تحتضن غزة تلك الأرض التي شهدت الكثير من التحولات التاريخية، مناطق آثرية تروي كل منها قصة تعود لفترات زمنية مختلفة، قبل أن يجتاحها جراد هذا العصر كاره التاريخ الذي لا ينصفه، الاحتلال الإسرائيلي الذي دمر كل شئ جميل كان على أرض غزة الواقعة جنوب فلسطين، ونسردها لكم كالآتي:
كنيسة القديس برفيريوس:
كنيسة القديس برفيريوس في حي الزيتون بمدينة غزة تعد أقدم كنيسة في المدينة، وتم بناؤها في عام 407 م على معبد وثني سابق. أُعيد بناؤها من قبل الصليبيين في القرن الحادي عشر وتجديدها في عام 1856، لكنها لا تزال تحتفظ ببعض العناصر الصليبية. خلال الحرب على غزة في عام 2014، أُستخدمت الكنيسة كملاذ للفارين من القصف الإسرائيلي.
في 19 أكتوبر 2023، تعرضت لقصف إسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر، مما أسفر عن دمار جزء منها وسقوط ضحايا وجرحى.
المسجد العمري:
يُعد الجامع العمري الكبير في غزة أقدم وأكبر مسجد في المنطقة، تم تسميته تكريماً للخليفة عمر بن الخطاب. كان الموقع الحالي معبدًا فلسطينيًا قديمًا، تحول إلى كنيسة بيزنطية ومن ثم تحول إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي. تعرض للدمار جراء الزلازل والصراعات، لكنه تمت إعادة بناؤه بواسطة العثمانيين في القرن السادس عشر. تأثر بالحروب والزلازل، وفي عام 1925 تم ترميمه، ولا يزال نشطًا حتى اليوم.
وفي 19 نوفمبر 2023، تعرض لقصف إسرائيلي أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه، وتكرر الهجوم في ديسمبر 2023 مما أسفر عن دمار إضافي.
قصر الباشا:
قصر الباشا في غزة، يعتبر النموذج الوحيد للقصور المتبقية في المدينة، وقد بُني في العصر المملوكي في زمن السلطان الظاهر بيبرس. كان مقرًا لنائب المدينة في العصرين المملوكي والعثماني، وتحول إلى مدرسة في فترات لاحقة. يُطلق عليه العديد من التسميات التاريخية، وتشير إلى مراحل مختلفة من تاريخه، وقد تم تحويله إلى متحف من قبل وزارة السياحة والآثار في وقت لاحق. يحتفظ القصر بقيمة معمارية كبيرة ويعكس الطابع الإسلامي في هيكله. يحوي المتحف الحالي على مئات القطع الأثرية التي تمثل عدة عصور، من اليونانية والرومانية إلى الإسلامية، مما يجعله مكانًا هامًا لفهم التاريخ والثقافة في المنطقة.
تعرض قصر الباشا العريق إلى أضرار كبيرة بعد قصف إسرائيلي لحي الدرج.
بيت السقا:
بيت السقا يجسد ملامح غزة القديمة، أعيد ترميمه عام 2014 ليتحول إلى مركز ثقافي، ويعتبر من أقدم البيوت، ويعود تاريخ بنائه إلى 400 عام، وتبلغ مساحة البيت 700 متر.
بيت السقا الأثري بغزة - إذاعة صوت الغد" src="https://sawtelghad.net/news/wp-content/uploads/2023/12/downloaded-image-2.png" />
قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي بيت السقا الأثري داخل حي الشجاعية شرق مدينة غزة وتم تدمير البيت بالكامل، يوم 10 نوفمبر.
مبنى الأرشيف المركزي:
أعلنت بلدية غزة، أن قصف الاحتلال الإسرائيلي لمبنى الأرشيف المركزي تسبب بتدمير وحريق كبير في المبنى في المقر الرئيس للبلدية في ميدان فلسطين وإعدام آلاف الوثائق التاريخية التي توثق مبني المدينة ومراحل تطورها العمراني.
وأفادت البلدية، في بيان صحفي، أن الاحتلال تعمد قصف المبنى وإعدام الوثائق بهدف إدخال المدينة في حالة من الفوضى وتدمير كل ما يرمز إلى تاريخ المدينة وحضارتها لاسيما أن الأرشيف يضم وثائق تاريخية يزيد عمرها عن 100 عاماً.
أدى قصف إسرائيل لمبنى الأرشيف المركزي يوم 23 نوفمبر، إلى تحويل جزء كبير من الوثائق لرماد.
ميناء البلاخية:
ميناء البلاخية أو الأنثيدون الأثري في شمال غرب مدينة غزة يُعتبر موقعًا أثريًا هامًا، بني في عهد الكنعانيين قبل 800 عام قبل الميلاد، ويُعدّ أحد أهم المعالم الأثرية في المنطقة. خلال التنقيبات، اكتشفت بقايا أول قصر تحت الأرض في العالم، وكشفت البعثة الفرنسية عام 2013 عن جدران، برج استعمل كمنارة، ولوحات جصية، وقطع ذهبية، وقبر للقديسة هيلانا.
تأثرت المنطقة بالنزاعات بين السلوقيين والبطالمة، واستمرت الحروب حتى تزاوجت الأسرتين. غزاها الإمبراطور الروماني مومبيوس بعد الانقسام، وأعلن انتصاره من ميناء الأنثيدون، مما أدى إلى سيطرة الرومان على مصر وبلاد الشام.
تزدهر غزة في العهد المسيحي، وأصبحت مركزًا تجاريًا بين آسيا وإفريقيا، وسُميت بـ "سيدة البخور والعطور". كانت المدينة محطًا لقوافل التجارة التي تجتاح البحر الأبيض المتوسط، وكانت توفر مكانًا للتجارة والثقافة في ذلك الوقت.
أُدرج على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي عام 2011، ودمره الاحتلال خلال عدوانه على غزة بعد 7 أكتوبر.
التعليقات