يغيب عن أغلب نجومنا- إلا من رحم ربى- الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، القسط الوافر منهم ينطبق عليهم توصيف (أنوى) من تضخم الأنا، تتحول نرجسيتهم إلى جبل شاهق يحول دون رؤيتهم لما بعد الجبل، يصبحون أسرى ذواتهم، أينما ولوا وجوههم سوف يشاهدون فقط وجوههم، ويتغزلون فقط فى وجوههم.
ماجدة الرومى واحدة من تلك القلة (الأيقونية)، حطمت كل (المرايا) التى تحجب عنها الرؤية، أحالتها إلى زجاج شفاف، يمكنها أن ترى من خلاله كل الدنيا.
بعد رحيل المطرب اللبنانى الشاب جورج الراسى، قبل أسابيع قليلة فى حادث مروع على طريق يفصل بين لبنان وسوريا، أطلقوا عليه لكثرة ضحاياه (طريق الموت)، لم تكتف ماجدة بذرف الدموع، لكنها رصدت أموالا لتتحمل تكلفة إصلاحه. وكتبت (ما جيت أصادق دموع، ولا دين الظلام، جيت أهدى العتمة نور).
وبعد رحيل هشام سليم كتبت (عودة الابن الضال الذى عشته أنا واقعا مريرا فى سلسلة حروب لبنان الفتاكة، ونسخة طبق الأصل من هذا الفيلم الجميل، عشته أنت نضالا لحياة أفضل، وفن أجمل وعائلة أكثر تماسكا يا زميلى وصديقى، لا كلام أجده معبرا بما يكفى عن حزنى اليوم).
لا يعلم الكثيرون أن ماجدة جاءت من بيروت إلى القاهرة عام 2005 فى الأيام الأخيرة من شهر مارس، لأحمد زكى بدار الفؤاد، دون أن يعلم أحد بحضورها إلى المستشفى، لم يجمعهما بالمناسبة أى عمل فنى مشترك، لكنها مشاعرها الصادقة.
الفنانون على مدى التاريخ نجد عددا منهم فى طليعة من يشاركون فى خدمة الوطن، لديكم مثلا إسماعيل ياسين ورفيق رحلته المؤلف الكبير أبوالسعود الإبيارى تبرعا بمبلغ وقدره 2000 جنيه و750 مليما، ووجه الرئيس جمال عبدالناصر- الذى كان يشغل وقتها أيضا منصب رئيس الوزراء- خطاب شكر إليهما، اترك جانبا 750 مليما، ولا أدرى ما هى الحكمة قى الإشارة إليها فهى لا تتجاوز جنيها إلا ربع، لكنى أتوقف أمام ألفى جنيه، لو قلت إنها تقترب بأرقام هذا الزمن إلى 20 مليون جنية فأنت فى يقينى لم تتجاوز الحقيقة.
كان النجوم فى حروب مصر المصيرية كانوا فى مقدمة الصف، تحية كاريوكا تتدرب على حمل السلاح عام 56 أما فى 67 و73 كان الجميع يتواجدون بالمستشفيات ويقدمون الحفلات الغنائية على الجبهة، من أجل الترفيه عن الجنود.
لا أحد طلب شيئا، لكن هم الذين سارعوا وبإلحاح على المشاركة، بينما نجد، فى السنوات الأخيرة، أن نقابة الموسيقيين بددت فى عهد النقيب السابق هانى شاكر كل الطاقة لمطاردة قط أسود فى غرفة سوداء، وأعنى بهم مطربى المهرجانات، وكانت النقابة أمامها الفرصة سانحة من أجل إقامة حفلات يقيمها هؤلاء تذهب حصيلتها للفنانين الذين يعانون البطالة ولا يستطيع صندوق النقابة الخاوى تحمل تكاليف علاجهم، أتمنى من النقيب القادم- أقرب المرشحين لاعتلاء الكرسى- مصطفى كامل، أتمنى أن نطوى الصفحة القديمة ويسارع بإقامة حفلات لمطربى المهرجانات وأيضا لمحمد رمضان وروبى، تذهب حصيلتها للصندوق.
أحيانا يحتاج الأمر إلى تدخل من نقيب (ابن بلد) يعرف كيف يدير النقابة لصالح أعضاء الجمعية العمومية.
تخيل مثلا لو أن عمرو دياب يقدم حفلا فى العلمين، تذكرة الدخول تصل إلى 10 آلاف جنيه، تذهب حصيلته لنقابة الموسيقيين أو لمستشفى الدمرداش.
ماجدة الرومى ضربت لنا المثل من بيروت، هل هناك من نجومنا من يسمع ويقرأ ويشاهد ويفعلها؟!.
التعليقات