تشكل تلوث الهواء في الأماكن المغلقة تحدياً كبيراً للصحة العامة، حيث يمكن أن تؤدي الملوثات إلى مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية. وفي خطوة مبتكرة لمعالجة هذه المشكلة، قامت شركة "نيوبلانتس" الفرنسية الناشئة بتطوير نبتة معدلة بالهندسة الحيوية تُسمى "نيو بي إكس"، والتي تملك قدرة فائقة على تنقية الهواء الداخلي.
قدرات النبتة "نيو بي إكس"
وفقاً لمؤسس الشركة، ليونيل مورا، فإن نبتة "نيو بي إكس" تعادل قدرة 30 نبتة منزلية عادية من حيث قدرتها على تنقية الهواء. لا تقتصر وظيفتها على التقاط بعض الملوثات الضارة في الأماكن المغلقة، بل تزيلها وتعيد تدويرها. هذه النبتة يمكنها التعامل مع بعض أخطر الملوثات الموجودة في الهواء الداخلي، مما يجعلها حلاً مثالياً للأماكن التي تتطلب نقاءً عاليًا للهواء.
التقنية المستخدمة لنبتة نيو بي إكس
النبتة "نيو بي إكس" لا تعمل بمفردها؛ فهي تأتي مع عبوات مسحوق تحتوي على ميكروبيوم، وهو عبارة عن سلالة بكتيرية تستعمر جذور النبتة وتربتها وأوراقها. وأوضح الباحث باتريك طربيه أن هذه البكتيريا تمتص المركبات العضوية المتطايرة لتنمو وتتكاثر، مما يساهم في تنقية الهواء بشكل فعال.
السوق المستهدف لنبتة نيو بي إكس
بدأت شركة "نيوبلانتس" ببيع منتجاتها في الولايات المتحدة، حيث يُعتبر السوق الأمريكي واعداً نظراً لاستخدام الكثير من الأميركيين أجهزة تنقية الهواء على نطاق واسع. تعتبر هذه الخطوة بداية لمجموعة كبيرة من النباتات المعدلة وراثياً التي تهدف إلى تنقية الهواء ومعالجة المشكلات البيئية الأخرى.
المستقبل والطموحات لتطوير النباتات
تخطط "نيوبلانتس" لتطوير نباتات معدلة وراثياً يمكنها تنقية الهواء بنفسها دون الحاجة إلى الميكروبيوم. تطمح الشركة إلى أن تكون هذه النباتات جزءاً من حلول أكبر لمعالجة المشكلات المرتبطة باحترار المناخ. من خلال تعديل النباتات لتقوم بمهام بيئية محددة، يمكن أن تكون "نيوبلانتس" في طليعة الابتكارات البيئية التي تساهم في تحسين جودة الحياة والبيئة.
استخدام الهندسة الحيوية
نبتة "نيو بي إكس" ليست مجرد خطوة نحو تحسين جودة الهواء الداخلي، بل تمثل أيضاً تقدماً كبيراً في استخدام الهندسة الحيوية لمواجهة التحديات البيئية. مع استمرار الأبحاث والتطوير، قد نشهد في المستقبل القريب استخدامات أوسع وأعمق لهذه التكنولوجيا في مجالات متعددة تتعلق بالصحة العامة والبيئة.
التعليقات