هناك علاقات تاريخية بين مصر والدول الأفريقية مما يتيح فرص أكبر للتعاون؛ وأن مصر بذلت جهودا كبيرة خلال رئاستها لمجموعة الكوميسا؛ والأهداف ترتكز على دفع معدلات التكامل الاقتصادي، من أجل تعزيز مستوى رفاهية شعوب القارة، بالإضافة إلى تعزيز مقدرات السلم والأمن .
أن مصر طوال تاريخها تهتم بإفريقيا، وتتعامل مع قضايا القارة السمراء على أنها جزء من اهتماماتها الوطنية وهي من أهم مرتكزات السياسة جسرا للتواصل والمصالح المشتركة داخل القارة السمراء.
فمصر ترفع شعار التعاون والشراكة وتنمية حقيقية مع أفريقيا بما يعود بالنفع على شعوب الدول الأفريقية جميعا وليس طرفا معين وهذا هو المحور الأساسي في منهج تعامل الدولة المصرية.
مصر تسعى جاهدة للتواجد بقوة في أفريقيا بعد سنوات طويلة من الإهمال، وبالتالي تتطلع بشكل مستمر لزيادة حجم الاستثمارات المتبادلة مع دول القارة.
جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي في منطقة الجنوب الأفريقي تأتي في إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة ومواصلة تعزيز علاقاتها مع دول القارة في مختلف المجالات عن طريق تدعيم التعاون المتبادل على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إلى جانب الأولوية المتقدمة التي تحظى بها القضايا الأفريقية في السياسة الخارجية المصرية.
والجولة ناقشت التركيز على عدد من الملفات البارزة على رأسها بحث مستجدات الأزمات بالقارة والوضع في السودان، إضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري.
جولة الرئيس السيسى الأفريقية عقدت سلسلة من المباحثات الثنائية مع زعماء الدول الأفريقية الشقيقة، بهدف بحث آليات تعزيز أوجه التعاون الثنائي مع مصر.
وكيفية التعامل مع مشاغل القارة الأفريقية، ومناقشة مستجدات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التعاون لبلورة أطر العمل الأفريقي المشترك بهدف دفع عملية التنمية وتعزيز الاندماج الاقتصادي في القارة.
تأتي الجولة في إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، في ظل ما يضعه الرئيس من أولوية خاصة للبعد الإفريقي والحرص على ترسخ مكانة القارة.
كإحدى أهم دوائر السياسة الخارجية المصرية، بما يدفع جهود التنمية الوطنية والإقليمية الإفريقية وفقا لأجندة إفريقيا 2063 ويرسخ دور مصر المحوري في دعم مسار البناء والإعمار وتوحيد الجهود من أجل مستقبل أفضل.
الزيارة بحثت أفق التعاون مع دول أنجولا وزامبيا وموزمبيق سواء في مجال التبادل التجاري والمشروعات المشتركة، إذ تنفذ مصر عددا من المشروعات في "لواندا"، وتسعى لزيادتها.
والرئيس السيسي أعاد العلاقات المصرية القوية بدول إفريقيا، وأن ازدهار إفريقيا يكون بالتكامل الاقتصادى؛ ومصر دائما ما تتحدث عن المشاكل الإفريقية في كل المحافل الدولية.
أن مشاركة الرئيس السيسي خلال زيارته العاصمة الزامبية "لوساكا"، في أعمال القمة الثانية والعشرين للسوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقي "كوميسا"، تستكمل رؤية الدولة المصرية في حرصها الدائم على تسخير إمكاناتها وخبراتها لدفع عجلة العمل الإفريقي المشترك لآفاق أرحب وتحقيق مردود ملموس من واقع الاحتياجات الفعلية للمواطن الإفريقي
من خلال التأكيد على استعداد مصر لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون المشترك فيما حققته من طفرة على مستوى البنية التحتية والطرق ودعم مسيرة البناء؛ وأهمية دفع التكامل الاقتصادي والاستثمارى والصناعى والزراعى.
في ظل ما فرضته الأزمة الاقتصادية العالمية من تحديات تستلتزم تنمية التجارة والاستثمارات البينية
وهو ما يعكس الاهتمام البالغ من قادة إفريقيا لتحقيق المزيد من التكامل عبر تعاون حقيقي يقوم على المصلحة المشتركة لجميع الشعوب، والتغلب على التحديات التي تفرضها الظروف الدولية.
وكان الرئيس السيسي قد أطلق - لدى تسلمه رئاسة الكوميسا في نوفمبر من العام 2021 - خطة عمل متوسطة تهدف إلى تعميق التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء.
بما يتماشي مع اتفاقية منظمة التجارة الحرة الإفريقية، الأمر الذي يسهم في تعظيم قيمة الموارد الطبيعية والبشرية الإفريقية، بما يجعلها قادرة على خلق بيئة جاذبة للاستثمار والتنافس.
ومنذ إنشاء منظمة الكوميسا في ديسمبر عام 1994، خلفا لمنظمة التجارة التفضيلية المنشأة عام 1981، تعمل المنظمة على إلغاء القيود التجارية فيما بين دول التجمع، تمهيدا لإنشاء وحدة اقتصادية للمنطقة.
وذلك بهدف دفع عجلة التنمية المشتركة في مختلف المجالات، والتوصل إلى النمو المتواصل والتنمية المستدامة وايجاد بيئة مواتية للاستثمار المحلي والأجنبي.
وهو ما تحرص عليه مصر بقيادة الرئيس السيسي، الذي يعتبر قادة القارة الإفريقية، قيادته للكوميسا - وحضور مصر المؤثر في ظل قيادته - أرضية قوية يمكن البناء عليها لتحقيق أهداف الجماعة الاقتصادية الإفريقية وتعميق مفهوم المصالح الاقتصادية المتبادلة.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن تولي مصر - بقيادة الرئيس السيسي - قيادة الكوميسا وما تم تقديمه من تسهيلات وما طرحه الرئيس السيسي من برامج ومبادرات، أسهمت في زيادة قيمة الصادرات المصرية إلى دول التجمع بنسبة تقارب 11% منذ عام 2021، فيما ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين مصر ودول الكوميسا لتصل إلى 3ر5 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 4ر4 خلال عام 2021.
فالجولة الرئاسية تشمل المستجدات الاقليمية ذات الاهتمام المشترك، وهناك أولوية تحظى بها القضايا الافريقية في السياسة الخارجية المصرية.
وشهدت الجولة توافقا مصريا مع زعماء أنجولا وزامبيا وموزمبيق وكذلك كينيا ومالاوي اللذين التقاهما على هامش قمة الكوميسا
وتوافقا في الرؤى حول القضايا الأفريقية والدولية ذات الاهتمام المشترك وضرورة حل وتسوية النزاعات.
التعليقات