد ساخنة فى الأفلام مثل (قطة على نار)، أيضا المخرج على بدرخان مع زوجته سعاد حسنى، وكلنا نتذكر مشهد الاغتصاب الشهير فى (الكرنك).
الموسيقار الكبير محمد فوزى كان متناقضا، فى فيلم (العقل فى أجازة) والذى شهد بداية انطلاق شادية فى السينما، كان يجمعهما مشهد قبلة، رحب طبعا محمد فوزى، بينما والد شادية اعترض.. الغريب أن محمد فوزى اقترح على والدها أن يتزوجها حتى يؤدى المشهد وبعدها يطلقها.. بينما كان فوزى يعترض على زوجته مديحة يسرى فى المشاهد الغرامية، خاصة التى تجمعها مع عماد حمدى، حيث كونا ثنائيا رومانسيا، مثل (إنى راحلة)، ولم يهدأ إلا بعد أن شاهدنا مخرج الفيلم عزالدين ذو الفقار يجد حلا يرضيه، القبلة خلف الشجرة، ونحن لا نرى سوى الشجرة.
فى حفل عيد ميلاد الموسيقار محمد عبد الوهاب، اصطحب فوزى مديحة يسرى، وتواجد عبد الحليم وكان قد شاركها بطولة فيلم (الخطايا) وأدت دور أمه، أراد عندما التقاها أن يقبلها على خدها، اعترض فوزى، فقال له عبد الحليم ضاحكا: (دى أمى) رد عليه فوزى: (الكلام ده فى الاستديو فقط).
عماد حمدى لم يمانع- وهو زوج شادية ثم نادية الجندى- فى الأفلام التى أنتجها أى مشاهد بها قبلة، حسن يوسف مع شمس البارودى لم يتحفظ على أى مشهد به قبلة حتى وهو مخرج، رغم أنه كان يقول دائما إنه غيور، وكان يريدها أن تتوقف عن التمثيل مع غيره وتكتفى به، ولكن اعتزلت نهائيا.
عادل إمام أشهر نجم فى جيله مارس تقبيل شفايف النجمات، وزاد من جرعة الركل، على مؤخرات النساء، عندما سألوه قبل نحو 15 عاما لماذا لم تسمح لابنتك بممارسة التمثيل؟، جاءت إجابته: (حتى لا يقبلها أحد على الشاشة)!!.
التعليقات