يطرح الكاتب المصري محمد الشماع، كتاب «السرايا الصفرا»، عن دار المصري للنشر والتوزيع، قريبا في الأسواق.
محمد الشماع
ويقول "الشماع" في مقدمة كتابه: "أعترف أن فكرة نشر مذكرات الطبيب محمد كامل الخولي لم تكن من بين أولوياتي، أولًا لسهولة الحصول عليها من مصدرها الأصلي، فهي منشورة ومتاحة في الأرشيف لمن يهوى، وثانيًا لما وجدته فيها من طرافة التناول وبساطته، فالكاتب الطبيب لم يقدم صورة مختلفة عن المرضى النفسيين والعقليين، بخلاف ما قدمته أفلام الأبيض والأسود، كما أنه لم يناقش ظاهرة نفسية مجتمعية مرتبطة بالمرض النفسي بعمق أو بنفاذ، وأخيرًا لأنني خشيت أن يكون تناول الطبيب في مشاهداته من سير المرضى (مستخدمًا بعض الأسماء) حنثًا بـ«قسم أبقراط» الذي يقسمه الطبيب قبل مزاولته للمهنة، وخصوصًا في مسألة إفشاء أسرار المرضى.
ولكن ماذا حدث؟
قرأت المذكرات (التي أميل إلى تسميتها مشاهدات) مرة وأخرى وأخرى، وفي كل مرة تظهر لدي انطباعات جديدة ومختلفة، في كل مرة أهرول ناحية كتب التاريخ ووثائقه وصحف ومجلات صادرة في النصف الأول من القرن العشرين للبحث عن حادث ذكره الطبيب بين ثنايا المشاهدات، مثل حادث إطلاق النار على الزعيم سعد زغلول مثلًا واتهام الجاني بالمرض النفسي، أو لاستطلاع قضية تخص التاريخ الاجتماعي كقضية الأطباء الأجانب الذين عملوا في بر مصر، وكانت لهم الغلبة في الآراء والأحكام الطبية حتى قيام ثورة يوليو، وكذلك طبيعة ونشأة المجالس الحسبية.
أما بساطة ما تناوله الطبيب فكان مصدر رغبة داخلية في معرفة تاريخ تطور الطب النفسي والعقلي في مصر، خصوصًا في مسألة التشخيص والعلاج، والتي لم يقترب كاتب المشاهدات منها إلا في حالات نادرة، ومنها مثلًا ما تطرق إليه في بضعة سطور عن حالات عديدة من الإصابات النفسية التي ضربت أسرة محمد علي باشا، منها ما ناظره وشاهده بنفسه مع أميرات تركيات من العائلة الملكية، ومنها ما سمع عنه وخصوصًا حالة الملك فاروق العقلية والتي أفرد لها جزءًا خاصًا، قدم فيه رأي طبيب باشر الملك بنفسه واستخلص مرضه، ما جعله يتحدث عن «وراثة الجنون» في الأسرة.
التعليقات