تبدأ بالصمت، لتتسلل نسماتٌ خفيفة، حاملةً معها شعورًا غريبًا بالانعزال. شعورٌ يدفعك إلى إغلاق كل بابٍ وشباك، حابسًا العالم الخارجي بعيدًا.
لتتسلل لا رغبة في التواصل، لا فضولٍ لمعرفة ما يجري، فقط صمتٌ مطبق يلفّك كعباءةٍ دافئة.
صمتٌ يهمس لك بضرورة الحساب، محاسبة النفس على تقصيرها، على تشتتها، على شعورها بالتيه.
يليها الرفض لتصبح فكرة إقناع الآخرين بآرائك عبئًا ثقيلًا على كاهليك.
ترفض الدخول في أي جدال عقيم، تدرك أن بعض العقول مغلقة بإحكام، وأن أفكارك لن تجد طريقها للضوء.
لترفض الزحام الكاذب فتصبح الزحمةُ عبئًا على روحك، زحمةٌ من الوجوهِ المُتكررة، من العلاقاتِ الجوفاء، من الكلماتِ الفارغة.لتجدك وحيدًا وسط الجموع، تُحيط بك الأجساد، بينما تُحاصر روحك في زنزانةٍ من العزلة.
هنا تُقرر أن تتقبل أبسط الحلول، لا داعي للبحثِ عن المعقد، لا داعي للنضالِ في معاركٍ خاسرة.
كل ما تريده هو أن تتجاوز، أن تترك الماضي خلفك، وأن تُبحر نحو مستقبلٍ جديد.
حيث تجد نفسك تبدأ رحلة استعادةِ نفسك، تلك النفس التي ضاعت وسط المتاهاتِ الكبيرة.تُعيد اكتشاف شغفك، تُنير دواخلك، وتُطلق العنان لإبداعك.
لتدرك أنك لستَ بحاجةٍ إلى أيّ أحدٍ بقدر ما أنتَ بحاجةٍ إلى نفسك.تُصبح صوتك الداخلي، تُصبح رفيقك المُخلص، تُصبح مُخلصًا لنفسك ولأحلامك.
رحله الصمت طويلة. رحلة تُعلمك أن تُحِبّ نفسك، أن تُقدّر ذاتك، وأن تُصبحَ أقوى واقوى..
التعليقات