في إنجاز علمي جديد يعزز فهمنا للكون وظواهره المعقدة، نجح تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) في التقاط صورتين لبداية اندماج مجرتين تبعدان عن الأرض حوالي 326 مليون سنة ضوئية. هذا الكشف الجديد يبرز قدرة التلسكوب على استكشاف أعماق الفضاء باستخدام تقنيات متقدمة، ويقدم نظرة ثاقبة على كيفية تطور المجرات عبر الزمن.
صور مذهلة لاندماج المجرتين
نشرت ناسا يوم الجمعة الصورتين اللتين التقطهما تلسكوب جيمس ويب، حيث أطلق على المجرتين اسم "البطريق" و"البيضة"، وتُعرف المجرتان المختلطتان معا باسم "أرب 142". تظهر الصور وسط ضباب كثيف يتكون من مزيج من النجوم والغاز، مما يعكس اندماجهما البطيء والمعقد. هذا الضباب يشير إلى التفاعل الديناميكي بين المجرتين وما ينتج عنه من تشكل نجوم جديدة ومظاهر كونية مدهشة.
مستقبل اندماج المجرتين
توقعت جين ريجبي، العالمة البارزة في مشروع ويب، أن تصبح المجرتان مجرة واحدة بعد مئات الملايين من السنين من الآن. وأوضحت أن الاندماج هو طريقة شائعة تتكون بها المجرات وتنمو بمرور الوقت، مشيرة إلى أن مجرتنا درب التبانة قد تكونت من اندماج مجرات أصغر على مر العصور.
أهمية الاكتشاف
هذا الاكتشاف يسلط الضوء على كيفية تطور المجرات ويعزز فهمنا للتفاعلات الكونية التي تؤدي إلى تشكيلها. وأكد مارك كلامبين، مدير قسم الفيزياء الفلكية في مقر ناسا، أن هذه المجرات المبكرة كانت أكثر ضخامة وإشراقًا مما كان متوقعًا، مما يثير تساؤلات جديدة حول كيفية نموها بهذه السرعة. وأشار إلى أن تلسكوب ويب، الذي يعد أكبر وأقوى تلسكوب ذهب إلى الفضاء، يمكنه التقاط ضوء الأشعة تحت الحمراء، مما يتيح رؤية أوضح للأجسام البعيدة في الكون.
تلسكوب ويب: تقنية متقدمة لرؤية أبعد
تلسكوب جيمس ويب صُمم ليكون أكثر حساسية من سلفه تلسكوب هابل الفضائي، الذي ما زال يعمل أيضًا. بينما ينظر هابل إلى الكون أساسًا في أطوال موجية ضوئية وفوق البنفسجية، يركز ويب على الأشعة تحت الحمراء. هذه الخاصية تمنحه القدرة على اختراق الغبار الكوني والكشف عن تفاصيل جديدة لم تكن ممكنة من قبل، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهمنا للكون وتاريخه.
إن التقاط تلسكوب جيمس ويب الفضائي لصور اندماج مجرتين يبعدان 326 مليون سنة ضوئية يعد خطوة كبيرة نحو فهم أعمق لعمليات تشكل وتطور المجرات. من خلال هذه الصور، يقدم ويب دليلاً على التفاعلات الكونية التي تؤدي إلى تكوين مجرات أكبر وأكثر تعقيدًا، ويساهم في تعزيز معرفتنا بالكون وظواهره. بفضل تكنولوجيته المتقدمة، يواصل تلسكوب ويب استكشاف أعماق الفضاء، مقدماً رؤى جديدة تثري العلم والفلك وتدعم الأبحاث المستقبلية في هذا المجال.
التعليقات