عزيزي الإنسان تخلص من فكرة أن شخص بعينه مسئول عن توفير السعادة لك أو أنه هو سبب شقائك وتعاستك؛ أنت تنزح ماء البحر.
كلنا نبدأ حياتنا بكمٍ هائلٍ من الأحلام والأماني، حتى أن ذاكرتنا لا تُسعفنا أن نتذكرها بالكامل، ثم شيئًا فشيئًا يصبح حلمنا الأوحد هو فقط أن نطمئن.
أنت تنتمي لنفسك، تنتمي لذات الشخص الذي أصبحت عليه اليوم. فهل اجتهدت في صناعتك؟
أعرف الكثير من الأشخاص يبحثون عن من يطمئنون بجانبهم؛ لا أحد يا صديقي يملئك لو كنت هش النفس يُسمع خواء أصداء قلبك.
في صغري كنت أؤمن بأن على الإنسان أن ينتمي لكيان أُسري وأصدقاء مقربين ليشعر بالسعادة. لكن بمرور السنوات أيقنت أن الحِرفة الحقيقية تنبع من كونك أنت بذاتك شخص مكتمل النفس.
إياك أن تستمد سعادتك وأُنس أوقاتك من الآخرين، أسعِد نفسك وتمتع بفكرة أنك كيان مستقل تستحق الحياة، وقتها فقط تكن إضافة حقيقية لمن حولك ويكون اقترابك من الناس عمل مُحبب للجميع.
قد يكون هناك أوقات تقتنع فيها بأنك لستُ مؤهلا لأي علاقة إنسانية؛ لا والله أنت فقط لم تكتمل بعد بذاتك ولم ترى نفسك كفئًا .. فاضطربت.
يقول المبدع "باولو كويلو" في رائعته " The Alchemist" عندما يكون الحظ إلى جانبنا، ينبغي لنا أن نستفيد منه، و أن نعمل أي شيء لكي نساعده بالطريقة ذاتها التي سَاعدنا بها. هذا ما يدعى المبدأ الملائم، و يدعى أيضا (حظ المبتدئ).
إن أي مسعىً يبدأ دائماً ب(حظ المبتدئ)، و ينتهي دائماً ب(اختبار المقتحم)، وأنك وإن كنت تستطيع أن تعيش الحاضر دومًا فأنت إذًا رجلٌ سعيد.
يا إلهي! أي روعة وجودة واقتحام وجب أن نحيا به هذه الحياة؟
الحياة الثرية هي أن تمضي وتسقط وتجدف ويبدو لك أنك تغرق، لكنك تتمسك بقوة بأنك لن تفعل. لا شئ يبدو في نظري مستحيلا إلا إذا خشيت الإخفاق، هنالك فقط سأغرق.
لا تشفق على ذاتك لو رأيت الدنيا تتغير من حولك إلى درب لا يحوي أحلامك. قد يكون هذا لخيرك، وقد تكون قصّرت، أو قد يكون ذلك ببساطة هو قدرك فالتزم به وأنت مطمئن إلى أن يتغير أو تتقبله أنت بنفس راضية؛ هنالك فقط تكن نفسك وتكن إضافة لمن حولك فقد تعلمت أخيرًا لماذا خُلقت.
وحدهم المثابرون الأقوياء من يفعلوا، فدائمًا الطرق المتعرجة تعلمنا القيادة باحتراف.
أؤمن بقوة أن حظ المبتدئ هو رزقك وأن واختبار المقتحم هو ما يُأمِن لك السعادة وعليه تؤجر، هو جهادك المستحق في الدنيا.
قد أكون أُعطيت بعض من هذا الحظ لكني كافحت عمرًا للحفاظ عليه وجَابهت مشاق ينوء الرجال عن حملها كي أربي ما وهِبت إياه.
وقد حرمت أيضا من بعض مجاديفي، لكني استخدمت كل ما وقع تحت يدي وسخرته بصبر وحولته لمجداف قوي، كذلك تعلمت أن أصبر على أقداري ثم أنتظر من الله أن يتكفل بحفظها ورعايتها.
هنالك تيقنت أن القيادة بأمان لا تتأتى إلا إذا تعلمت أولا كيف تقود، ثم تمرست عليها وظللت عمرا منتبهًا بلا يأس وبمنتهى القوة كل يوم وباستمرار.
حاول، كافح، ثابر، وقاتل بقوة. ستقضي أيام طويلة شاقة مظلمة وتقع كثيرًا وأنت تحاول. اخلد للنوم يوميًا وأنت متيقن أن غدًا تستطيع، أيقظ حلمك قبل أن تستيقظ سيساعدك أن تستمر جلِدًا.
نعم إنها مهمة شاقة بحق، لكن وقت أن تتحول قوتك إلى عادة تمارسها يوميًا، يصبح روتينك اليومي بِنَاء بَنّاء.
ثمة أشياء تملكها وحدك ولكن يمكنك أن تتقاسمها مع غيرك، لعل أهمها إرادة الحياة.
أبصر نِعَمك جيدًا فكل عطية تجاهلتها قد تتحول لنقمة لأنك لم تستثمرها ولم تتعرف عليها.
منذ زمن طويل، وضعت لافتة على مكتبي ظلّت لعشرات السنوات أمام عيني أقرأها يوميًا، تقول:" لو وضعت هدفًا نصب عينيك واجتهدت عليه بقوة ثم دعوت الله بيقين أن تناله، لتحققت حتمًا كل أحلامك وأمانيك".
التعليقات