أُحيِّي نفسَ الأشخاصِ ونفسَ الجيرانْ
في اليومِ الواحدِ عدَّةَ مراتْ
وبنفسِ الكلماتْ
- أهلا ..
- كيف الحال ..؟
- لم أركم منذُ أسابيع ..!
- كيفَ الصحَّةُ..
- أينَ الأولاد ..
- كيفَ الأحفاد ..؟
هذا ما كنتُ أقولُ ..
وأحيانا لبناتٍ لم يتزوجن
***
آخرُ فيلمٍ أتذكَّرُه الآنَ ..
"حكاية حب" ..
لحليمَ ومريم
آخرُ أغنيةٍ أسمعُها الآن
"موعود"
أو ..
"للصبر حدود"
آخرُ رسمٍ تذكرُه العينان
لوحةُ "جورنيكا" لبيكاسو
و"بناتْ بحري" لسعيد
آخرُ شمسٍ ظهرت في الآفاق
كانت شمسَ السادسِ من أكتوبر
لم أتذكرْ شمسًا أخرى
وقميصي الأزرقُ عندي
مُذْ كنتُ شبابا
لم أذكرْ أني فصَّلتُ قميصًا آخرَ
أو بنطالا
يبدو أن الصورَ التلفازيَّةَ للحربِ
تدمِّرُ أنسجةَ الذكرى
أو عَصَبُونا منها
وملايينُ الشفراتْ
لا تصلُ إليها
أحتاجُ إلى مفتاحِ الذكرى
أتذكَّر ما أرغبُ من أيامٍ حُلوة
أُغلقُ ذاكرتي لو كانتْ مُرة
أزرعُ فيها ألوانَ البهجةِ
أجعلُها تتموَّجُ في عقلي وقتَ أُريدُ
وتعودُ إلى الأعماقِ إذا ما شئتُ
أدعو الجيناتِ الضوئيةَ في أوقاتِ الخُلوة
وأنشِّطُها ..
وألاعبُها ..
وأمازحُها ..
وأهيّجُها ..
كي تكشفَ لي مخبوءًا في المستقبل
هل هذا عرضٌ؟
أم هذا مرضٌ؟
أم أطلالٌ في مخي تتداعى
وحصينُ الذاكرةِ تراءى
أم هي ..
سكتاتُ دماغٍ يتهاوى؟
التعليقات