أندريه أناجنستوس رايدر :
مؤلف موسيقي يوناني مصري، ولد في اليونان في عام 1908، وعاش معظم حياته في مصر وعمل كمؤلف موسيقي للأفلام المصرية، حيث ألف الموسيقى لأفلام دعاء الكروان، نهر الحب، غروب وشروق، اللص والكلاب، الرجل الثاني، وبلغت عدد الأفلام التي وضع موسيقاها 61 فيلمًا، واعتمد كملحن باﻹذاعة المصرية.
وبجانب السينما عمل موزعا موسيقيا مع عدد كبير من المطربين منهم أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبد الحليم حافظ وفايزة أحمد.
كما كان أندريا رايدر صديق لمجموعة من الفنانين ، اشهر إسلامه ثم حصل على الجنسية المصرية.
أندريا رايدر بدأ حياته الفنية عازفا على آلات موسيقية مختلفة أهمها الترومبيت والأكورديون والبيانو ضمن فرقة صغيرة (أو كومبو كما يصطلح عليها الموسيقيون) تعزف في الملاهي الليلية أو المسارح "التياترو" والصالات المنتشرة في ذلك الوقت.
ومن هنا بدأت معرفته بعالم الموسيقى والأفلام وشارك في عزف بعض أغاني الأفلام خاصة التي لعبت بطولتها ليلى مراد مثل فيلم "عنبر" 1948 وأن الصولو الشهير للترومبيت الذى مثله أنور وجدي في اسكتش "اللى يقدر على قلبي" كان لأندريا رايدر.
إنتاج رايدر فى مجال موسيقى الفيلم المصري يقترب من سبعين فيلما أغلبها كتب فيها الموسيقى منفردا.
وبعضها بالمشاركة مع كل من فريد الأطرش وعبد الوهاب؛ وهناك عدد قليل من الأفلام التي قام فيها بالتوزيع الموسيقى للاغاني أو للموسيقى التصويرية والذي يتسع في حالته لصياغة الشكل النهائي للموسيقى وقد تعددت موضوعات الأفلام التي كتب موسيقاها ما بين الدراما الاجتماعية والرومانسية الشاعرية والكوميدية وأفلام الحركة والموضوعات السياسية والفانتازيا الخيالية إلى جانب الأفلام الاستعراضية الغنائية.
كما كانت له تجارب محدودة في مجال الأفلام التسجيلية مثل "الطوق" و"أنشودة وداع". وقد يكون النوع الوحيد الذي لم يعالجه رايدر هو الأفلام التاريخية وخاصة الدينية منها.
وفي كل هذه الأنواع استطاع أن يطوع مفردات لغته الموسيقية لتلائم موضوع الفيلم والأحداث الدرامية فيه.
مرحلة النضج الموسيقى بدأت مباشرة مع فيلم "الحياة الحب" الذي يمكن اعتباره البداية الحقيقية له في هذا المجال، وخلالها تطور أسلوب رايدر بتعامله مع الفيلم كوحدة درامية لها بناء متماسك يحاول أن يجد له قرينا موسيقيا يصاحبه وبالتالي فيكون المحتوى الموسيقي؛ الذي يبدعه قائما على بناء موسيقي متماسك يستقيه من البناء الدرامي للفيلم.
وقد امتدت هذه المرحلة تقريبا من منتصف الخمسينيات حتى منتصف الستينيات، وخلالها وصل رايدر لقمة النضج عام 1959 في بعض أفلامه مثل "دعاء الكروان" و"حسن ونعيمة" و"الرجل الثاني" و"بين الأطلال" .
واستمر في تناول أسلوبه الموسيقي في هذه المرحلة التي تميزت بقدرته على إحداث التوازن بين أدوات الموسيقى الغربية التي أصبحت مطلبا لدى صناع الفيلم ومرادا عند الجمهور وبين ملامح ومميزات الموسيقى الشرقية .
في هذه المرحلة كانت أدواته الموسيقية الغالبة ترتبط بالموسيقى الفنية الغربية أو الكلاسيكية سواء في طريقة تناوله أو في اللون الصوتي المستخدم أو أسلوب التوزيع.
وخلال منتصف الستينيات تركت أعماله الفنية أثرا مباشرا على السينما المصرية انعكست بوضوح على موسيقى الفيلم التي بدأت تخرج من رومانتكيتها للغة أكثر معاصرة سواء في لونها الصوتي ؛(الآلات المستخدمة) أو تكوينها (أو تكوينها) اللحني أو الإيقاعي تميز رايدر من التعبير عن حالة البطل أو البطلة في كل مرأى للفيلم، وان يقوم بتغيير ذلك إلى موسيقى تصويريه تترك انطباعا دائما في نفس المتلقي، رأينا ذلك في مرأى خاتمة الغروب والشروق والنهاية أيضا في فيلم المراهقة ودعاء الكروان وغيرها.
كما قدم مجموعة من الموسيقى التصويرية لأفلام يونانية وصلت إلى ست أفلام منها رياح الحنق وسبيل الأقدار.
أما في مصر فقد قدم لحن زيادة عن ستين فيلما مصريا، وتعد اغلبها من افضل افلام السينما المصرية.
كما سافر لأكثر ضرورة مهرجانات الموسيقى؛ بشأن العالم ممثلا مصر فيها آخرهم في دولة تشيلي ؛وقام بتلحين اشهر الاناشيد الوطنية لمصر وهو والله زمان يا سلاحي.
رحل أندريه رايدار عن عالمنا في يوم خمسة مارس لعام ١٩٧١ عن عمر يناهز الثانية والستين عاما.
التعليقات