مقدمة.. لا خوف عليكم اليوم .. لا خوف عليكم غداً .. لا خوف عليكم سنوات قادمة لا حصر لها ، فالأرزاق لم تقتصر على أعمال معينة أو محددة إنما الأرزاق بيد الله. ويقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58 سورة الذاريات)}.
مراجعة.. بكل تأكيد ولا خلاف على ذلك بأن تعريف الدولة – ويكيبيديا – هو ” مجتمع يمارس فيه الأفراد نشاطهم على إقليم جغرافي محدد ويعيشون في ظل نظام سياسي معين متفق عليه فيما بينهم من يتولى شؤون الدولة ، وتشرف الدولة على الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تهدف إلى تقدمها وازدهارها وتحسين مستوى حياة الأفراد فيها ، أما اتفاقية مونتيفيديو بشأن حقوق وواجبات الدول فقد عرفت الدولة بأنها مساحه من الأرض تمتلك سكان دائمون ، إقليم محدد وحكومة قادرة على المحافظة والسيطرة الفعالة على أراضيها ، وإجراء العلاقات الدولية مع الدول الأخرى. وعلى ذلك تكون العناصر الأساسية لأيّ دولة هي الحكومة والشعب والإقليم بالإضافة إلى السيادة والاعتراف بهذه الدولة مما يكسبها الشخصية القانونية الدولية. أما الدستور فهو مجموعة من القواعد القانونية التي تحدد نظام وشكل الحكم في الدولة ، وينظم السلطات الثلاث – التشريعية، التنفيذية، القضائية – ويحدد اختصاصاتها ، ويبين حقوق الأفراد وواجباتهم ، وينبثق عن الدستور مجموعة من القوانين والأنظمة والتعليمات لتنفيذ مواده”.
تأكيد.. ذلك هو فعلاً ما تعلمناه عن الدولة ؛ وهو الذي نحفظه ونطيعه وننفذه بكل فخر وشرف وأمانة .. ممتثلين لقوانينها وأنظمتها وتعليماتها بكل سمع وطاعه وبكل صدر رحب ذلك لأن _ أيّ الدولة _ لها عناصرها الأساسية وأكرر الأساسية التي نستند عليها ونتقوى بها ونستسقي منها، أيّ أنها دولة متكاملة والكمال لله وحده سبحانه ؛ لها سيادتها ولها مجموعة من القواعد القانونية التي تحدد نظام وشكل الحكم في الدولة.
استنكار.. لكننا لم نسمع عن دولة مستقلة ليس بها مقومات أو مكونات؛ وليس بها كُل ما أشرنا إليه سابقاً – شرحاً وتفصيلاً – فهل سمعتم أنتم بذلك ؟ فما نسمع عنه الآن ونقرأه بشكل مكثف أو مبالغ فيه عن الذكاء الاصطناعي أو شات جي بي تي ChatGPT فكأننا نسمع عن قيام دولة مستقلة بالذكاء الاصطناعي لها قدرة الأشراف على الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسيبرانية وطبعاً الاصطناعية ، ولكن أخبروني لطفاً أنى يكون ذلك بالذكاء الاصطناعي وبالروبوتات دون وجود حكومة أو حوكمة ودون وجود دستور ملزم يشمل السلطات الثلاث !!! هل هذا ضمن شريعة الغاب ؟ لا أعتقد ذلك ، لأنه من المسمى توجد كلمة شريعة بمعنى قانون وأحكام وطريقة ومنهج حتى وإن كان الغرض منه هو قانون البقاء للأقوى ، أما الذكاء الاصطناعي فليس له شريعة موحده أو متفق عليها بين الدول حتى اللحظة ولكنها شّريعة اشترعت شخصياً عبر الأهواء بالدهاء الغرض منها السيطرة والتحكم والتلاعب والاستعلاء.
مبالغة.. ونعم كثر الحديث بشكل مبالغ فيه عن الذكاء الاصطناعي بين إمكانيات هائل وبين مخاوف متنوعة تصل إلى استشراف مستقبل الحياة بلا بشر في عدة وظائف ؛ وبأنه الحاكم المسيطر على أسلوب الحياة تعاملاً ، فهماً ، إدراكاً ، ولادة فرداً أو تؤاماً ، وتعدداً رقمياً – استنساخ – لكل شخص أو استقلال ، أيّ أنه تخوف واضح من بني البشر على أنه سوف يكون للذكاء الاصطناعي دولة سيادية لها دستورها وأحقيتها في الأشراف على سياستها واقتصادها وحالتها الاجتماعية .. وذلك الذي ينقص تخيله – قيام دولة – على ما تم تخيله بشكل مبالغ فيه لا يستوعبه العقلانيون الراسخون في علوم التقانة والاتصالات ، وحتى المبرمجون أصحاب الاختصاص – لغة البرمجة ، تحليل ، تطوير ، تصميم ، هندسة ، تطبيق – الذين يعرفون تمام المعرفة ويضحكون بل يقهقهون على هذه المبالغة الهوجاء ، أو أنهم – المبرمجون – قد لا يعرفون أبعاد تخيلاتهم ويحسبون ذلك صحيحاً ، فتلك إذاً هي المصيبة الكبرى فوق المصيبة العظمى المتخيله والمبالغ فيها جداً.
توضيح.. إن الأمر يا سادة ويا سيدات في رأيي لا يعدو أن يكون كرة جليد كبيرة تتدحرج ثم ينصهر جليدها ويتحول الى ماء يتغلغل في بواطن الأرض قد يستفاد منه وقد لا يستفاد وأنت أنت المتحكم يا إيها الإنسان بذلك ، وأنا الآن أتحدث على المستوى الفردي حتى نصل إلى المستوى العام ، فالفرد هو الذي يسلم نفسه طواعيةً الى تحكم الذكاء الاصطناعي فيه عبر تسليم بياناته، معلوماته، تعاملاته، بحوثه، معتقداته، تخيلاته وأخلاقياته .. مسلماً بذلك حياته إلى شخص – جهاز – رقمي يدون كل شيء عنك فيكون بذلك صديقك الذي يفهمك أو تكون أنت أنت الشخص الرقمي الذي تحول بملء إرادته إلى شخص رقمي مبتعداً عن البشر .. البشر الذين صنعوا هذه الآلة وهذا التحكم وثم وصلوا إلى الدرك الأسفل من العبودية تحت ظل ملكوت الذكاء الاصطناعي وتحت ظل – على سبيل المثال – روبوت الدردشة شات جي بي تي ChatGPT والذي نصل عبره إلى المستوى العام ؛ والذي طورته شركه أوبن أيه آي بدعم من شركة مايكروسوفت وشريكها المؤسس إيلون ماسك .. الماسك على التقانة الشخصية بكل دهاء ، والهادف إلى التحكم على الكثير من البيانات الضخمة Big Data وتحليلاتها بشكل خاص وعام في آن واحد.
مساهمة.. ونعود إلى الشركة المطورة والعود ليس لها بالتخصيص بل هو للبحث عن الدستور والقوانين الحاكمة أو الملزمه على هذه الشركة ومن على شاكلتها ، التي تفعل الأفاعيل بكل أريحيه عبر ضخ وتحليل البيانات الكبيرة عن كل شخص مشترك ، مع العلم بأننا نحن لنا اليد الوسطى في مساهمة الذكاء الاصطناعي لسبر أغوار أسرارنا ومعرفة كيفية دوران حياتنا منذ أكثر من 30 أو 40 سنة مضت تقريباً والشركة تلك تشبه شركات كبرى – جوجل Google – تعمل على نفس النهج بشكل آخر في البحث لكنه هو نفسه في الغاية والدهاء مع دمج أشياء من الاستفادة والممارسة كنوع من ضمان الاستمرارية معهم ، والإ لما عرف وكتب ما تفكر به أو تبحث عنه في جوجل Google أو يوتيوب YouTube ؛ ولسوف تحدث برامجها وتطبيقاتها بشكل أفضل لا محاله ، بشكل ما تحنُ إليه النفس فتخاطبها وتخاطب غرائزها الأساسية وغير الأساسية، وبالتالي لا حاكم عليها ولا سلطان فهي دولة بذاتها أو بالأصح هم دول مستقلة بذواتها – عدة شركات خاصة للذكاء الاصطناعي – ونحن الذين نساهم ونعزز في التأسيس والتكوين حتى صارت لهم اليد الأقوى في الأوامر والنواهي علينا كيفما يريد رؤساءها ومرؤوسيها لا على المتوقع بأننا سوف نستفيد من تطوراتها ومسرعاتها وهو الأصح ، فالأولى هو تطويع وتذليل الذكاء الاصطناعي لصالحنا في التطوير والعمران والأعمال وتقليل الأوقات والأزمان لا تقليل البشر وتقليل الوظائف إلى حد التخوف والهذيان وإلى حد البطالة وتدمير الإنسان ، فالشركات أو البرامج والتطبيقات التي يفخم ويروج لها بالقوة والقدرة على محاكاة البشر في إبداع الرسومات وكتابة القصص والمقالات والقصائد وفك الشفرات وحل الألغاز والرد على الأسئلة والمساعدة في خدمة صرف الأدوية وغيرها الكثير مما يروج لها ويعمل به فانه بالإمكان لأي هجمة سيبرانية أن تدمر كل ذلك في غمضة عين مما يترتب على ذلك أضرار جسيمة ومكلفة مادياً وجسدياً ونفسياً ذلك لأنه للعلم لا حاكم ولا سلطان ولا قوانين موحدة ولا دستور على النظام السيبراني وهجماته الإجرامية.
ذكاء.. وتسهيلاً للكلام وتوصيلاً للمقاصد وتوضيحاً للمعنى فإن الشركات أو البرامج والتطبيقات المتعددة والمختلفة لأنظمة الذكاء الاصطناعي تطمئننا ولا تخوفنا ، وهو دليل واضح بأم العين على أنه كلٌ يغرد في سربه وعلينا نحن أن لا ننجرف خلف كل سرب حتى لا تضيع هويتنا وشخصيتنا وفلسفتنا وتعاليمنا وأخلاقنا ، وعلينا كذلك أن نطوع أنظمة الذكاء الاصطناعي والأنظمة السيبرانية لصالحنا اقتصادياً وأمنياً وإدارياً وتعاملاً بذكاء بشري حاكمٌ على الذكاء الاصطناعي .. الذكاء البشري الذي يمكنك على البحث في جوجل Google ؛ والذي يمكنك أن تسأل شات جي بي اي ChatGPT عن الدماغ البشري ومما يتكون وما هي وظائفه ليتسنى لك بعدها معرفة أنه مهما بلغت أنظمة الذكاء الاصطناعي من قدرة فإنها لن تصل إلى قدرة خلق الله في تركيبة الإنسان ، ولك مطلق الحرية أن تسأل أو تبحث بعدة لغات هذا إن وجدت الإجابة وبعدة لغات.
تهكم.. وهو تماماً كالإجابة على أنه يوجد علاج للأوبئة المتحورة والمتكاثرة وخصوصاً سلالات فيروسات كورونا المتعددة والمختلفة والمتاشبهة في أعراضها والتي عجز الذكاء الاصطناعي عن الإجابة عليها طبعاً لأنها لم تدرج ضمن البيانات الضخمة Big Data كونها حالة جديدة والحالات الجديدة أو الحديثة أو القديمة المستعصي علاجها يشكل الإجابة عليها وليس لها الإ الله سبحانه وتعالى ثم البشر – الأناسي – بإذن الله ، فانتبه أن تكون أنت الشخص الذي يساهم في ولادة تؤام رقمي لك أو أن تساهم في استنساخك رقمياً ثم يحل مكانك افتراضياً وتهمش واقعياً.
– الماضي كان جميلاً وجدرانه تسترنا أما الحاضر فجداره شفاف يكشف كل ما فينا –
اطمئنان.. ألا أنه لا خوف عليكم ولا ترتعبون لأن هذه الدولة الذكية الاصطناعية لم ولن تنشىء ولن يكون لها شأن إلا إذا نحن ساهمنا في بنائها وتكوينها وجعلنا لها ثلاثة قلوب …
تفكر.. يقول المولى عز وجل في محكم كتابه: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ {الحج:46}.
بحث.. بيع لوحة – عمل فني – بواسطة الذكاء الاصطناعي بمبلغ 432 ألف دولار .. من المستفيد من بيعيها ؟
استخدام عدة تطبيقات مبرمجة صناعياً عبر خوارزميات معقدة تم إعدادها بعناية فائقة للمحاكاة .. أعدت لمن ولصالح من ؟
متى يكون لنا برنامج ذكي اصطناعي يتم تطبيقه عالمياً .. متى ؟ فنحن أيضاً قوة عظمى .. أليس كذلك ؟.
التعليقات