بُحُـورُ الشّعرِ- عاقِـرَةٌ قَحُوْلُ
.... و يُقْصِِرُ فيكَ أكرَمُها- البَخيـلُ
و مَهْما طاوَلَتْ أَقعَتْ بَياناً
.. و تعجَـزُ فيكَ لَو صِِدقـاً تَقـُولُ
بُحورُ الشِّعرِِ - وافِـرُها شَحيحٌ
…. و تَغْـرَقُ فيكَ-يَسحَرُها الذَّهُولُ
فَأَنْتَ أَلَذُّ مِنْ كُلِّ آلْمَـرايا
… بِبُـرءِ مَسِيحِكَ انْتَفَضَ العَليـلُ
إِذا الخُلَصاءُ مِنْ طِيْـنٍ جَميلٍ
…… فَنُـورَ العَـرشِ سَوّاكَ الجَميلُ
تَفَلَّقَـتِ الدّيـاجي فَجْـرَ وَحيٍ
..... عَـرُوضَ مَشاعِـرٍ صَلّىَ الْخَلِيـلُ
فَطِفْـلاً تّرتَعِي غَنَمـاً يَتيماً
....…. بِكَــدِّ الْكَفِِّّ أَرْزاقَــاً تَطُـــوْلُ
وَ رِزْءُ المَوتِ في شِعْبٍ خَصاصٍ
....….و قَـد عَـرَجَ المُزمِّـلُ والكَفيـلُ
أَيا جُودَ الخَلائقِ و البَرايا
... رُؤى كفّيكَ يَزْدَهِـرُالقَليلُ
سَكَبْتَ مَثانِياً سُقْيا رِمالٍ
... ظَماءِ القَلْبِ فَآنْتَشَتِ الفُصُولُ
تَشَظّت شَمْسُها شَرقاً و غَـرْباً
.... و فَيءَ القِسطِ أمْرَعَتِ الحُقُولُ
بِقُـرآنٍ مَدَىَ الآفـاقِ يُتْـلَى
........ و تَشهَـدُهُ المَعـارِجُ و النُّزولُ
أَ لا فآقْـرأْ فإنَّ الكَوْنَ داجٍ
.. و رَهْجُ البرقُ يَصْعَقُـهُ الفُضُولُ
تَهَـلَّلَ بآسْمَكَ المَلَكُوتُ بَرْقـاً
...و عِيدِ الكَوْنِ -مَسراكَ النَّبيلُ
أَ يا رَحْمانُ أَلْهِمْني بَياناً
…. بِإبـداعٍ على مَــدَدٍ يَــؤُولُ
بِأَنْ أَدْنُو سِراجَ العِشْقِ قَلْبـاً
......…. و أروَعُ ذِروَةٍ مِنْكََ القَبُـولُ
بِها أَرقَى بُراقَ الشَّعرِِ مَدْحـاً
….... و أبلُـغُ نَزْلَـةً يَرْضَى الـرَّسُولُ
و أَغْسِلُ بالدُّمُوعِ عَذابَ رُوْحٍ
.... نَــأَتِ عَنْها السَّكِينَـةُ و السَّبيلُ
فَأَلْهِمْنِيْ بَديْعَ الْحِسِّ نَجوَى
..... أَقِـرُّ بهـا جَنانـاً كَي أَقُـولُ
ألا الْقِ قَمِيصَكَ العَبِقِ آستِحاراً
..... ليُبصِرَ فَجـرُنا الأعمَى الكَليلُ
فأَنتَ - اللهُ - أَلْهَمَكَ آصطِفاءً
.... و حِمـلُ الأرضِ جَبّارٌ ثقيـلُ
فَمَخطُوطٌ - بِلَوْحِ العَرشِ - طه
.... سَنَـا الْمِشْكاةِ خَلَّقَـهُ الْجَلِيـلُ
أَ لا أُنبيك أَدْمَنَنِيْ ضَياعِي
....... و شاطِي النَّخْلِ رَنَّحَهُ الكُحُولُ
بِعَمّاتٍ ذَوَينَ حَريقَ (صُفـرٍ)
....… و فيلُ البَغْيِ تُزجيهِ الطُّبولُ
لمن تَشْكُو النَّوارَسُ في ضُلُوعي
.......و نَزْفُ القَلْبِ يشرَبُهُ الهَـديلُ
فأنتَ شُموسُ إعْجـازِ بَدِيْعٍ
….... بِفَِتْـقِ آلـرَّتقِ قَبْلَكَ لَمْ يَقُولُـوا
بَسَطتَ لِفِكْـرَةِ الخُلْـدِ آعْتِبـاراً
… فَهـالَ الكَوْنُ فكـرَكَ و الفُحُـوْلُ
أَقَـرَّ الدَّهْـرُ أنَّكَ ضَوْءَ كُلٍّ
.… و قَـد شَهِدَتْ بِذَيّـاكَ العُـدُوْلُ
تجودُ بما لديكَ نَخْـيلِ حُبٍّ
….. لمن يُلْقِي الْحِجـارَةَ أو يَصُوْلُ
وَ ما ضارَ الفُـراتُ إذا تَوَلَّىَ
...... غُــرابُ الغَـيِّ أو كَـرِهَ الجَهُـولُ
و يَأْبَى أللهُ أَنَّكَ قَـد تُضاهَى
.....و يَأْبىَ العَـدلُ ذلكَ والعُقُولُ ..
أحمد القيسي
رئيس اتحاد الأدباء الدولي بالنرويج
التعليقات