هناك أشياء قابلة للكسر ونفوس قابلة للنهش، لا أحد برىء من دم شيرين، كل من دخل أو اقترب من الدائرة وجد فيها مشروعًا قابلًا للاستثمار، ويبدأ فى البحث عن نصيبه من (التورتة)، يسن أسنانه للاستحواذ على القضمة الأكبر، ولا أستثنى أحدًا، شيرين إنسانة هشة من الداخل، لا تملك قرارها، وهكذا صارت صيدًا سهلًا لكل من يصادفها فى الحياة.
عندما أدخلها شقيقها مستشفى علاج الإدمان لم يكن هذا الأمر مستغربًا من الدائرة التى تتابع حالتها، فهى تحمل كل أعراض الإدمان، تنتقل فى لحظات من النقيض للنقيض، ومن الممكن أن تراقب علاقتها مع طليقها حسام حبيب كدليل مباشر على تلك القفزات المفاجئة، وجهت إليه على الملأ أبشع الألفاظ التى تنال منه، بينما هى واثقة من أنه سيتلقى الصفعات راضيًا، فهو أيضًا على الجانب الآخر واثق من أنها بعد قليل ستعود إليه نادمة وخاضعة، وهكذا تسارع بإصدار بيان تبرئ ساحته من كل الاتهامات التى أطلقتها عليه، وبعدها نكتشف- وعلى لسان شقيقها وأمها- أنهما كانا معًا فى الاستوديو الخاص بشيرين ثلاثة أيام متتالية، وثالثهما المخدرات.
هل من أدخلها مستشفى لعلاج الإدمان أفضل ممن حرضها على التعاطى؟، نظريًا يبدو ذلك صحيحًا، ولكن عندما تتابع كل الخيوط نكتشف أن شقيقها كان مدير أعمالها وأن طليقها أزاحه بعيدًا، وتوقفت قطعًا الفرخة التى تبيض ذهبًا، وعندما ابتعد الزوج عن المشهد، كان أول ما سعى إليه الشقيق العودة مجددًا للاستحواذ على البيضات الذهبية، كان هذا فقط الفصل الأول من الحكاية، بينما فى الثانى، نرى كل الإرهاصات تؤكد اقتراب عودتها لحسام، الملابسات والتصريحات تشير إلى أنها لحظات ثم تصبح كل الخيوط بيده، وكما قال فى فيديو قبل نحو شهر (الأسد لما يغيب الغابة تسيب)، ومن الواضح أن الأسد فى طريقة عودته سيلتهم بعض الضباع التى حاولت فى السابق قتله.
على (السوشيال ميديا) نتابع كيف يقرأ الناس الحكاية، بعضهم يرى أن المدمن يستحق العقاب، وأن أى قدر من التعاطف يعنى إباحة وترويج الممنوعات، كما أنهم يتساءلون هل الشهرة تغفر الخروج عن القانون؟.
الدول فى العالم كله تفتح باب علاج الإدمان للجميع، فهو مريض يحتاج إلى رعاية مضاعفة، ولا فرق بين شهير مغمور، لاحظنا مثلًا أن الأم تفضح ابنتها عبر أجهزة الإعلام!، ناهيك عن الشقيق!، بحجة أنهما يحميانها من نفسها، ولكن لماذا يصبح الخاص عامًا؟!، شيرين هل لديها قدرة لتتحمل كل ذلك؟، هى فى تلك اللحظات غير مدركة للتبعات.
ولكن كيف هان على أقرب الناس إليها أن يتحولوا إلى كاميرا وميكرفون ينقل الوقائع السرية لبث مباشر على الهواء؟، النيابة تحقق، وبديهى أن مستشفى علاج الإدمان لن يقبل الزج بإنسان إلى جدرانه وتقييد حريته إلا إذا كان لديه يقين أنه يفعل ما تمليه عليه أمانته الطبية، وإلا تعرض المستشفى للمسألة القانونية.
من كارثة إلى كارثة ومن فضيحة إلى فضيحة ومن زوج إلى زوج، هكذا يبدو الخط البيانى الزجزاجى لحياة شيرين، مرة تحلق شعرها وتعلن أنها صاحبة القرار، وأخرى تقول إن هناك من عاقبها بالحلاقة (الزيرو)، مرة تتهمه بتبديد أموالها وبعد دقائق يصبح هو الحارس الأمين عليها وعلى ابنتيها!.
هل الجمهور يغفر للفنان كل تلك السقطات؟، الناس مستعدة فى كل لحظة للنسيان وفتح صفحة جديدة، على شرط أن تتأكد أن الفنان قد مزق كل صفحاته القديمة!!.
التعليقات