شهدت في الآونة الأخيرة عددا من الجرائم المجتمعية؛ تمثلت في قتل الأزواج لزوجاتهم؛ أو الزوجات لأزواجهن؛ علاوة على قتل الأب لأطفاله؛ أو تعدي الابن على أبيه؛ أو أمه وسائق يقتل زوجته؛ وجار يقتل صديقه ؛وعامل يقتل زوجته وأولاده الأربع؛ وزوجة تقتل زوجها بسبب مصروف البيت؛ وأب يقتل زوجته وطفلتيه لمروره بضائقة مالية ؛وزوج يقتل زوجته بسبب أزمة مالية وآخر يقتل زوجته أمام أبنائها الخمس.
ففى دراسة صادرة عن المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية؛ كشفت أن ٩٢ ٪ من الأسرة تقع تحت طائفة الجرائم الماسة؛ بالعرض والشرف نتيجة الشك فى السلوك؛ أو سوء الظن مما يدفع الزوج لقتل زوجته؛ أو يدفع أحد الأشقاء لقتل شقيقاته .
وكشفت هذه الدراسة عن مفارقات خطيرة منها؛ أن ٧٠٪ من هذه الجرائم تمت دون أن يتأكد الجانى من حقيقة التهمة؛ الموجهة للمجنى عليه داخل محيط الأسرة ..
حيث لم تقع هذه الجرائم فى حالة تلبس؛ بل كان السبب دائما هو الشائعات وسوء الظن ؛وكلام الجيران والأصدقاء أو المعارف .
وإن كانت تلك الجرائم تمثل حالات فردية؛ في المجتمع ؛وليست ظاهرة إلا أنها دقت ناقوس الخطر بعد تناولها إعلاميا بصور وصفت بـ"الفجة"وأنها تساهم في تقوية نزعات العنف.
وتشرح طرقا لتكرار تلك الوقائع ؛وتعتبرقصص تجرد أصحابها من مشاعرهم الإنسانية؛ وصاروا أمثلة حية ؛على أوضاع غريبة انتشرت في المجتمع.
أن البيئة المجتمعية غيرت من ظروف الناس، حيث تعد المسلسلات والأفلام ؛والسوشيال ميديا أحد الأسباب الرئيسية ؛لما يحدث الآن نتيجة لأن السائد في هذه المسلسلات أو الأفلام أو غيرها ؛من المواد المرئية هو العنف.
ولا ننسى أن هناك بعض الناس لديهم ميول للعنف ؛لكن تلك الميول لا تدفعهم للقتل لأن هذا الشخص الذي لديه ميول للعنف؛ قد لا يصل به الأمر إلى عمليات القتل.
نظرا لوجود موانع مثل المعتقدات الدينية؛ والثقافة والتعليم؛ أو أن يكون الشخص من أصحاب الأموال ؛أو له أسرة يخشى ضياعها حال ارتكاب مثل تلك الجرائم هذا يكون لدى هؤلاء حسابات دقيقة؛ قبل القيام بارتكاب مثل تلك الجرائم.
انتشرت الجرائم بشكل لافت للنظر وللمرأة نصيب منها ليست كمرتكبة للعنف فقط ولكن كضحية له أيضاً.
وتحدث جرائم القتل؛ لأسباب عديدة أبرزها العجز الجنسي للأزواج، وانخفاض الوازع الديني، وانخفاض المستوى التعليمي أو الجهل، وخلافات الميراث، والضغوط النفسية والمشكلات الاجتماعية.
ولعبت العوامل الاقتصادية دورًا مؤثرًا في هذا التحول ؛وخاصة عوامل مثل الفقر ؛وبطالة رب الأسرة ؛وكذلك الرغبة في الحصول على المال أو الميراث.
وحيث أن جرائم العنف تحدث داخل سياق اجتماعي؛ لذلك لا يمكن التقليل من شأن العوامل المجتمعية التي يمر بها ؛ والتي تهيئ الظروف للانغماس في جريمة ما من جرائم العنف الأسري ضد المرأة.
وبعيدا عن لغة الأرقام فإن قصص الجرائم الأسرية لا ترتبط بشكل معين ؛فكل قصة لها طابعها الخاص وظروفها المختلفة.
فزادت جرائم القتل في الأونة الأخيرة ؛لطغيان المادة علي الحياة الأسرية؛ فاصبح كل فرد يستغل الأخر ماديا.
فالأبناء تربطهم علاقة مادية بحتة مع الأباء؛ وغابت علاقة المودة والتعاون؛ والترابط الأسري ؛وكذلك العلاقة بين الزوج وزوجته واجمالا كل فرد يسعي إلي توفير حاجتة المادية؛ علي حساب العلاقات الأنسانية الأخري.
كما أن من أسباب العنف؛ عدم الأختيار الصحيح للزوجين في بداية تكوين الأسرة؛ وهذا واضح في وجود الكثير من حالات عدم التكافؤ سواء المادي؛ أو الأجتماعي أو الثقافي.
وهناك أيضا ضغوط الحياة؛ التي يعيشها أفراد الأسرة ؛سواء خارج المنزل ؛وهناك عدة عناصر تلعب دوراً خطيراً في الجرائم ؛ التي لم يعهدها المجتمع من قبل ويأتي على رأسها الإدمان.
وأن الأسرة هي أولى المؤسسات الاجتماعية؛ التي تخلت عن دورها فهي ؛كذلك أولى المؤسسات التي تفشت فيها الجرائم وجنت ثمار العنف؛ في صورة جرائم غاية في القسوة لم تكن متوقعة في مجتمع كان وفي وقت قريب.
فالأسرة هي الدائرة الأولى؛ من دوائر التنشئة الاجتماعية ؛وهي التي تغرس لدي الطفل المعايير التي يحكم من خلالها على ما يتلقاه فيما بعد من سائر المؤسسات في المجتمع.
التعليقات