يحمل على كتفيه أسمى أسطورتين ليلى مراد فى الغناء وفطين عبدالوهاب فى السينما، ولو عدت للجيل الأسبق فهو حفيد المطرب الملحن زكى مراد وخاله أيضا الملحن الاستثنائى منير مراد وعمه سراج منير.
الجينات الإبداعية لا تنتقل بالضرورة، لكن معه انتقلت، بطريقة خاصة، عشق الصورة سيطر عليه وهكذا اشتغل مساعد مخرج مع يوسف شاهين وبعدها مع تلميذ يوسف شاهين النجيب المخرج على بدرخان، ولم يكتف بهذا القدر حيث إن الطلاق قد حدث بين على وسعاد حسنى أثناء تصوير فيلم (أهل القمة) وانطلقت شرارة الحب بين سعاد وزكى رغم أن فارق العمر تجاوز 15 عاما، ولم يستغرق الأمر سوى بضعة أشهر ليحدث الطلاق، وبرغم أن ليلى مراد كثيرا ما أشادت بسعاد الفنانة إلا أنها لم ترحب أبدا بزواجها من ابنها.
زكى لم يكن محترفا بالمعنى المباشر للكلمة، فهو لم يخطط أبدا لنفسه، كانوا يعرضون عليه أدوارا ليست فقط صغيرة فى المساحة لكن بلا ملامح خاصة، ورغم ذلك كانت له دائرة جماهيرية فهو يمتلك لمحات خاصة فى الأداء الصوتى والحركى، كالعادة تم تنميطه فى شخصية رجل الأعمال الثرى أو النصاب أو الاثنين معا، وكان معنى الرفض أن يظل قابعا فى بيته، وعندما تحققت أمنيته ورشحته المخرجة مريم أبوعوف بدور كوميدى كثيرا ما كان يحلم به، كان تحذير الأطباء صارما بأنه معرض للإصابة بكورونا، لأن مناعته ضعيفة، وفى مثل حالته سوف تعتبر إصابة قاتلة.
كان يعانى من سرطان فى المخ، بعد أن شفى من سرطان الرئة، واجه المرض فى المرتين ببسالة وباع سيارته لينفق على علاجه.
مثل ليلى مراد كانت وصيته خروج جثمانه من جامع (السيدة نفيسة)، وكانت ليلى قد أوصت بعدم الإعلان بينما هو طلب الإعلان.
زكى كانت لديه مثل كل إنسان أحلام، إلا أنه لم يخطط لشىء، حتى عندما فاز فيلمه (رومانتيكا) الذى لعب بطولته ممدوح عبدالعليم ولوسى وأشرف عبدالباقى، وذلك قبل ربع قرن بكل جوائز المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية السينمائى، كان قد خاطب قبلها إدارة المهرجان بطلب لسحب فيلمه من التسابق لأنه شارك بدون موافقته، قبل الانتهاء من نسخته النهائية، الإدارة لسبب أو لآخر لم تستجب، وكان الشريط رغم ذلك مفاجأة، أشارت بقوة إليه كمخرج قادم لجيل التسعينيات ليلحق بأسماء من أصحاب المواهب سبقته بسنوات قليلة مثل شريف عرفة ويسرى نصرالله ورضوان الكاشف، إلا أنه لم يكمل الطريق، ووجد نفسه ينتقل بقوة للوقوف أمام الكاميرا للتمثيل بين السينما والتليفزيون وكان من الصعب عليه التوقف.
كان يحلم بمشروع مسلسل يخرجه عن حياة ليلى مراد وهو قطعا الأدرى والأولى، إلا أنه فوجئ بعرض مسلسل آخر عنوانه (قلبى دليلى)، وظلت لديه معالجة درامية، ولم تكن المشكلة فى الإنتاج، لكن فى العثور على فنانة لها طلة ليلى مراد.
عندما سألوه فى الأشهر الأخيرة عن تجربته ونضاله وتشبثه بالحياة باح بالسر أن ما يؤرقه من الموت ليس الموت، لكن شقيقه الوحيد من أمه أشرف وجيه أباظة، كيف يعيش وحيدا من بعده، ورحل زكى وبقيت السيرة والصورة لفنان لم يترك لنا الكثير على الشاشتين، لكنه امتلك بصمته الخاصة.
التعليقات