إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدولة صربيا، تأتي في ظل وجود تحديات كبيرة تواجه المجتمع الدولي؛ نتيجة تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على الاقتصاد العالمي.
أن الجميع رصد التأثيرات السلبية على الغذاء والطاقة؛ وهذه الزيارة تعكس الإرادة السياسية المشتركة، لكل من مصر على الارتقاء بمستوى العلاقات الاقتصادية؛ والتجارية بين البلدين والمستوى المتميز في العلاقات السياسية بين البلدين.
ووثيقة الشراكة الاستراتيجية التي وقعها عبد الفتاح السيسي؛ مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش؛ تقضي باعتراف مصر بوحدة الأراضي الصربية، بما يشمل مساندة بلجراد في قضية كوسوفو.
وتعني الوثيقة عمليا أن القاهرة تدعم صربيا .في قضية كوسوفو وميتوهيا وأن واحدة من أكثر الدول العربية تأثيرا في العالم ستقف إلى جانب بلجراد في جميع المؤسسات الدولية.
وهذا يؤكد بشكل أساسي من أعلى مستوى أن الاعتراف السابق بكوسوفو ؛ ومن الجانب الاقتصادي ، سيتم فتح طريق موات لتصدير واستيراد المواد الغذائية ، لذلك يمثل الإعلان عودة التعاون الناجح بين الدول إلى أعلى مستوى.
وزيارة الرئيس السيسى إلى العاصمة الصربية بالتزامن مع إعلان صربيا إلغاء تأشيرات الدخول إليها خلال الموسم السياحي في فصل الصيف .
وزيارة الرئيس السيسي إلى بلجراد شهدت عقد مباحثات مكثفة مع الرئيس الصربي “ألكسندر فوتشيتش”، بالإضافة إلى مقابلة رئيس البرلمان الصربي، وذلك لبحث العلاقات السياسية والاقتصادية بين الجانبين، فضلا عن النظر في سبل التعاون والتنسيق على الصعيدين الدولي والإقليمي.
وأعلنت الحكومة الصربية قرارها بالإلغاء المؤقت لتأشيرات دخول إلى صربيا لمواطني مصر ، نظرا لزيادة متوقعة لعدد زياراتهم الرسمية، بهدف خلق بيئة عمل أكثر ملاءمة وتحسين العلاقات الثنائية.
دلالات عديدة تكشفها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لصربيا ؛تعكس أهمية الارتقاء بعلاقات البلدين وأن التعاون المصرى مع صربيا له أهمية كبيرة.
أن هذه الزيارة تأتى استعداد لقمة المناخ التي تستضيفها قمة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل
أن الاتفاقيات التى تم إبرامها بين مصر وصربيا تأتى فى إطار التوجه العام للدولة أن التعاون المصري مع صربيا له أهمية كبيرة.
العلاقات الدبلوماسية بين مصر وصربيا جيدة والتي أقيمت بين الخديوية المصرية؛ ومملكة صربيا منذ 20 يناير عام 1908.
وشهدت العلاقات فترة ازدهار غير مسبوقة في عقدي الخمسينيات والستينيات إبان حقبة حركة عدم الانحياز وما صاحبها من روابط وثيقة بين الزعيمين عبد الناصر وتيتو.
وفى المرحلة الحالية ترتبط القيادتان السياسيتان في مصر وصربيا بعلاقات متميزة وهو ما عكسته الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، كما أن مصر لديها سفارة في بلجراد، وصربيا لديها سفارة في القاهرة.
شهدت العلاقات المصرية الصربية السياسية تطورا كبيرًا في السنوات الماضية وخاصة مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في البلاد، حيث تبادل البلدان الزيارات على كافة المستويات حتي وصلت إلى مستوي رئيس البلاد.
وعلى المستوي الرئاسي، التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، في عام 2017 على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
كما تقابل الرئيسان في عام 2014، على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتوافقت الرؤى على أهمية توثيق التعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الصحة والزراعة وصناعة الدواء، فضلا عن أهمية الحفاظ على دورية عقد اللجان المشتركة لتنشيط العلاقات الثنائية.
ومن أهم الصادرات المصرية إلى صربيا الفاصوليا اليابسة بأشكالها المختلفة، البرتقال الطازج، خيوط القطن، والنباتات وأجزاؤها، والألواح والصفائح وأغشية الأفلام.
وأهم الواردات المصرية من صربيا: ذرة صفراء لغير البذار، تبغ مفروم، الخشب الزان، الجرارات، ورق وورق مقوي، مواد بروتينية، إطارات خارجية هوائية.
وعلي المستوي البرلماني، تم إنشاء مجموعة صداقة برلمانية بين القاهرة وبلجراد عام 2018 . كما ربطت بين مصر وصربيا علاقات اقتصادية .
حيث تعد مصر مركزاً مهما للاستثمارات الصربية في مختلف القطاعات، حيث يعد القطاع الاستثماري، والسياحي، والعقاري والسكك الحديدية أهم النشاطات التعاونية بين الدولتين .
التعليقات