تحتفل محافظة الدقهلية بعيدها القومي في 8 شهر فبراير من كل عام حيث يوافق ذكرى انتصار أهل المنصورة، وعدد من أهالي مدن وقرى المحافظة على الحملة الفرنسية عام 1250، في معارك متفرقة، واسفرت عن أسر ملك فرنسا لويس التاسع في دار ابن لقمان؛ قبل اطلاق سراحه بعد دفع مبلغ مالي كبير كفدية، وتم جلاء الحملة الفرنسية بعدها عن الدقهلية ودمياط .
واسم محافظة الدقهلية؛ موجود قبل ميلاد مدينة المنصورة بسنوات طويلة فقد كانت هناك قرية تسمي دقهلة ؛ تفصل بين دمياط ومنطقة الدقهلية .
وتم تسمية الإقليم باسم الدقهلية؛ وكانت عاصمته مدينة اشمون طناح؛ وفي عام 1517 تم نقل العاصمة إلى المنصورة وظل اسم الإقليم هو الدقهلية.
محافظة الدقهلية تعد من المحافظات المهمة بالدلتا، وتاريخها، يمتد الي العصر الفرعوني وتضم أكثر من 54 موقع ثري هام جدا ".
المحافظة كانت حدودها تضم ثلاث أقاليم من أقاليم مصر القديمة وكانت تضم عاصمة مصر في عصر الأسرة الـ 29 في تل مدنيس ؛ وأن تل منديس يقع بالقرب من تمي الأمديد وتل الربع ؛ والمحافظة كانت تضم فرع النيل المنديسي والذي كان يعد من فروع النيل السبع.
المنصورة حكمت مصر منذ اكثر من 24 قرنا من موقع منديس، وأطلق عليها "الدقهلية" منذ فترة الستينيات في القرن العشرين الميلادي.
إقليم الدقهلية قد يكون باسمه الحالي في أواخرعهد الخليفة الفاطمي "المستنصر بالله" عام "487هجريا -1094ميلاديا".
الدقهلية سميت بهذا الاسم نسبة الي قاعدته "دقهلة"، وأطلق عليها المرتاحية" او "الدقهلية في اواخر عهد "المماليك " وكانت عاصمتها "أشمون الرمان".
خلال "العصر العثماني" قد تغير الوضع الي "ولاية الدقهلية"، وتم نقل العاصمة من "اشمون الرمان "الي "المنصورة" عام1562، وفي عام "1833ميلادي"، عرفت بمديرية الدقهلية".
ومنذ عام 1960 ميلادي، أصبحت تعرف باسم محافظة "الدقهلية" حتي الوقت الحالي.
مدينة "منديس" بدأت في الاختفاء خلال عصر "البطالمة"، ثم عادت لتعلو من شأنها تدريجيا ، واصبحت من ذالك الوقت هي المدينة التجارية والصناعية بشرق الدلتا، ومخزن الغلال لروما.
تميزت بصناعات مميزة وفريدة عن غيرها من المدن المعاصرة، كصناعة "البرفام" والعطور وزيوت الزينة، والملكة الشهيرة " كليوباترا "كان يعد لها "البرفام الخاص" من "تمويس "، نظرا لقوة وثبات ورائحة العطور قديما علي مستوي العالم، و"انطونيو" عشق كليوباترا بسبب رائحتها المميزة.
تسمية مدينة المنصورة بهذا الاسم يرجع الي مجىء جنود الحملة الصليبية الخامسة إلى مصر، ثم احتلهم دمياط التي هرب أهلها منها فزعين .
أن سلطان مصر الملك الكامل" ناصر الدين محمد " هرب بقواته لصد هذا العدوان،الذي إذا مر من دروب الدلتا ووصل إلى القاهرة لإحتلالها .
والسلطان الكامل كان في عجلة من أمره فالصليبيون قادمون فلا توجد على ضفاف النيل مدن مجهزة لتقف في وجوهم والملك الكامل إحتار كثيرا أين يقيم قاعدته العسكرية في منطقة الدلتا.
وان حيرة الملك الكامل إزدادت وهو يعسكر بقواته في أرض زراعية تبعد عن دمياط بمسيرة يوم ونصف بالخيول ، الملك الكامل سطان مصرسار بحصانه داخل وسط الأراضي الزراعية في بقعة شديدة الهدوء.
انه أثناء سير الملك الكامل وبفطنة المحارب، نظر حوله وتنبه لأن الأراضي محاطة بعدد وافر من القنوات المائية ومنها نهر النيل و البحر الصغير، وهنا ترعة وهناك أخرى.
ان الملك إكتشف شبكة مائية كبيرة في منطقة صغيرة، بهذه المنطقة عوائق طبيعية رائعة تعوضنا عن غياب الجبال.
ان الملك التفت إلى رجاله ليسألهم أن فرد أحدهم، نحن في أرض يسميها أهلها جزيرة الورد فقال الكامل إذا لنبني مدينتنا هنا.
ان البناؤن قد تدفقوا من كل قرية قريبة، ومعهم عساكر الملك الكامل يعملون بكل همة ليلا نهارا لبناء قصر صغير للملك حوله مساكن للجنود ومسجدوحمامات وسور في الجهة التي ليس بها عوائق.
في هذا الوقت لم يكن قد أطلق اسماً على تلك المدينة الصغيرة، كان يحث جنوده ويقول سينصرنا الله وستكون مدينتنا على الصليبيين منصورة، وهكذا اشتهرت المدينة باسم المدينة المنصورة
وأثناء تحصن الجميع والإستعداد للخطر القادم، كان الصليبيون قد أنهكتهم المعارك ، وفوجئوا بفيضان النيل، فعجزوا عن مواصلة المسير بالبحر الصغير، فقد أوقفتهم مياه الفيضان من ناحية وعساكر المصريين من الناحية الأخرى.
الصليبيون لم يجدوا مفراً من التفاوض مع الملك الكامل، فوصلوا معه إلى اتفاق بالرحيل غير المشروط عن مصر،وبنشوة" المنتصر "الذي خلص بلاده من خطر محدق، جلس الملك الكامل وأخوته وقواده يحتفلون في ليلة من اسعد ليالي العمر.
وأثناء الحفل والجواري تغنين وتنشدن الأشعار، دخل عليه أحد قواد العسكر الذي أبلى بلاء طيباً، فسأله الملك الكامل عن اسمه فرد قائلا اسمي الفارس وهنا ابتسم الملك الكامل وشرد قليلاً كمن جاءه وحياً ثم قال وهذه المدينة سيظل اسمها المنصورة.
أن الملك الكامل ورجاله قد غادروا مدينة المنصورة والتي كانت صغيرة المساحة تابع انها ظلت مهجورة لمدة ثلاثون عاماً قبل أن تصبح على موعد جديد مع الحملة الصليبية السابعة وذلك عام 1249.
وخلال الحملة وقعت معركة المنصورة في يوم 8 فبراير 1250 حيث حاول تلقائد أرتوا شقيق لويس التاسع دخول المنصورة وإحتلالها وكان معه أفضل الفرسان في أوروبا، ولكنه لقي هزيمة قاسية على يد الأهالي والجنود المصريين حيث تعاونوا ضده ومات آرتوا ومعظم من معه .
تم أسر الملك لويس التاسع نفسه بعدها بحوالي شهرين، وحبسه في دار ابن لقمان بالمنصورة،
التعليقات