أحيانًا يكون الجهل بالشئ من أفضل نعم الدنيا عليك.
أبواب القلوب الخلفية مروعة. خلف الوجوه تكمن الحقائق، وخلف الابتسامات يرقد الحقد.
أتعجب من أُناس يختارون بإرادتهم الحرة طريق الشر والمكائد. يا لعظمة القلوب التي خلقها الله، منها من تسبح معها في نعيم الدنيا ومنها من تهرب منها ولو إلى الجحيم.
يتصور البعض أنه يضع نفسه في المكانة الذي يبتغي أن يراه الناس عليها، لكنه يتناسى أن هناك شخوص ترى بقلوبها وليس بأعينها.
ليس هناك أقبح من الغل ولا أَرْدَأ من القلوب الصَدِئة.
هل تعلم يا عزيزي أن للقلوب العطنة رائحة؟ هل تعلم أن هناك من يشتمك عن بعد؟ وهل تعلم أن رائحتك كريهة منفرة تزكم الأنوف؟
بعض الفراق في دنيانا يستحق صلوات من الشكر.
لو جاز أنه يمكنك أن تضع كاميرات للمراقبة في بيتك وبيت أهلك ومكان عملك وبيت أصدقائك، فهل ستسعد بمعرفة ما يدور خلف تلك الأسوار عنك؟ هل تتصور أنك ستغترف من السعادة والود ما يجعلك حالمًا؟ وهل يخالجك شك أن الجميع يحبك ويراك كما ترى أنت نفسك؟
سأجيب أنا عن تلك الأسئلة … ستصعق !!
بعض الجهل نعمة، فإخفاء خبايا النفوس فضل ومِنة.
للحقد طاقة تصل بك إلى أوسع أبواب الجحيم .. وهذا يرضيني.
خير في هؤلاء أن يتذوقوا حسرة الهم والغل ومَرَاره في الدنيا، ثم يُرَدوا إلى الله فيغترفون من سوء ما فعلوا بقلوب البشر.
هناك من الآلام إذا حدثت بها نفسك تهلكك، تلك الخيبات اَستودعها الله الذي يأتي لي بحقي فأنظر إلى عدله كما اختبرت ألمي بالأمس ولم أتحدث.
يؤثرني بشدة من يقول لي "حقك عليّا"، تلك الكلمة بلسم يشفي القلوب، تخرج من قلب يعرف كيف يتقي غضب الله.
انتظار العدل خير من التخطيط للإنتقام، فقط لا تُفَرِط.
لا يشغلني كثيرًا رأي ذوو النفوس الوضيعة بي، ولا أهتم بتصحيح صورتي أمامهم، كما لا يخطر ببالي أبدًا التخطيط للانتقام منهم؛ الأحمق فقط من يَعُض كلبًا عَضَه.
الحقد هو وحشَك الداخلي الذي يلتهمك من الداخل حتى تفنى عنك إنسانيتك.
تجاعيد الحقد مُنَفّرة لا تُمْحى أبدًا، تلازم وجهك وعينيك فيعرفك الآخرون بشامتك الكئيبة المميزة.
تقول الحكمة العربية:"عند الشدائد تذهب الأحقاد". فمن لم تجده في شدتك إهرب منه فإنه مجزوم.
ممتنة بشدة لله الذي حبس الأحقاد والبغض داخل النفوس.
أحب أن أشعر أني بخير وأن سلامي النفسي محل تقدير كامل بداخلي وأن معرفتي بأنك لا تحبني لن تحجب عني حقائق عالمية مذهلة، وأن من الخير لي أن أتعامل ظاهريًا بأن كل شئ على ما يرام حتى لا أراك تتحدث عني ببغضك.
صديقك الحقيقي هو من يهتم بأمرك ليس على الرغم من عيوبك ، ولكن بسببها.
الحقد دين قديم قابل للتمديد والتسديد في أي وقت.
قد لا يستطيع الشيطان إغواءك بالكفر لكن يمكنه بسهولة إغواءك بالحقد عندما يتلمس شراسة الطمع بداخلك؛ لذلك يعد الحقد من كبائر الباطن.
جمهور الحاقدين تغلي قلوبهم كالمراجل الملتهبة، ينظرون إلى رزقهم فيجدون ما تمنوه لأنفسهم عند غيرهم. هؤلاء كمن يبصق في الماء ثم يشربه؛ لن تُحلى أفواههم بحلاوة الرضا أبدًا.
أما أنت يا صديقي، فلا تلفت لهؤلاء، شاكس أحلامك و أعِد هيكلة تطلعاتك لتحافظ على جمال روحك وحسن بقاءك في الحياة.
أخرج من شرنقة الأوهام إلى فضاء الحقيقة بأن هناك الكثير من الناس لن تتمنى لك الخير مهما فعلت، ورغم ذلك فمازلت يا صديقي جيد بما يكفي وجميل.
أفضل علاج وجدته لقتل الحاقدين هو تجاهلهم، سيموت في نفسه عدة مرات، تجاهله حتى تنساه، ثم تجاهله ثانية حتى ينساك.
تنفس هواء نقاءك وثق أن طاقة اللطف التي تتسرب من قلبك تبقيك حيًا على نافذة الأمل وأبواب النجاة.
التعليقات