هل تعلم أن اتباع خطة العلاج النفسي للإدمان؛ من أكثر الطرق العلاجية والتأهيلية؛ فعالية بعد التعافي من الإدمان؟؛ فالإدمان أحد أكثر العادات السلوكية التي تؤثر على المجتمع بأكمله، إذ يتم اعتماد أكثر من أسلوب علاجي وقائي للمساعدة على تخطي هذه العقبة.
يقصد في مصطلح العلاج النفسي للإدمان؛ أنه مجموعة واسعة من التدخلات يقودها معالجين مختصين؛ لمساعدة الأشخاص الذين تعافوا؛ أو يتعالجون من الإدمان.
إذ يتم غالبا اعتماد العلاج الكلامي، إذ تساعد هذه الجلسات على السيطرة على الآثار؛ والأحداث الصادمة لدى الفرد؛ لإيجاد طرق تساعد على التعامل وتجاوز نوبات التوتر والاكتئاب والقلق.
إنّ الهدف الرئيسى للعلاج النفسي للإدمان هو مساعدة الفرد؛ على إنهاء التعاطي والإدمان نهائياً، والتقليل من الانتكاس، وإيجاد طرق تساعدهم على إعادة بناء حياتهم.
وتختلف أنواع العلاج النفسي للإدمان عن بعضها، لكن جميعها تهدف إلى نفس الغاية؛ وهي إعادة تأهيل الفرد والمساعدة على إيجاد حلول تمكنهم من العودة إلى الحياة.
ويهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى تغير أنماط التفكير الضارة، والسلوكيات المكتسبة السلبية التي تحفز على الإدمان، ذلك من خلال تدريب وتأهيل الفرد على كيفية التعامل مع هذه الأفكار والفهم الدقيق لمحفزات الإدمان، وإعادة صياغة هذه الأفكار لتطوير الثقة بالنفس والكفاءة الذاتية.
ويركز هذا العلاج على الحد من بعض الاضطرابات العقلية المصاحبة مع الإدمان، مثل: الاكتئاب والقلق، وتحفيز الفرد على تحقيق ذاته من خلال تحديد دوافعه وقيمه الجوهرية ثم تركيز العلاج؛ على ذلك بدلا من البحث عن التغيرات الجذرية وأهداف جديدة، مما يجعل الفرد أكثر تحفيزا لإجراء تغييرات شخصية من شأنها تحسين فرصة صقل الذات.
ومؤخرا أعلنت الأمانة العامة للصحة النفسية ؛وعلاج الإدمان ومنظمة الصحة العالمية عن إطلاق المنصة الوطنية الإلكترونية الأولى فى مصر؛ لخدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان بالمجان ؛وتوفر المنصة خدمات حكومية مجانية للصحة النفسية؛ وعلاج الإدمان لجميع المواطنين والمقيمين في مصر ؛ بدون أي تمييز لمختلف الفئات العمرية؛ وجميع المقيمين على أرض مصر مصريين أو غير مصريين.
وتعتبر تلك المنصة الأولى من نوعها في إقليم شرق المتوسط، إحدى ثمار التعاون بين كلا من الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان؛ ومنظمة الصحة العالمية والمركز القومي للمعلومات؛ بوزارة الصحة والسكان وجامعة بريتش كولومبيا بكندا؛ويقوم عليها نخبة من الكوادر الفنية والتقنية بوزارة الصحة والسكان؛ والمعالجين النفسيين والخبراء الدوليين في مجال الطب النفسي وعلاج الإدمان.
تهدف المنصة إلى التوسع في تقديم خدمات الصحة النفسية ؛وجعلها متاحة للجميع خاصة مع غياب التكافؤ بين الموارد البشرية والمالية؛ وبين الطلب المتزايد للحصول على خدمات الصحة النفسية وعلاج الادمان.
والمنصة ستساهم في التعامل مع العبء الناتج عن جائحة كوفيد-19؛ والتي تسببت في زيادة الطلب على خدمات الصحة النفسية، حيث تشير الإحصائيات العالمية إلى أنه في العام الأول لجائحة كوفيد 19، زاد انتشار القلق والاكتئاب على مستوى العالم بأكثر من 25٪.
ووجدت أكبر الزيادات في معدلات الاكتئاب والقلق؛ في الأماكن التي تأثرت بشدة بالجائحة بناء على معدل انتشار العدوى؛ ودرجة تقييد حركة الأشخاص.
كما أن استخدام الخدمات الإلكترونية الرقمنة ستساهم بشكل كبير في الحصول على الاستشارات؛ والدعم النفسي بجودة عالية وبخصوصية ؛وسرية تامة والتغلب على الوصم المتعلق بالاضطرابات النفــسية في المجتمع المصري؛ وتصحيح المفاهيم المغلوطة وتقديم معلومات سليمة للجميع.
تشمل المنصة محتوى تثقيفي توعوي؛ للمستخدمين من خلال إتاحة معلومات علمية هامة عن الاضطرابات الشائعة في الطب النفسي العام؛ وفروعه المتخصصة كالطب النفسى للأطفال والمراهقين، والمسنين والإدمان.
وتتناول المنصة أيضاً أعراض وآليات التعامل مع الأزمات النفسية؛ التي تواجه المرضى وأسرهم؛
كما تعرض الخدمات المتاحة بالأمانة العامة للصحة النفسية؛ وعلاج الإدمان كالتعريف بالمستشفيات ؛والمراكز التابعة للأمانة وأماكن ومواعيد العيادات التخصصية وحملات التوعية.
وتقديم خدمات الدعم والاستشارات النفسية؛ من خلال العيادات الافتراضية (التطبيب عن بعد)؛ عن طريق بضع خطوات بسيطة؛ تمكن المستخدمين من تقييم حالتهم النفسية ؛من خلال الاستبيان العام للصحة النفسية.
كذلك حجز جلسة مع المعالجين النفسيين المؤهلين؛ حيث يختار المستخدم المكان والزمان المناسبين لأداء الجلسة؛ في خصوصية وسرية تامة لبيانات المستخدمين، كما يستطيع كل من المعالج والمستخدم، من خلال لوحة التحكم الخاصة به، أن يقيم مستوى الجلسة.
كما تمكن المعالج من تحويل الحالات الطارئة؛ للخط الساخن الخاص بالأمانة العامة للصحة النفسية؛ وعلاج الإدمان لسرعة التدخل الفوري؛
كما يستطيع المريض أيضاً أن يطلع على تشخيص حالته التي قام المعالج بتسجيلها بالإضافة إلى مشاركة تجربته الخاصة مع الآخرين والاستفادة من تجارب الآخرين.
من جانب آخر يختص المشرفين والقائمين على الموقع ؛حيث يمكنهم من متابعة وتقييم أداء المنصة، حيث يقوم بعرض أهم التقارير الخاصة بإحصائيات البوابة الإلكترونية؛ مثل عدد المستخدمين ومعدل أعمارهم؛ ومعدل المتابعة وأكثر التخصصات التي تم تصفحها وغيرها من البيانات.
والأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان كانت على مستوى التحدي في ظل جائحة كورونا؛ حيث قامت بتطوير خدماتها الإلكترونية، وإنشاء المنصة الوطنية الافتراضية الأولى فى مصر بهدف تقديم الخدمات العلاجية للمريض النفسي؛ وذويه في أماكن تواجدهم من خلال الاستشارات النفسية مع معالجين مؤهلين دون اثقالهم بأي أعباء مادية.
وتعزيز الدور التوعوي المجتمعي للجمهور المصري من خلال المنصة.ولا توجد صحة بدون الصحة النفسية، حيث تشكل السلامة النفسية عنصراً أساسياً في تعريف منظمة الصحة العالمية للصحة.
فالصحة النفسية الجيدة تمكن الإنسان من إدراك إمكانياته، والتعامل مع الضغوط الطبيعية للحياة والعمل بشكل منتج.
التعليقات