يوم الشهيد هو يوم مميز حتى وإن كان مجرد يوم يتم فيه استذكار الشهيد إلا أنه شيء عظيم؛ لأنه يوم يعيد ذكرى الشهيد البطل، ويخلد ما ضحى به من غال ونفيس في سبيل أن نعيش اليوم بأمان.
ففي هذا اليوم تعم الأرجاء مظاهر الاحفالات المختلفة، وتختلط مشاعر الفرح، والحزن، والفخر والاعتزاز؛ وقال الشاعر:
فتنت روحي يا شهيد ** علمتها معنى الصمود
تحدد العديد من الدول يوما تسميه يوم الشهيد، وتجعله يوما احتفاليا لتقدير الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لينعم الوطن بالأمن والاستقرار، فيفخرون بالشهيد من خلال ذكر مآثره.
بالإضافة إلى عبارات امتنان وشكر للشهداء الذين نالوا الشهادة للدفاع عن ثرى وطنهم، فلولا تضحية الشهداء لضاعت الأوطان، حيث تدفع تلك الاحتفالات المواطنين لاتخاذ هؤلاء الشهداء قدوة لهم ولأبنائهم.
تختلف مظاهر الاحتفال بيوم الشهيد التي تخصصها كل دولة للاحتفال بشهدائها، لكنهم يشتركون في مظاهر الفخر والاحتفال بهم، فيخرج الناس في هذا اليوم حاملين الورود البيضاء والأكاليل، ويقوموا بكتابة أسماء الشهداء على لافتات تخليداً لهم، وإحياء لذكراهم.
ويتم أيضا إكرام أهل الشهيد من خلال تقديم المساعدات النقدية والعينيّة لأسرته، فيما تقوم أجهزة الدولة أيضا بالاحتفال بهذا اليوم من خلال بيان أهمية ذلك اليوم، ووضع الأناشيد التي تتغنى بشجاعة الشهداء.
وتعظيم أهاليهم، وإقامة اللقاءات مع المسؤولين للتحدث عن فضل الشهيد، بالإضافة إلى إقامة الاحتفالات في المدارس والجامعات لتعريف الأجيال بالشهداء.
كما تتم تسمية بعض الشوارع والميادين بأسماء الشهداء لتخليد ذكراهم، فيما كرمت بعض الدول الشهداء من خلال إقامة الصروح لهم
وبشر الله الشهداء بالجنة والمغفرة في كتابه العزيز في أكثر من موضع، فقال تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون).
وهذا يدل على أن روح الشهيد تبقى خالدة لا تموت، فمن يضحي بنفسه في سبيل وطنه يغفر له الله ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخر، ومن يخرج في سبيل الله لا يطمع بالحصول على سمعة أو رزق لأنّه على يقين أن ما عند الله خير وأبقى، وأن الدنيا آخرها للزوال لا بد أن تكون الجنة جزاءه.
تحيي مصر يوم الشهيد الذي يوافق التاسع من شهر مارس من كل عام، حيث يأتي الاحتفال بهذا اليوم اعترافا بجميل وفضل شهدائنا الأبرار، وهو ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض في عام 1969.
وتعود قصة استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض، حين توجه للجبهة في اليوم الثانى لحرب الاستنزاف ليتابع بنفسه نتائج قتال اليوم السابق، وليكون بين أبناء قواته المسلحة في فترة جديدة تتسم بطابع قتالى عنيف ومستمر لاستنزاف العدو.
وأثناء مروره على القوات في الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، أصيب الفريق رياض إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران وفارق الحياة خلال نقله إلى مستشفى الإسماعيلية، وخرج الشعب بجميع طوائفه في وداعه مشيعين جثمانه بإجلال واحترام ممزوجين بالحزن العميق.
فقد تم اختيار يوم 9 مارس من كل عام، حيث أعلنته مصر، بعد انتصار حرب أكتوبر ليكون يوما للشهيد، تخليدا لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصري عبدالمنعم رياض ؛وقد تم تكريم اسم القائد الراحل باعتبار يوم استشهاده يوما للشهيد.
ومنحه الرئيس جمال عبدالناصر رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر.
وقامت مصر بوضع تمثال له في أحد أكبر ميادين القاهرة وأطلقت اسمه عليه، وهو الميدان المعروف الآن بمنطقة وسط البلد بالقرب من ميدان التحرير.
التعليقات