صدر للشاعر اللبناني بلال المصري مجموعة شعرية جديدة بعنوان: يسحق رأسه بحجر الذكريات (ونصوص أخرى) ضمن “إشراقات” سلسلة تقدم أصواتاً شعرية عربية، اقترحها ويختار نصوصها أدونيس. وهي سلسلة “مُغلقة”، تصدر عن “دار التكوين” خلال فترة زمنية محدودة، قد لا تتعدى السنة الواحدة. بإشراف: أرواد إسبر.
وصمم الغلاف الفنان أحمد معلا وهو مصمم غرافيكي ومصوّر، تجمعه بالشعر وشائج ومَرَاسٍ.في حماسه لهذه التجربة، اقترح العودة الى التربيعة الأولى، إلى الحد الادنى الأكثر تقشفاً لصياغة شخصية غرافيكية لأغلفة مجموعات شعرية. شطرنجية محكمة، تتهندس في المخيلة لترسم أسماء الدواوين والشعراء، وتتحرك الحروف واتصالاتها او انتقالاتها بما يتناسب والفضاء المتاح، أو بما يمليه التفنن في تشكيل جسد الكلمة.
وتنشر السلسلة بمنحة خاصة من مؤسسة غسان جديد للتنمية. وستشمل السلسلة، نحو 30 اسما، وسيحتفى بهذه الأسماء عند اكتمال السلسلة، عبر مجموعة من الفعاليات والأنشطة، كما سيتم إصدار مختارات من المجموعات المنشورة باللغتين الفرنسية والإسبانية.
أدونيس
عن هذه السلسلة يقول أدونيس:
“سفرٌ يخلص الشعر من الثنائية الثقافية التقليدية: الجسد/الرّوح، ويفتح فضاء الكينونة التي لا تتجزأ. تفكّر وتكتب فيما تحسّ وتحلم وتتخيل. وتُحسّ وتحلم وتتخيّل فيما تفكر وتكتب: ذلك هو أفق المشروع الذي تجسّده هذه السلسلة من المجموعات الشعرية، والتي تظهر، اليوم بعد مشقّةٍ طويلة.
هكذا سيرى القارئ، القارئ الخلّاق، أن القصيدة في هذا الأفق حقلٌ غنيّ متنوّع الطاقة، وأن الكلماتِ كائناتٌ حيّة، وأنّ الشعر يغيّر العالم يخلق علاقاتٍ جديدة بين الكلمات والأشياء تخلق بدورها لهذا العالم صورةً جديدة: جمالاً آخر، وحُبّاً آخر، وعمقاً آخر، وحقائق أخرى.
سيرى شعراً يتخطٌى الانفعال العاطفيّ البسيط أو السّاذج، الذي يوصف به، عادةً، الشعر الذي تكتبه المرأة. ويُسمّى عادةً “الشعر النسائي” الانفعالي العاطفي، تمييزاً له عن الشعر الذكوري الذي يوصف بالقوة أو المتانة أو الفحولة. وهذه، في العمق، صفات تجيء من “المجتمع”، من خارج الشعر، لا من الشعر نفسه، بحصر المعنى.
ويمكن، إن كان لا بدّ من الوصف، أن نصف الشعر الذي تقدمه هذه السلسلة بأنه وهّاجٌ، حيويّ، متوقّد، متفجّرٌ وراسخ.
إنه، جمالياً على الأخصّ، باهرٌ وفاتِن. يوقظ المشاعرَ كلّها، ويتيح لأشياء كثيرة نائمة فينا أن تستيقظ وتتحرّك.
هكذا تمثل هذه السلسلة منعطفاً تاريخياً في اللغة الشعرية، وفي القصيدة على السّواء.
بلال
ينهض هذا المنعطف على مبدأين:
الأول، الاستبصار في الجسد، والإيغال في التعرّف على أحواله، كشفاً عنها وعن آفاقها، الثاني، الكتابة في هذا الضوء، وفي معزل كامل عن الثقافة السائدة في وجهيها: الاستعادي – التقليديّ، الآتي من الماضي التقليدي، والاستعاري – التقليدي أيضاً الآتي من الخارج الأجنبي، عبر الترجمة، على الأخص.
نُشر طبقاً لبروتوكول النشر الدولي مع مجلة "آسيا إن"
التعليقات