"ضربوا الأعور على عينه قال.. خربانة!! خربانة!!" مثل مصري قديم
إذا كان العالم كله الآن فجأة قد أصبح تحت صفيح ساخن..
ولست في حل من ذكر كل النيران المشتعلة أو التي يعاد إشعالها من جديد على حسب الاحتياج أو.. إطفائها -عن عمد على ما أظن -.. فنشرات الأخبار ووسائل التواصل مكتظة وتكاد تنفجر بها ومنها...
فاذا كان العالم كذلك الآن.. ولا توجد أى منظمة أو مؤسسة أو قوى عالمية تستطيع إيقافه!!!
وكل شيء يحدث هو لمصلحة طرف ما على حساب طرف أخر وأخر وأخر...و....
فما هي أهمية ما يسمى بالنظام العالمي.. والتكتلات.. والقوانين والدساتير.. الاتفاقيات ...؟؟؟!!!
وإذا كان كل ذلك يصب في اتجاه ومصلحة قوى وحيده تتحكم في انتخاب رئيس أي دولة عظمى في العالم!!!
تحت مبدأ انتقامي تاريخي بحت من كل أجناس العالم منذ بدء الكون إلا جنسهم هم فقط!!!
ماهي فائدة أن أتوافق معهم أو أخضع لهم أو حتى أرفضهم!!؟؟
ففي كل الأحوال أنا الخاسر!!
ولذا فاذا كانت المعادلة صفرية.. وأصبح السؤال الذهبي ما هي جدوى أن أخسر كرامتي وكبريائي؟!!
فهما أخر ما يمكنني الحفاظ عليه كإنسان..
ولذا أطرح الآن لحظة تفكير لكل من تبقى له ذرة عقل في رأسه..
إذا توافقت أو خضعت له.. فانا تابع ولن أربح شيئا..
لأن من منظور من توافقت معه يمكنه الاستغناء عنى نظير منفعته بكل بساطه وفى أى لحظة!!
وأما إذا رفضت..
كنت في مواجهة شرسة مع من هو أقوى منى وأكثر بطشا وتحكما في قوت يومي.. بل وحياتي...!!!
ولذا تصبح الموازنة بين.. هل أموت بكرامتي أم أموت معدوم الكرامة هذا هو السؤال الأهم..
ولكن دعونا أولا نعرف ماهي قيمة ومعنى
"الكرامة"
"الكرامة".. هي حق الفرد في أن تكون له "قيمة وأن يُحترم لذاته"
وأن "يُعامل بطريقة أخلاقية"..
الكرامة هي موضوع ذو أهمية في كل من الأخلاق والأخلاقيات والقانون والسياسة كامتداد لمفاهيم عصر التنوير للحقوق الطبيعية والحقوق القانونية..
وكرامة الرجال هي مبدأ أخلاقي يُقرِر أنّ الإنسان ينبغي أن يعامل على أنّه "غاية في ذاته لا وسيلة"..
وكرامته من حيث هو إنسان "فوق كلِّ اعتبار".
وفى حال منظور الفلسفة والتصوُّف فالكرامة
أمر خارق للعادة غير مقرون بالتحدِّي ودعوى النبوّة
يُظهره الله على أيدي أوليائه..
فيقال: وليٌّ صاحب كرامات..
وتتكون قيمة الكرامة الإنسانية من 4 مفاهيم أساسية هي على الترتيب:
التكريم الإلهي للإنسان كرامة وجودية..
فلكل إنسان كرامة لمجرد كونه إنسانا
"لا يمكن انتزاعها ولا الانتقاص منها"
كرامة لكونه مكلفا برسالة ومهمة حضارية لعمارة الكون
وسيدا على كل المخلوقات.
وهذا هو المقصود "بقيمة الكرامة"
ان الإبحار في معنى الكرامة يطول.. وعلى الرغم انها تبدو كلمة ذات معنى رمزي في حياتنا اليوم.. وربما لا يقاس لها أى وزن أو قيمة على الأرض..
لكنها تتجلى اليوم في "نقيض معناها" ...
نعم.. انظر حولك في "نقيض معنى الكرامة"...
ستعرف على الفور قيمتها الحقيقية..
ومن المعجم أتيك بضد كلمة الكرامة..
وأرجوك عندما تقرا كل صفة من تلك النقائض..
ارسم صورة بصرية سريعة لمعنى تلك الصفة على أرض الواقع اليوم.. وستتعلم بسرعة البرق
قيمة الكرامة..
...فلنبدأ
ما هو ضد كلمة كرامة؟
أضداد كَرَامَة (اسم):
امْتِهانٌ.. حَقَارَةٌ.. خُضُوعٌ.. ذلٌّ.. سُفُولٌ.. خَساسة.. دَناءَةٌ.. ذُلٌّ مهانَةٌ.. نَذالَةٌ.. هَوانٌ.. وضاعَةٌ.. تَّذَلُّل.. هَوان.. تقفزم..
وأخيرا وليس بأخر اللُّؤْم!!
وأعود لمثلى المصري القديم الذي بدأت به مقالي
فبما أنها "خربانة. خربانة"...
فاسمحوا لى أن أدعو العالم بالتحلي بشيء ما من
" الكرامة الإنسانية"
فمعظم إخواننا.. شركائنا.. أبناء جنسنا البشرى في كل بقاع الأرض الآن بينما أكتب هذه السطور..
تنتهك كرامتهم في كل لحظة نتنفس فيها..
ودعوني أقولها للقاصي والداني
خاصة إلى من يريد أن ينضم الى
فريق القوة والسطوة والبطش العالمي الآن
"القوة تفنى.. أما الكرامة فتبقى"
وعلى رأى الفنان العظيم "دريد لحام" في أحد أهم مسرحياته
للكاتب العظيم "محمد الماغوط"..
فى مسرحيته الرائعة “كأسك يا وطن"
حينما سألت روح والده ابنها المخمور
بعد سخريته من كل ما يحدث في وطننا العربى وقلب كل الأحداث من قهر الى نصر-كنوع من التمني الساخر ولا أمل فيه-
مؤكدا لوالده أن كل شيء أصبح ورديا وملائكيا على الأرض
بل أن العرب قد انتصروا على إسرائيل وقذفوا بهم في البحر!!
سأله والده بعد أن اطمئن عليه قبل أن يتركه
" إذا لا أحسبك تريد أى شيء بعد الآن يا بنى "..
فكان الرد مفجعا وقاتلا..
"دخيلك أبى.. والله بدنا شوية كرامه !!"
التعليقات