قال لى طبيبي النفسي مبتسما:
"حبيبي انت تكلم الدولاب.. ما فيش أي مشاكل.. عادى..
لكن أول ما الدولاب يرد عليك ... تجيلي المستشفى على طول!"
كانت تلك إحدى المقولات المشهورة الشارحة والساخرة للأطباء النفسيين خفيفي الظل..
وعلى قدر سخريتها إلا أنها بالفعل حقيقية..
وها أنا ذا أتذكرها وأنا أتابع أحداث ومجازر غزة المأساوية..
وإذا بى وأنا أحملق في التليفزيون مندهشا.. محبطا.. يائسا..
وكلى أمل فقط في رحمة الله سبحانه وتعالى وإذا بي أرفع سماعة التليفون على طبيبي النفسي صارخا:
دكتور.. الدولاب رد عليه!!!!
وإذا بي أستطرد..
والله يا دكتور مش الدولاب بس!!
دا المطبخ والصالون والحمام.. عفش البيت كله رد عليه!!!!
يا دكتور ...مابقتش عارف أعمل ايه؟!
يمكن العفش يكون أعقل أو أحن من اللى بشوفه في التليفزيون!؟
والمشكلة يا دكتور برغم كل اللى بشوفة في التليفزيون التليفزيون نفسه هو الوحيد اللى ما بيردش عليه!!!!!
مابيردش عليه ليه يادكتور؟؟!!!
اشمعنى هو؟؟!!
التليفزيون ما بيردش عليه ليه يادكتورررررر!!؟؟
كله بيرد ... والتليفزيون ما بيردش عليه ليه؟!
الووو .... يادكتور ... رحت فين؟!!!
روحت فين يا دكتور...!!
معقولة يا دكتور.. حتبقى أنت والتليفزيون؟!!
ان كل ما أراه أصبح عبث..
كوابيس لا تصدقها عيناي المفتوحتان عن أخرها..
وأصبحت حالة العجز الشخصي والعالمي بمثابة شلل دماغي رافض لكل الواقع بعد أن سقطت كل أوراق التوت وتعرى كل شيء..
كل شيء!!
.. سقط كل ما أمنا به كبشر "مدنيين.. متمدنين" نعيش داخل قوانين وأنظمة تحمي إنسانيتنا كل هذا انتهى.. إنهار.. فجأة..
تم التضحية بالعالم كله من أجل كيان واحد!!!!
أي مكسب هذا.. وأي خسارة!!!!
التعليقات