فى الأشهر الأخيرة ارتفع منسوب الزج باسم مصر، باتهام البعض بالنيل منها وسمعتها وقدسية ترابها، آخر من لاحقهم الاتهام العشوائى الملحن والمطرب عمر كمال، عمر أفلت من مذبحة نقابة الموسيقيين التى وضعت على رأس قائمة الممنوعين 19 مغنيًا للمهرجانات، وضمت إليهم حسن أبوالروس، بسبب البنطلون الذى يرتديه، فهو ليس على هوى النقيب، كان الأمر سيبدو مضحكًا لو هانى وضع ضمن (اللستة) عمر كمال، لأنه سبق أن لحن لهانى.
ولو أبعده سيصبح السؤال كيف غنيت لمن لا تعترف به موسيقيًا، لسان حال هانى كان يقول (مسيرك يا ملوخية ح تقعى تحت المخرطة)، هناك (أصوات قد أينعت، وحان وقت قطافها)، عمر كان نجما لامعا لأكثر من حفل فى تونس بلد (السميعة)، التى تفتح قلبها ومشاعرها لكل الأنماط، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية لموسم الرياض مع حمو بيكا وحسن شاكوش، وقدم حفلا غنائيا حقق أعلى الإيرادات، وفى حفل تدشين كأس العالم انطلق فى الدوحة على أنغام (بنت الجيران) بصوت شاكوش، وهى أيضا من تلحين عمر كمال، الذى يشاركه الغناء، فكان لا بد من الضرب بضراوة.
قبل عامين طلبت النقابة من شاكوش وعمر تغيير مقطع (ح أشرب خمور وحشيش) وبالفعل فى أكثر من حفل استبدلها بـ(من غيرك مش ح أقدر أعيش) وفى الرياض أحالها إلى (ح آخد تمور وحليب) وعندما كتب على صفحته أغنى على أرض طاهرة مقدسة، اعتبرها البعض تحمل تعريضًا ببلده، وكالعادة المحامى الذى يثير كل الزوابع القضائية اتهمه بالإساءة لسمعة الوطن، وكشرت النقابة عن أنيابها، وأصدرت كعادتها بيانًا عنتريًا.
لم يقصد عمر ولا يمكن له أن يعنى التعريض بوطنه، ربما لو كانت لديه دراية أكثر بمواجهة حالة التربص المسبق لأضاف مثلًا أن أرض السعودية مثل أرض الكنانة مقدسة، عموما كان شاكوش أكثر ذكاء عندما استهل حفلته فى الرياض بغناء رائعة شادية (يا حبيبتى يا مصر).
لماذا يبدد هانى طاقته فى تلك المطاردات (الخائبة)؟ يذهب لإدارة (اليوتيوب) لمنع أغانيهم ويرفض طلبه، ويلجأ لتفعيل (بروتوكول) مع عدد من النقابات الموسيقية العربية، من أجل منعهم من الغناء، سبق قبل عامين أن تواصل مع نقابة الموسيقيين فى تونس حتى تلغى حفلات شاكوش وعمر، ثم وجدنا النقابة هناك تمنحهما جائزتين تقديريتين، هل العالم العربى اتفق على أن يقدم هذا النوع من الغناء لكى يهين بلد سيد درويش والسنباطى والشيخ زكريا وبيرم التونسى؟ أكيد لا، هم يقدمون أيضا بتقنية (هولوجرام) أغانى أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم، إنهم مؤمنون بالتعدد الغنائى، يقولون الله لأم كلثوم، ويصفقون ويرقصون فى نفس الوقت مع حمو بيكا.
دور النقابة أن تخلق مناخا صحيا يتيح لكل المواهب التألق، وتقدم فنًا يخاطب وجدان الناس، إذا كانت النقابة ترى أنه لا ينبغى أن تُصبح أغانى المهرجانات هى العنوان الأكثر شعبية فى مصر والعالم العربى، فلماذا تتقاعس عن تقديم الفن البديل الذى تراه جديرًا بأن يصبح هو العنوان؟.
سنكتشف مع الزمن أن الحكاية ليست أغانى مهرجانات ولا يحزنون، ولكن مطربين أو مؤدين لا يهم التوصيف صاروا مطلوبين فى الداخل والخارج، بينما هناك من باتوا خارج مشاعر الناس وخارج نطاق الحفلات، فقرروا شغل أوقات فراغهم بعرقلتهم بكل ما لديهم من سلطة!!.
التعليقات