بعيدًا عن نضال مذيعة (بلوك - بلوك - بلوك) رضوى الشربينى للقضاء على العنف بكل صوره وأشكاله ضد ست الدار وسيدة القصر (المرأة) وأبعد ما يكون عن مؤازرة مذيعة (الصوت الصيفى والصوت الشتوى) ياسمين عز للفرعون الكبير والصغير (الرجل)، أملًا فى إعطائه كل الامتيازات من كافة الجهات، هناك يا سادة قيم ومبادئ أخلاقية مرسخة فى الوجدان المصرى القديم من سالف العصر والأوان، وما نشاهده الآن فى عصرنا الحالى من مظاهر تعدٍّ وتجاوز وخلل أسرى واجتماعى هو مجرد عنصر دخيل علينا لا جذور له؛ لأن أصلنا الطيب المتوازن غلَّاب وغالب للسلام النفسى فى نهاية الأمر.
تعالوا معى نتأمل بعض نصوص لعقود زواج فرعونية ووصايا للزوج والزوجة فى حُسن المعاملة واستقرار العشرة وحتى فى حالة الانفصال كيفية التفاعل باحترام وتقدير للطرفين.
فالوصايا للزوج كالآتى: لا تكن وقحًا مع زوجتك وهى تدير منزلك وترعى صغارك بتفانٍ، كن قدوة لهم فى معاملتها ومصدرًا للسلام النفسى والسعادة الأسرية، لا للسيطرة عليها؛ فهى الكاهنة، ولا للقسوة معها؛ لأنها زهرة اللوتس، من خلال التفاهم الودى سيتحقق الانسجام الكامل، تحكم فى وتيرة الغضب تجاه الأمور والمواقف ولا تدعها تلومك وترفع يدها إلى الله تشكو إليه فيستجيب لها، افتح لها ذراعك بحفاوة وتكلم بيسر وأظهر لها حبك الخالد، تعامل معها كشريك كامل الأهلية ولا تنس أن هناك ملكات حكمن البلاد مثل حتشبسوت الآمرة، وكيلوباترا الناهية، ونفرتيتى العظمى زوجة أخناتون، ونفرتارى محبوبة رمسيس الثانى التى بنى لها معبد أبو سمبل الصغير وأيضًا إيزيس الإلهة الأم، والدور المخلص الذى لعبته مع زوجها أوزوريس فى معاركه من أجل إنقاذه عندما قطع الإله ست جسده وصار أشلاء وذهبت هى ولملَمت الأجزاء المتناثرة وضمتها معًا وأعادت له الحياة كما دافعت عن ابنها حورس الوريث الشرعى وخاضت نضالًا قويًّا من أجله، لذا اعتنِ بها دائمًا؛ فهى الحبيبة والأم والأخت والصديقة لك.
أما وصايا الزوجة فهى كالآتى: لا تكونى متعجرفة مع زوجك وهو عائد إلى المنزل من بعد عناء، كونى مثالًا لبناتك فى معاملته بالرفق والحنان ومصدرًا للرعاية والعناية النفسية والبهجة العائلية، لا تكثرى الكلام فى غير أوقاته، ولا تلوذى بالصمت حين يطلب منك المشورة، تعلمى الإصغاء لما يقول والتشجيع لما يفعل والاحتواء دومًا وأبدًا، وهذه كلها لها مفعول السر أكثر من التعويذة، اتركى له مساحة للتأمل ومسافة لتفريغ شحنات الغضب وسيعود إليك منتصرًا على ذاته دون أعباء، لا تنسى أنه يقود سفينة الحياة متحملًا مسؤولية كل الأفراد فى مواجهة المجهول، إنه طفلك الأكبر الذى يبحث عن الطمأنينة والسكينة فى ملامحك، والبيت هو واحة الراحة بعيدًا عن صراعات الخارج، لا تجعلى هذه الواحة ساحة للمعارك فتصبحين عدوًّا له، إنه ينتصر فى الحياة من أجلك ورغبة فى استقرارك فكونى جنبًا إلى جنب معه فى رحلته، إنه الأب والأخ والحبيب والصديق لك.
وهنا يظهر للعالم أجمع كيف اتحد الفراعنة مع مفاهيم الحق والعدل والجمال بدلًا من العنف والعدوان وحتى فيما يختص بأمور المهر والمقدم والمؤخر وضمانات الطلاق المادية والإرث الشرعى كانوا فى غاية الاحترام، ففى عقد الزواج يبدأ الرجل نص الالتزام قائلًا: «إننى اتخذتك كزوجة وأعطيك قطعة نادرة من الفضة كهدية للرباط المقدس وأربعة مكاييل من القمح يوميًّا ومقدارًا كافيًا من الزيت شهريًّا ومالًا وفيرًا مقابل طعامك وملابسك كل يوم وكل شهر وكل عام، وإذا تخليت عنك لأنى أكرهك أو تزوجت بأخرى سأعطيك خمس قطع من الفضة كتعويض وأمنحك نصف ممتلكاتى التى ادخرناها معًا والنصف الباقى سيكون لأبنائى»، أما إذا طلبت هى الطلاق لأنها تكرهه ففى هذه الحالة تتنازل عن نصف ممتلكاتها التى استمدتها منه أثناء الزواج وتسترد فقط ممتلكاتها التى أحضرتها من إرثها عن أجدادها ولها مطلق الحرية فى القوام عليها أو منحها لأبنائها، ورغم الطلاق يستمر الرجل فى دفع حصص الإعاشة لزوجته السابقة وصغاره منها شهريًّا، وفى حالة توزيع الأملاك بين الأبناء فليس لهم الحق فى البيع أو الشراء أو القيام بأى شىء إلا بموافقتها.
هذه كانت الأحوال الشخصية أيام الفراعنة... إزى الحال عندكم؟!.
التعليقات