ماذا لو كان من أصول التربية أن نتعلم القسوة وانعدام الضمير؟ هل من الممكن أن يكون للآباء دورًا في تعليم أبنائهم الخديعة؟ وعلى أي وسادة يضع رأسه من يعلم إبنه المكر والخِسة والنظر في حياة الآخرين؟
ماذا لو كانت هنالك درجات علمية في فن إتقان غياب المروءة؟ كيف يكون شكل طالب الدكتوراه الذي أخذ الدرجة بامتياز في تربية النفوس الآسنة؟
أسئلة نراها كلها افتراضية وهزلية، ساخرة وأحيانًا مضحكة.
يؤسفني يا صديقي أن أقول إننا لم نعد في حاجة حقيقية لكل هذا الاستنكار، إنه الآن واقعنا المُر!!!
هناك أفضلية لك أن تكون من ينشئ الصراط القويم ويصرّ عليه. تلك الفضيلة تدخلك الجنة. رغم كل العناء والإرهاق الذي يطال حياتك ستظل فخورًا بصناعة أبناءًا لك يُشار إليهم بالبنان.
قد يأتي من يفحمك قائلا: وما فائدة الصواب في مجتمعات لا تقيّم الفرد بأخلاقه في معظم الأحيان؟
النفوس الوضيعة مفلسة، يدعمها سوء الخُلُق وشراهة النفس، هم أُناس أعلنوا بلا خشية إفلاسهم في الحياة.
ألا أدلك كيف تصنع وغدًا في بيتك؟!!
أولا لبي له كل احتياجاته حتى يصبح طاووس ينتظر تهافت الآخرين وتبجيلهم. ثم أقنعه أنه رغم ضحالة تفكيره وضآلة روحه أنه لا يزال يستحق كل الفرص الجيدة في الحياة.
وأخيرا لتقضي على آخر أمل في إصلاحه ضعه نفسيًا في مصاف المتميزين مُزيلا كل العقبات من حوله ممهدًا له الطريق للسقوط. هنا تأكد أنه سيتقن الفشل المتصل وسيشرع في ممارسة ما تَعلَمه من تربية وضيعة وقيم واهنة.
أحيانًا أتساءل هل يجب على أحدنا أن يؤلف كتابًا بعنوان كيف تربي ابنك، أم نكون مباشرين ويكون العنوان كيف تصنع وغدًا في بيتك.
أصبحت المادة هي اللغة المسموعة في الكثير من البيوت. سادت المادية واستبدلت التربية بالتلبية، سكن الجشع بيوت الرحمة، فحَوَت البيوت ضباعًا بشرية.
كل الأديان السماوية تتحدث عن مكارم الأخلاق. وإنني لأرى نعمة الأخلاق كالمسك ينجذب إليه كل جميل.
الغريق ليس من سقط في الماء، بل هو من بقي مغمورًا فيه ولم يقاوم.
إن الحياة تقدم تنازلات لكل من كان صادقًا جادًا في التغيير.
خاطر بأن تكون إنسان وأن يكون قلبك حاوية للصالحات. لن تندم على الفشل لكنك بالقطع ستندم كثيرًا على عدم المحاولة.
لم أجد في حياتي كلها أصعب من تعليم وتعلُم مكارم الأخلاق، كان أبنائي ينظرون لفعلي قبل كلامي، فلو اختلفا لفَقَدْتُ مصداقيتي لديهم. لم أُطالِبهم أبدًا بشيء لم أكن أفعله بإتقان.
مهمتك في الحياة هي الازدهار وليس البقاء. هل أدلك على أفضل طريقة مثالية تنتهجها لتنجو أنت ومن خلفك؟ ربي نفسك أولا وأحسِن تثبيتها في ذلك الموضِع الذي تحب أن ترى فيه إبنك. افعل ذلك واجلس منتظرًا عوض الله.
لا تضيع وقتك في حياة شخص آخر، ضع جهدك كله في آنيتك الذهبية. نحن نتاج قرارتنا وليس ظروفنا، فلا تعلق فشلك سوى على رخاوة إرادتك.
عندما لا تفعل ما ينبغي عليك توقع ألا تحصل على شئ يستحق فخرك.
ليست الحرية هي غياب الالتزامات، إنما هي القدرة على اختيار الأفضل والالتزام به بجُرْأَة. التحدي للوصول لا ينتظر ضَامِري العقول، والحياة لا تُضَاحِك إلا الأقوياء.
عندما تُدافع عن أفكارك أمام العامة يجب عليك أولا أنْ تتسلح بالشجاعة والقوة الكافية للعيش من أجلها.
في بعض اللحظات تعد لنا الحياة فِخاخ محكمة، فقط من تدرب على الملاحظة هو القادر على تجنب السقوط.
القتل جريمة يعاقب عليها القانون، فهل من قانون يعاقب الفرد على سوء خُلقه ورداءة نفسيته؟ هل من قانون يعاقب كل من تراخى في التربية متسببًا في نقائص يصيب بها المجتمع؟ وأخيرا هل من قانون يمكنه أن يحول أشباه الموتى إلى أحياء مرة ثانية؟
إن جمال القلوب صفة مكتسبة، تضاف إلى رصيدك العقلي والنفسي لتُحتسب من خلالها من الأحياء. اعتني جيدًا بأن يكون باطنك لا يقل روعة عن ظاهرك ذاك سبيلك الأوحد ومن أحببت للنجاة والنجاح.
التعليقات